فقال لي وهو يفرفر من الضحك : كدي أسمعني دقيقة .. علي الطلاق لقيت ليك عروس مال وجمال ، وقبل أن أعرك عيوني وقبل أن يعطيني فرصة للسؤال ، تابع حديثه قائلا : شوف عروس حلوة وصغيرة وأشار إلي السقف وزي النجفة دي وعندها عمارتين وسيارة وفلوس في البنك وسعودية كمان ..
فقلت له : وفيها كل هذه المواصفات ويخلوها لما اجيها انا ؟
فرد علي جادا : أهلها قالوا عاوزين سوداني بس !؟
فقلت له مستغربا : وانتا مالك جاري فوق برش ..
وبدون أدني تفكير قلت له : لا والله شكرا أنا عروسك دي ما عاوزها ده موضوع غير طبيعي ، الموضوع ده فيهو إن ..
فنظر إلي وطأطأ رأسه موافقا وقال :
والله هي حكاية ولكن بعتبر البنت ماليها ذنب فيها .. وحكي لي ..
أتي المؤذن ليؤذن في أحد المساجد لصلاة الفجر ، فوجد صرة وخرقة بيضاء عند باب المسجد ولم تكن الصرة غير تلك الطفلة اللقيطة والتي أحسب أن ذويها عملوا خيرا كثيرا برغم الجرم والخطيئة ، لم يقتلوها خنقا ويرموها في المجاري والأتبخانات أو يلقونها في قارعة الطريق لتنهشها الكلاب مثلما يعمل عندنا وللأسف الكثير من الجهلة والمبجردين من الإنسانية وفاقدي الضمير بدافع الخوف علي الشرف فيقعون في أكبر إثم وجريمة ( وإذا الموؤدة سئلت )
المهم تصادف رجلا آخر مع المؤذن وكان عقيما ، فنصحة المؤذن أن يأخذها وتربيها وتكون له بنتا ويكسب الأجر ، فأخذها الرجل في جنح الظلام الي بيته والحقها بإسمه ، ونشأت البنت وتربت تربية طيبة وملأت البيت فرحة وبهجة وحنان ، وتعلمت احسن تعليم وتربت احسن تربية ، فكانت بارة بوالديها يضرب بها المثل في البر وحسن الخلق ، فكانت محبوبة من الوالدين ، إلي الحد الذي جعل الرجل يسجل لها عمارتين وسيارة ويودع لها مالا وفيرا في البنك في اسمها ……..
وعندما مرض الرجل ودخل المستشفي كانت بجواره إلي آخر رمق في حياته ، ولما أحس بدنو أجله لم يكن يخاف علي أحد غيرها ، فكتب وصيته ودفع بها الي زوجته وأشهد عليها وطلب تنفيذها كما أوصي ، ومات الرجل الطيب وغادر الحياة وفضت الوصية …..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد سيد المرسلين
وبعد أوصي أن لا تزوج بنتي إلا لسوداني وأن لاتزوج لأبناء إخواني لأنهم سيأكلوا حقها ويظلمونها ، زوجوها لسوداني لأن السوداني لن يظلمها وإن إختلف معها لن يأخذ حقها وسيكرمها ……
كيف عرف ذلك لأنه كان عنده سائق عائلة سوداني ، متدين ورع عفيف تقي ، عمل معه عشرين عاما فتأثر بصدقه وخلقة وشهامته ، ومثل هذا الرجل يستحق التكريم كان قدوة ورمزا وفخرا لكل سوداني ..
لقد تأثرت كثيرا وأنا أستمع لصاحبي وهو يحكي لي هذا المشهد ، واعترف لكم بالرغم من كل ما تحملونه لي من تقدير واحترام لم اقتنع بالفكرة ، وانتصبت أمامي قامة المجتمع الظالم ونظرته القاتمة وتوصيفاته الصادمة لمثل هذه الحالة …
فقال لي فكر في الأمر ورقم هاتفي عندك اذا اقتنعت أتصل بي وتركني ومضي ، وأخذت ليلي كله أقلب في هذا الشريط ، مال وجمال وجنسية سعودية .. لكن في المقابل مجتمع وأهل متحجرين ، وزوجة بدون أم وبدون أب …….
أحيانا أقول : هي مسكينه ما عندها ذنب والشرع لا يرفض ذلك ، وسيكون عمل فيه أجر كبير ، المهم أن ما بداخلي بدأ يلمع ….
ولكن قبل أن أصل إلي مرجلة اليقين ، دخل علي صاحبي وهو يحمل في جعبته خبرا جديدا وهو يقول : أها بقيت علي شنو ؟
وقبل أن اتفلسف وافتح خشمي ، قال لي : علي الطلاق جانا واحد سوداني البارج من النماص مسخن وجكينا ليهو القصة ، قال : عاوزا …..
قلنا ليهو : خلاص لي الصباح نمشي نوديك ليها ….
قال : لا ، وحلف الا نوديهو بي الليل ده ، امكن اجي زول ااسبقوا عليها …
وعلي الطلاق وديناهو باليل وخطبناها ليهو رسمي والجمعة العقد …. هاك خم ….
أحمد بطران