زواج الكورة …. هل يعود مع ارتفاع تكاليف الـزواج؟

[JUSTIFY]التكاليف العالية والمصاريف الكثيرة التي أصبحت ترافق حفلات الزواج ومراسمه الطويلة والملزمة لأي شخص مقبل على الزواج خاصة وأن البلاد تمر بوضع اقتصادي شاذ يصعب معه توفير تلك الأموال جعل الأصوات تتعالى بمحاربة تلك الظواهر بشتى السبل وتبسيط قيمة الزواج وتسهيله للشباب الذي أصبح يعيش في وضع حرج مع قلة فرص العمل والبطالة المتفشية والحد من ظاهرة العنوسة التي تفشت في المجتمع والتي شملت الجنسين والسبب الرئيس هو عدم المقدرة على مجابهة تكاليف الزواج جعل الكثير من الأسر تحاول أن تقوم بالاكتفاء بعقد القران في المسجد دون تكاليف باهظة أو إقامة وليمة.
أصبح حلماً
قالت إنعام أن العديد من الأمور غير الضرورية والتي يتمسك بها الأهل خاصة فيما يتعلق بالزواج وهي تبدد الكثير من الأموال دون أن يكون هناك داعي لها وتكون بمثابة حاجز عملاق للمقبلين على الزواج فهنا لابد أن يتم التخلى عنها، ورغم صعوبة ذلك لكن ليس من المستحيل اقامة زواج مبسط، وكذلك الاهل لوجدوا أن الأموال المهدرة في المظاهر التي لا تقدم ولا تؤخر كانت من الاولى ان تفيد الطرفين في كثير من أمور الحياة الأخرى وتحسن كثيرا من وضعهم خاصة أنهم مقبلون على حياة زوجية طويلة.
رجب بشير رحب بالفكرة كثيرا وقال أصبح الوضع الاقتصادي صعبا للغاية، وارتفعت تكاليف الزواج بصورة جنونية هذا غير ظهور عدد كبير من الممارسات المرهقة ماديا في بعض طقوسه الشيء الذي دفع عددا كبيرا من الشباب للهجرة أو مقاطعته، فالزواج الآن في السودان أشبه بحلم يراود الشباب، وضرب من ضروب المستحيل فكثير منهم يعيش بدخل محدود وإمكانيات متواضعة ويحتاج لتفهم من قبل أهل البنت ولهذا أي تسهيل يساعد الكثيرين من الشباب لبدء حياة زوجية.
وقال أمجد تسهيل الزواج للشباب أصبح ضرورة ملحة وعلى الجميع تطبيقه على أرض الواقع، فلقد أصبح عدد كبير من الشباب والشابات ممن وصلوا مراحل متقدمة من عمرهم دون الزواج وارتفعت نسب العنوسة بين الجنسين بصورة لافتة، فمن النادر أن تجد بيتاً يخلو من شاب أو شابة عانس ولو لم يتم علاج هذه المشكلة فسوف تحدث الكثير من التصدعات في المجتمع وهو ما يحدث الآن في كثير من الدول العربية مثل المغرب وتونس التي أصبحت مثل الدول الغربية في العلاقات غير الشرعية والعيش بين طرفين دون زواج.
معارضة ورفض
ونجد أن بعض الشباب يعارض وبشدة تسيهل عملية الزواج واقتصار مراسمه وأغلب هؤلاء من متحججين بكثير من الأسباب التي قد تنعكس سلبا على المجتمع أذا تم تسهيل الزواج فتكثر حالات الطلاق ويسهل الأمر لكثير من الرجال في تعدد الزوجات، وكذلك في عملية الطلاق. فقالت مريم حسن تسهيل الزواج واقتصاره على مجرد عقد قد يسهل على كثير من الرجال «العيونهم زايغة» في زواج وطلاق فيتنقلون بين النساء يتزوجون تلك ويطلقون تلك ما دام الزواج ميسراً لهم، ولهذا لا بد من وضع قواعد تحكم الزواج وتفويت الفرصة لمن لا يقدرون الاستقرار في حياتهم الزوجية، وهو ما ذهبت إليه عفاف إبراهيم، فقالت نعم هناك من يستحق التشجيع من الشباب تسهيل الزواج لهم ولكن أولاً يجب معرفة مدى جديته والوقوف على بقية الإعدادات الأخرى وتجهيزات فلا يمكن أن يرمي الناس بناتهم بثمن بخس وفي النهاية لا تجد التقدير الكافي، فهناك قاعدة معروفة وهي ما يكتسب بسهولة يفقد بسهولة.
فيما اعتبر رفعت عمر أن الزواج مشروع مقدس وليس لعبة ولهذا وضعت شروط كثيرة للمقبلين عليه وأستند الى حديث الرسول«ص» عندما قال «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج». هذا ما يؤكد أن الزواج استطاعة في المقام الأول فكيف يسهل لتكون بناتنا لعبة في أيدي رجال ربما يكونون جيدين وربما يكونون سيئين.
بعض النظم المتبعة لتسهيل الزواج
وفي كثير من القرى يتبع أهلها أنظمة تسهل على الشباب أمر الزواج وتختلف من مكان إلي آخر علي حسب التقاليد بعضها ينهار وبعضها يظل صامداً ويطلق عليه عدة أسماء أهمها «الكورة»، وهي كناية عن القلة حيث يحلف القسم كل رجال القرية على حد معين في جميع تكاليف الزواج لا يتخطى الرقم المقرر أي شخص حتى ولو يمتلك الكثير من المال وهو نظام قديم يقال إنه منذ عهد الإمام المهدي وكان مصدر جدل بين طبقات المجتمع، فمنهم من يشجع تلك الفكرة ومنهم من يرفضها واستمر الجدل الي يومنا هذا بين الرفض والقبول لها. فقال محمد الحسين كان ذلك النظام متبعاً لوقت قريب في قريتنا تريعة البجا بريفي جبل أولياء، فمنذ عدت سنوات أدى القسم كل رجال القرية علِى عدم المغالاة في المهر وإقامة الولائم الكبيرة، وفعلاً استمر هذا الوضع بانضباط كبير من قبل، ولكن الآن هناك من لا يلتزم به في مراسم الزواج حتى من النادر أصبح يطبق هذه الطريقة في المناسبات، ولكن في قرية طيبة الحسناب لا يزال هذا النظام فاعلاً في الزواج ولكن من يستطيع أن يقيم حفل زواج كبير يسمح له، فيما قال السماني من ولاية الجزيرة إنه وأصدقاؤه قد تسببوا في انهيار هذا النظام بعدما أصر صديقهم في إقامة حفل ساهر احتفالا بزواجه رغم الرفض الشديد من أهل العروس الذين كانوا ملتزمين، وكانوا من قرية أخرى فأخذنا العروس من قريتها وأقمنا حفلا ساهرا وبعدها أصبح كل واحد يريد أن يقيم حفلاً وهكذا حتى انفرض العقد في بقية الشروط الأخرى.

الانتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version