[JUSTIFY]
ما ان بدأت الالفية الثالثة في عجلة دورانها حتى حملت في طياتها بشريات استخراج النفط في السودان الذي كان يمثل حلماً بعيد المنال، ويرى بعض خبراء الاقتصاد إن الاعتماد على النفط في موازنة الدولة يشكل خطراً كبيراً على الاقتصاد، إلا انه يمكن الاستفادة من عائدات النفط في مجالات زراعية اخرى، واشار الخبراء الى الضائقة التي مر بها الاقتصاد السوداني عقب انفصال دولة الجنوب، وقالوا ان انتاج النفط قل كثيراً بعد قيام دولة الجنوب، مما يؤكد ضرورة تطوير المواعين الاقتصادية بمختلف مجالاتها، فيما أقر مدير تطوير الأعمال بمركز النفط الفنى قسم محمد عبد الباقي بأن نتاج البلاد من النفط دون الطموح قياسا بالسابق، واتفق عدد من مهندسي النفط في السودان مع قسم في قلة انتاج النفط في الفترة الاخيرة، واشاروا الى ضرورة مواصلة تأهيل وتدريب الكوادر في هذا المجال من اجل تطوير صناعة النفط، الا ان قسم نبه إلى نقطة مهمة جداً، وهي أن تكلفة التدريب للفنيين والمهندسين تتجاوز «7» آلاف دولار في الخارج مقارنة بـ «600» دولار داخل البلاد، معلناً فتح باب التدريب لكل المستويات من مهندسين وفنيين وطلاب، واكد قسم فى تنوير صحفى ان هدف المركز توطين التدريب فى مجالات النفط وكل مجالات الصناعة، لافتاً الى ان المركز ملك لشعب، وذهب مدير مركز النفط اسامة ونسى في ذات الاتجاه واكد اكتمال كل حلقات ونظم التدريب الحديثة بالمركز، لافتاً الى ان المركز حاصل على شهادة الآيزو العالمية، ونبه إلى أن الجامعات ستجد نواقصها من التدريب وكتب متخصصة، فيما ابدى عدد من خبراء الاقتصاد اهتماماً كبيراً بعمل مركز النفط، وقالوا انه يعتبر واحدة من المؤسسات التى تدعم الاقتصاد الوطني من خلال تقليل تكلفة تدريب الفنيين والطلاب على اعلى مستوى، واشاروا الى ان التدريب الذي يتم في مركز النفط يشابه الذي يتم في دولتي الصين وماليزيا مما يقلل تكلفة الصرف على التدريب، فيما كشف مدير الشؤون الإدارية والمالية بالمركز ابراهيم الهاشمى ان نسبة التدريب العملى تصل الى 80% و20% للتدريب النظرى، وقال الهاشمي ان المركز الذي أنشئ في عام 2004م كان يهدف الى تدريب فنيي اللحام، الا ان عمله توسع بعد ظهور النفط في السودان ليقوم بتدريب الفنيين وطلاب الجامعات على كافة الاشكال الهندسية، واشار إلى تدريب الشركات والافراد والجامعات، موضحاً ان التدريب في المركز يبدأ من الاساس حتى اعلى المستويات، فيما أوضح قسم ان هدف المركز هو تدريب السودانيين على أعلى المستويات باستخدام افضل واحدث التقنيات التى تستخدم في الدول المتقدمة، وكشف قسم ان القطار الذي انطلق قبل اشهر قليلة من الخرطوم لمدينة نيالا تم تصنيع اكثر من سبعين قطعة منه داخل ورش المركز، مشيراً الى الإمكانات البشرية الضخمة التى توجد في المركز والتى بإمكانها تقديم الفائدة العظمى للاقتصاد السوداني.
من جانبنا نقول إن امكانيات مركز النفط الفني كبيرة وبها عدد من الخبراء والورش الحديثة التى تغني الكثير من المؤسسات عن ابتعاث منسوبيها للخارج، وإلى جانب انه يقلل تكلفة التدريب، فإن ابوابه مفتوحة لجميع شباب السودان بمختلف تخصصاتهم ومستوياتهم التعليمية للنهل من علوم الهندسة، الى جانب الاستفادة من الخبرات الفنية الكبيرة التى بالمركز لإنشاء العديد من الصناعات كما حدث مع قطار نيالا وبالتالي خدمة البلاد والعباد.
تقرير: جعفر باعو
صحيفة الإنتباهة
ت.أ
[/JUSTIFY]