تحرّش بفتاة يتحول إلى حرب دامية بين عشيرتين في بغداد

[JUSTIFY] وقعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين عشيرتين في حي الجهاد غربي العاصمة بغداد بسبب خلافات بين العشيرتين على خلفية قضية تحرش بفتاة .

وذكرت مصادر من سكان الحي إلى مراسل «القدس العربي» ان سكان الحي صحوا فزعين على أصوات تبادل اطلاق نار كثيف بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة، وظن أغلبهم أن تنظيم داعش ربما يكون قد شن هجوما على هذا الحي الشيعي، وأن الجيش والشرطة يتصدون له . الا أن أهالي الحي تبين لهم ان الاشتباكات كانت بين عشيرتين ضمن المنطقة ، وان الخلاف بدأ بسيطا ثم توسع بسرعة بتدخل الشباب المسلح من الطرفين .

وأشار الحاج حماد الشبلي من سكان الحي الذي سكانه من الشيعة أن الخلاف بدأ بسبب قيام شاب من عشيرة في المنطقة بالتحرش بإحدى فتيات عشيرة أخرى من نفس الحي، فعمد اقرباء الفتاة إلى التدخل ومهاجمة الشاب الذي اندفع أهله للدفاع عنه ، حيث وقعت مشادة وشجار بين شباب العشيرتين تحول فورا إلى نزاع مسلح وتبادل اطلاق نار بمختلف الأسلحة، مما أدى إلى مسارعة الناس الموجودين في سوق المنطقة وشوارعها إلى الاختفاء هربا من الاطلاقات الطائشة وتوقفت حركة السيارات وأغلقت المحلات أبوابها واصبح الحي خاليا الاّ من المسلحين . وكشف الحاج الشبلي ان هذه ليست المرة الأولى التي تعمد العشائر في المنطقة إلى حل خلافاتها بالسلاح، خاصة وان جميع العائلات مسلحة وينتمون إلى الميليشيات الشيعية المسلحة ، وكان الاشتباك الأخير بين عشيرتين تنتمي إحداهما إلى ميليشيا العصائب والأخرى إلى ميليشيا سرايا السلام الصدرية. وأكد الحاج حماد وهو من وجهاء المنطقة ان قوات الشرطة والجيش المنتشرة في المنطقة وقفت عاجزة عن ايقاف النزاع المسلح بين العشيرتين لأنهما تستقويان بالميليشيات وتستخدمان الأسلحة بكثافة .

ويشير المحامي قاسم السماوي من الحي المذكور انها حالة مؤسفة التي وصلنا اليها في العراق عندما يعمد الناس إلى حل ابسط الخلافات بينهم بلغة السلاح المنتشر في كل مكان . وقال السماوي ان فتوى الجهاد ضد داعش التي أطلقتها المرجعية مؤخرا أدت إلى انتشار السلاح بكثرة بين أيدي الناس ووفر لهم غطاء شرعيا لحمل السلاح ، مما شجع الناس على استخدامه كوسيلة لحل الخلافات بعيدا عن سلطة الدولة والقانون ، كما ساهمت سيادة تطبيق العرف العشائري في حل الخلافات في خلق التوتر بين اطياف المجتمع .

وسبق أن أشارت عدة مصادر إلى وقوع نزاعات مسلحة بين العشائر في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد مثل مدينة الصدر والكاظمية والشعلة والحرية وغيرها ، نتيجة خلافات بسيطة كان يمكن حلها بالتفاهم أو بالقانون ،الا أن توفر السلاح بيد الكثير من الناس وعجز الأجهزة الأمنية عن الحد من هذه الظاهرة بسبب انتماء معظم العشائر إلى الميليشيات والأحزاب السياسية ، كانت عوامل مساعدة لتصاعد النزاعات المسلحة .

وضمن نفس السياق ، تجددت الاشتباكات المسلحة بين قبيلتين كبيرتين من قبائل البصرة جنوبي العراق على ضوء خلافات قديمة بينهما ، مما أسفر عن وقوع ضحايا .
وكشف قائمقام قضاء القرنة الواقع في شمال البصرة محمد ناصح عن مقتل مواطنين اثنين بينهما طفل بنيران النزاع المسلح الذي اندلع مجددا بين ابناء عشيرة بني مالك (جبارة وحشيف) بسبب نزاع قديم بينهما .

وقال ناصح في تصريح صحافي إن شخصين من العشيرتين لقيا مصرعهما بنيران النزاع الذي اندلع بين ابناء بيت حشيف وبيت جبارة المنتمين لعشيرة بني مالك . كما عمد المسلحون إلى قطع طريق البصرة بغداد الحيوي، مبينا ان الطرفين استخدما في نزاعهما المسلح مختلف الاسلحة المتوسطة من قاذفات وهاونات واحاديات اضافة إلى سلاح امريكي حديث .
وطالب ناصح الجهات الحكومية والأمنية بإرسال فوج مدرع من الجيش لعودة الهدوء في قضاء القرنة وذلك لعجز القوة الأمنية التي ارسلت مؤخراً لفضل النزاعات العشائرية في القضاء .

إلى ذلك ناشد مواطنو القضاء الجهات المعنية بالتدخل الفوري لحل النزاع وإعادة الحركة في الطريق الحيوي المهم .
وتشهد البصرة منذ أشهر نزاعات عشائرية اوقعت العديد من الضحايا من ابناء العشائر المتناحرة خصوصاً في مناطق شمال المحافظة فضلا عن مركزها فيما كانت اسباب النزاعات متفاوتة، كما تمكنت وساطات عشائرية ودينية وأخرى حكومية من حل بعض تلك النزاعات بينما استمر بعضها بعد هدنة قصيرة ، في تصاعد لظاهرة الاشتباكات المسلحة وازدياد المشاكل بين العشائر العراقية .
[/JUSTIFY]

[FONT=Tahoma] القدس العربي
م.ت
[/FONT]
Exit mobile version