هززت رأسي بالنفي وقلت (فكي؟ انا شخصيا ما حصل مشيت لي فكي ولا بعرف زول بمارس المهنة دي ) … قال اسحق (كيف يعني ما تعرفي فكي؟؟..البلد دا كلو ماشي بالفكي ..عيان تمشي فكي ..عايز تعرس تمشي فكي ..ناس الكورة يا هاجة بمشوا فكي )..
يحدث احيانا ان تتكشف الحقيقة امامك (فجاتن) وتترتب قطع لعبة البازل ..وتظهر اللوحة واضحة كالشمس ..وتجد نفسك تقول (انا ليه ما فكرت بالطريقة دي؟؟)…في الجمعة الماضية شاركت كممثل للمعمل المركزي في حضور توقيع اتفاقية بين وزيرة العلوم والاتصالات ووزيرة العلوم والتكنولوجيا _جنوب افريقيا ..
لاحظ مقدم الحفل الأستاذ القدير (عوض ابراهيم عوض) تغلب العنصر النسائي على الحفل فقال انه اكتشف ان الساحة هذه الأيام للنساء …وها انا اليوم اقول له ان الساحة للفكيا (يا جماعة جمع فكي شنو)..الساحة لذلك الذي يتعامل مع المجهول فيمنحك املا بقرب المستحيل ويشيد لك القصور في الهواء ويبيع لك الهواء المعبا في القزاز.
تضيع الطائرة الماليزية وتختفي عن الانظار ..يعكف العالم على تحليل الاحداث وحسابات الرادار وتعتلي قمة الاخبار صور العلماء والمحللين ..بينما تحتفي الصحف عندنا بتصريح قوي لأحد اشهر من ينتهجون عمل (الفكاكة ) الذي يصرح بالا تتعبوا انفسكم فالطائرة الماليزية (معتقلة) عند الجن الاحمر وجميع ركابها سليمين ..
واخشى ما اخشاه ان يكون هناك من ينتظر عودة هؤلاء الركاب حتى بعد تاكيد موتهم من الجهات المختصة. اما عن عالم الكرة فهذا قطاع لا اعلم عنه شيئا حتى افتي فيه ولكن لو صدقت الشائعات بان كبار المسؤولين عن هذا القطاع يقضون ليلة المباراة وهم يدفعون المبالغ الضخمة لاحد (الاناطين ) لكي يضمنوا الفوز ..لو صحت هذه الشائعات… لوجدت التفسير المباشر عن كيف اننا (سوداني وخليك سوداني ..الشبكة الاوسع في افريقيا) ..وكيف صرنا (سيد الهزائم التلاتة).
اما عالم النساء فتلك قصة اخرى تحتاج الى مساحة خاصة و(كاتبني وين ؟ عند ياتو شيخ)….اما في عالم الطب فحدث ولا حرج ..كل يوم نسمع بفكي جديد نال شهادة التخصص في شئ ما واشتهر بالعلاج بطريقة متفردة ..طبعا البخرات أصبحت (موضة قديمة) …اخر موضة الان هي (العضة) ..نعم هناك (فكي) تضرب له اكباد العربات وتسير له المسيرات ويصطف الناس لكي يدخلوا له (فيعضيك) حتى يخرج الدم وتقوم من عنده صحيحا معافى….(اها دا أسمه شنو؟؟؟ ساكن وين؟؟؟)..
حقيقة عندما سمعت بخبر الفكي دا ..همست في أذني سعدية النكدية بأن انتهز الفرصة وارسل له (لستة الاغتيال) خاصتي لينالوا نصيبهم من (العض) فربما راحوا فيها بانتقال فيروس السعر ..فلا تفسير عندي للحالة التي يمر بها الفكي الا اصابته بالسعر.
ولكن لمبة عبقرينو صديقتي قالت لي اذا كانت كل البلد تعتقد في اهمية هؤلاء وترى فيهم ما تراه …ما الذي يجعلك انت (صاح)؟؟؟ لماذا لا تجربين التعامل مع (الفكي)…..فلمعت اللمبة وقلت لنفسي طالما كنت أردد في الاجتماعات ان (شغلتنا دي دايرة ليها حاوي) ..اذا كانت الدولة تمنح لنا فتات الميزانية (اقل من 5%) ونتنافس عليها نحن (البحث العلمي) والتعليم والصحة ورغم ذلك تظل تطالبنا بانتاج وكمان (دخل) !!!!!!…
اليوم اكتشفت ان الشغلة دايرة (فكي) ..وعليه ومن هذا المنبر أطالب بتعيين فكي لكل مؤسسة بحثية في السودان ..من يدري فربما استعان بالجن الاحمر لتشغيل الاجهزة المتعطلة منذ سنوات ولا نستطيع استجلاب قطع الغيار لها لاننا دولة محاصرة …ولربما استعان بالجن البنفسجي لأرجاع اتفاقيات التدريب والمنح الدراسية الى سابق عهدها حتى نخرج من حالة الركود التي نعاني منها ونستطيع مواكبة ما يحدث …
اما الجن التركوازي فدع له مهمة معالجة اوضاع العلماء والباحثين في بلادي ولايقاف نزيف الهجرة الذي سرق اكبر العقول واجملها وشتتها في بقاع الأرض بحثا عن لقمة عيش. …صوت اسحق يعيدني الى الواقع ..(يا هاجة انتي مشيتي وين ..يعقوب قال ليك انت كنت قلتي بتعرفي الفكي علي ) ..
هذه المرة ضحكت فعلا فقد تذكرت انني مازحته مرة بقولي (بجيب ليك الفكي علي البقلب الويكة جلي) ..قلت له ( صحي والله اتذكرت …لكن شكلوا انا فكت مني )… ضحكنا جميعا لمفارقة الكلمة وكان المسجل متوافقا مع حالة (الفكاكة ) هذه… فقد كانت الاميرة نانسي عجاج تغرد ( ان شا الله اجن ..وأزيد في الجن ..وانتوا جنوني يا حلوين )..وووصباحكم خير
د. ناهد قرناص