د. ربـيع عبـد الـعـاطـي عبيد : دفاعنا عن الإنقاذ.. حق هو أم باطل؟

[JUSTIFY]يقول شهيد الإسلام الشيخ سيد قطب إبراهيم «إن البذرة الصالحة قد تسفى عليها الرمال، وقد يحرقها الظمأ، وقد يأكلها الدود، ولكن الزارع البصير يعرف أنها زرعة للبقاء والنماء».
> وبناءً على ذلك فإن دفاعنا عن الإنقاذ فيما مضى من سنوات يدل على أننا لا نملك الحق بالقول فى أن الإنقاذ معصومة عن الزلل، أو الخطأ، أو الانحراف، ولكن الذى نشهد به بأن هذه البلاد قد أُصيب أهلها بضراء وابتلاءات لا حصر لها، وأن ثورة الإنقاذ عندما تفجرت فى أخريات العقد الثامن من القرن العشرين، كان حالنا يغنى عن السؤال، خاصة إذا أجلنا النظر في ما كنا نعانيه من بؤس فى الخدمات وانعدام للأمن وشح فى الغذاء وندرة فى الدواء، وغيرها من المناحى الكثيرة إلتى تفوق الحصر.
> والدفاع عن الإنقاذ كان واجباً، إزاء ما شهدناه من حماسٍ لمختلف القطاعات بتدافع منقطع النظير إلى ساحات الجهاد، وأيضاً تلك المظاهر المشرفة لصيوانات زاد الجهاد التى أغلقت معظم الشوارع فى الإحياء، وتلك الثقافة إلتى تجذَّرت فى ضمير هذا الشعب، عبرت عنها أهازيج إيمانية وأغنيات شعبية، أصبحت تردد من قبل حتى العلمانيين واليساريين.

> ومما دعانا للدفاع باستماته عن الإنقاذ، ذلك الإصرار العجيب من قبل القيادة لإحداث الاختراق فى معظم وجوه الحياة، حيث تجاوز السودان أزمات المعيشة وتعقيدات العلاقات الخارجية، ومشكلات الاقتصاد المستعصية، والمضي قدماً فى تنفيذ المشروعات التنموية فى مقدمتها استخراج البترول، وبناء الطرق، وتوليد الكهرباء، والتوسع فى خدمات التعليم والصحة …. وغيرها.
> والدفاع الإعلامى عن الإنقاذ، وضعنا فى خانة من يتخذ القرار، ونحن لا نتخذه، وجعلنا فى واجهة الأحداث، ونقد الناقمين والحاسدين، باستهداف أشخاصنا، وإيذاء أبنائنا، وكم من إساءات تحملناها، ومواجهات تصدينا لها، واستماتة فى الحوار مع الذين يخالفوننا، إلى درجة أن البعض كان يعتقد أن هذا الدفاع عن الإنقاذ، هو دفاع بالباطل وكأنه دفاع مدفوع الثمن، علماً بأنّ الذى نقول به مدافعين، قد جلب علينا حنقاً وسخطاً حتى من قبل بعض إخواننا الذين كانوا يعتقدون بأننا نتصدى للهجوم دون تفويض كأنما الذى يدافع عن بيته يحتاج إلى صلاحية مكتوبة كما توثق التوكيلات لدى موثقى العقود.
> وفى سبتمبر من العام الماضى 2013م، عندما رفع الدعم عن المحروقات، وضج النّاس، واستغلّت بعض الجهات آثار ذلك الإجراء على معاش الفقراء، انزوى معظم الذين كان يفترض فيهم التصدي، سواء أكانوا يشغلون مناصب فى اتخاذ القرار بالحزب، أو وزراء كانوا سبباً فى اتخاذ القرار بالاعتماد على مسوغاته، ولكن للأسف انفتحت علينا شواظ من نار، بعضه من الداخل والآخر من وسائط الإعلام الغربية والأجنبية، حيث طفقت تحرضّ وتشعل نار الفتنة، وبعرض صورٍ لمن قضوا فى تلك الأحداث بإيراد إحصاءات لمن قتلوا خطأًَ أو عمداً مليئة بالمغالطات والمبالغات.

> وإزاء تلك الفتنة، وضماناً لاستواء الطريق الذى اتخذته الإنقاذ سبيلاً، وعدم قطعه، ولغياب المدافعين عن البذرة الصالحة التى غرست وحمايتها من الرياح المسمومة، نهضنا بسلاح ألسنتنا نكابد ونواجه السهام إلتى وجهت إلى صدورنا، ونحن عزّل إلا من سلاح الكلمة، وقوة الإرادة، وشجاعة الذى لا يخشى فى الحق لومة لائم.
> وكم من انتقادات وجروح أصبنا بها فى تلك الأيام، فكان عزاؤنا بأن احتسبنا كل ذلك فى سبيل الله، من غير أن ننتظر من أحدٍ جزاءً أو شكوراً.
> والآن، عندما راجع الحزب الحاكم مسيرته، وطريقه، بمعرفة أين وجه الاستقامة، وأين وجه الانحراف؟
> حمدنا الله بأن المرحلة القادمة ستكون إصلاحاً لحالٍ، وعدلاً بعد ظلم، وتصحيحاً لأخطاءٍ، وسماعاً لرأى، وشورى شفافة تتجه نحو الحقيقة تحت الضوء كما ترسل الشمس أشعتها فى منتصف النهار.
> والدفاع عن الإنقاذ ينبغى ألا يكون بعدئذٍ، كدعوة الحق إلتى أريد بها الباطل، بل يصبح دفاعاً عن حق من أجل الحق.
> فإذا وعدنا بتداول للسلطة سلمياً، يجب أن يكون، وإذا توافقنا على إصلاح يجب أن يجد الطريق، فكل العيب أن تصبح وثيقته كحديث الليل الذى يمحوه النهار، ويا للخسارة إن لم نتعهد بذرتنا بالعناية والسقاية، وما توجبه المصداقية والوفاء بالعهود والمواثيق

صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version