فبينما نافست النساء في العديد من الدول الاسلامية على كرسي رئاسة الوزراء، بل وتحكّرت فيه بعضهن من سنين ودنين، حصلت سيدة سعودية يا دوب – على لقب السيدة الأولى في مجال الإستوزار، وما زالت البقية تعافر من أجل حق الحصول على رخصة لقيادة العربة بأنفسهن.
في الحتة دي عندي سؤال محير شاويشي بالجد وهو:
أيهما أشد ضررا وأكثر إساءة للمرأة .. أن تقود سيارتها بنفسها؟ أم أن تجلس في خلوة غير شرعية داخل سيارة مظللة أو مسدلة الستائر مع سائق غريب أفريقيا كان أم شرق أسيوي وللا حتى من الجن الأحمر ؟!!
فكم سمعنا من حكايات تضاهي حكاوي ألف ليلة وليلة، كان أبطالها حريم الجزيرة العربية وسائقيهم، فـ (السواق) عندهم يقوم مقام (سيد اللبن) في ثقافة ربات البيوت العندنا !
حكت لي شقيقتي المقيمة في (أبو ظبي) عن زيارتها لصديقة اماراتية تعمل معها معلمة في المدرسة .. حكت عن دهشتها الشديدة عندما وجدت تلك الصديقة تقف بملابس البيت في الفناء تحادث رجلا يبدو من هيئته وشعره الناعم الاسود أنه من بلاد تركب الأفيال وتقدس الابقار، وعندما عبّرت شقيقتي لتلك الصديقة عن استغرابها لهذا التصرف لمعرفتها بأن السيدة محجبة وخايفة الله ! أجابتها تلك الصديقة بأريحية وهي تنفض يدها كناية عن (ولا يهمك) فـ هذا الرجل لا يعتبر غريبا، وقالت:
هادا الدراور !!
أي (السواق).
وتلك الحادثة تشابه طرفة المرأة السودانية التي همّت بأن (تمد) رأسها للشارع كي تنادي على ابنها الصغير، ولكنها تراجعت بسرعة واختبأت وراء الباب عندما لمحت خيال رجل يتقدم نحوها .. عندما تبينت أن الرجل لم يكن سوى (سيد اللبن) عاودت اخراج رأسها وهي تقول:
هي بس .. سيد اللبن؟ أنا قايلاك راجل !!
ما علينا .. نرجع لمرجوعنا الأولاني، فقد شهد العالم الاسلامي قريبات دي حصول أول سيدة مسلمة على (المأذونية)، وكان هذا الشرف من نصيب مصرية بت بلد من مدينة الزقازيق وهي المأذونة الشرعية (أمل سليمان عفيفي) ..
حقيقة، كنت أشعر بالفخر كغيري من النساوين، من ثقة (أمل) في نفسها ومؤهلاتها التي دفعتها لمناطحة الحكومة والازهر من أجل الحصول على هذا الحق الذي ظل حكرا للرجال لمدة اربعة عشر قرنا، إلى أن تبرعت هي بنفض هذا الوهم عن رأسي عندما تابعت لقاء أجرته معها الدكتورة الكويتية (فوز) صاحبة البرنامج الشهير على قناة الراي .. طبعا (فوز هانم) دي ذاتا تستاهل لقب السيدة العربية الأولى، التي تمارس الراحة والصراحة في مناقشة المشاكل الأسرية الشائكة والمسكوت عنها حياءا واختشاءا.
برضو ما علينا .. فقد تبرعت (أمل) بتخيب ظني، عندما حكت لـ (فوز) عن أن فكرة تقدمها لنيل المأذونية كانت من تحت رأس زوجها، ولم يكن ذلك بحثا عن التفرد والتميز، فقد كانت تجلس في البيت ترعى عيالها بعد انتهائها من ماجستير القانون، وكان زوجها يسعى لها بحثا عن وظيفة (يتساعدوا بيها) .. وعندما توفى عمه مأذون المنطقة وخلى منصبه .. فكر الزوج الهميم في ان تحل زوجته محل عمه، فتقدم بأوراقها بعد مشاورتها، ثم (سكّ) الموضوع بهمة، حتى انتزع لها حق المأذونية من المحكمة بعد عدة جلسات حكمت لصالح زوجته (المستتة في البيت ولا عليها) وحمل لها لقب أول مأذونة في العالم الإسلامي على طبق سكسونيا!!
أهو برضو ممكن نعتبروا أول انجاز رجالي لمصلحة النسوان .. لكن يا بنات أمي مش كل انجازاتنا تبرع بمنحها لنا الرجال ؟!!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com