مصر: اتهام خالد أبو النجا بـ«الخيانة العظمى» بعد انتقاده السيسي.. في المقابل، خمسون كاتبا وفنانا شكلوا جبهة للتضامن معه

[JUSTIFY]أعلن خمسون كاتبا وفنانا عن تشكيل جبهة تضامن مع الفنان خالد أبو النجا، الذي من المقرر ان يمثل أمام النيابة العامة خلال الساعات المقبلة للتحقيق معه بتهمة «الخيانة العظمى» بسبب الهجوم على الرئيس عبد الفتاح السيسي. وندد المتضامنون مع الممثل الشاب بما اعتبروها «حملة» الهدف منها بث الرعب في وجدان الفنانين والمثقفين المصريين كي لا يتعرضوا بالنقد للرئيس، الذي يتهمه حقوقيون ونشطاء ساعدوه في إجلاء الإخوان المسلمين عن سدة الحكم بأنه يعمل على تجفيف منابع الديمقراطيه ويسعى نحو إعادة مصر لزمن الصوت الواحد.
وأصدر المتضامنون مع خالد أبو النجا بياناً اكدوا فيه على حق كل مصري في التعبير عن رأيه الذي كفله الدستور، بدون أن يتعرض للإرهاب، وقال البيان: «يعلن الموقعون تضامنهم الكامل مع حق الفنان المصري خالد أبوالنجا في التعبير عن رأيه بدون إرهاب من أشخاص ينصبون أنفسهم حراسا على الوطنية المصرية ويسمحون لأنفسهم بوصم المختلفين معهم في الرأي بالخيانة العظمى، والأكثر يحركون ضدهم الدعاوى القضائية.
ويؤكد الموقعون على البيان «على حق كل مواطن مصري في التعبير عن رأيه إنفاذا واحتراما للدستور الذي دفع المصريون ثمنه من دمائهم وأقواتهم».
وطالب المثقفون والفنانون بمعاقبة المحامي سمير صبري، الذي حرك هذه الدعوى القضائية بشطبه من جدول المحامين، «لأن ما يفعله يعتبر تعديا على حق كفله الدستور المصري لكل المواطنين ويضرب أسوأ الأمثلة على شكل الحياة السياسية في مصر، ويعتبر أفضل دعاية ضد النظام السياسي المصري الحالي».
ويعد سمير صبري أحد أبرز المحامين المؤيدين للسيسي والمعادين للإخوان وقام برفع عشرات الدعاوى القضائية لملاحقة شخصيات معارضة لنظام الحكم، الذي بني على رفات الإخوان.

وكان خالد أبو النجا قد أطلق تصريحات شديدة اللهجة ضد الرئيس السيسي، مؤكداً انه لم يحقق نجاحاً يذكر في إدارة شؤون البلاد، سائلاً إياه عما فعله في الحرب ضد الإرهاب: قام بتهجير الاهالي من رفح بزعم القضاء على الإرهابيين، لكن العمليات الإرهابية تتوالى. وقال خالد «الرئيس يلغي المهرجانت الفنية ويكمم الافواه بذريعة القضاء على الإرهابيين، لكن الاوضاع كما هي بل زادت سوءاً». وتوعد الفنان الرئيس السيسي بأن الجماهير سوف تهتف برحيله قريباً.

وقد أعرب الفنانون، الذين وقعوا على وثيقة التضامن مع الممثل الشاب أمس عن غضبهم بسبب التوقيت الخاص بملاحقة أبو النجا قضائياً «تبدو المفارقة الحزينة في صدور هذه الدعوى وقت «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، الذي يحضره مئات الضيوف العرب والأجانب ويمثل الفنان خالد أبوالنجا مصر في فيلمين ضمن المسابقة الرسمية والمسابقة العربية».
ووقع على البيان كل من: المخرجين عمرو سلامة واسامة أبو العطا وهالة لطفي وأحمد ماهر وأمل حجازي ورشا أمين وهدى ابراهيم، ومن الكتاب محمد حفظي ودنيا ماهر وغادة شهبندر- والمترجم والشاعر محمد عيد إبراهيم ، عرب لطفي مخرجة، ولاء سعدة مونتيرة، مروى زين مخرجة، هبة الله يوسف صحافية، نادين خان، والممثلة معتزة صلاح عبد الصبور.

وفي تصريحات خاصة قال الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض، إن الدافع وراء تقديمه بلاغا ضد خالد أبو النجا غيرته على مصر ورئيسها، وأضاف أنه يتهم أبو النجا بـ»الخيانة العظمى» للدولة والتحريض على النظام وتكدير الأمن الوطني، وصعد هجومه ضد الممثل الشاب قائلاً «مصر هي اللي جابت السيسي يا «نكرة»، ووقفت تترجاه علشان يمسك حكم البلاد بعد خيانة الجاسوس مرسي».

وهاجم صبري عبر مداخلة هاتفية لبرنامج «على مسؤوليتي» مع الإعلامي أحمد موسى على فضائية «صدى البلد» أبو النجا قائلاً: «خالد أبو النجا ما دخلش الجيش، ولو اتقدم كان هيطلع شُرك (غير لائق) زي علاء عبد الفتاح»، مضيفاً «واللي يشتم في وطنه ورئيسه وسلطات الدولة يبقى قليل الأدب، وهذه الدعوات تعد تحريضا على الدولة وخيانة للقوات المسلحة». ومن بين الموقعين على بيان التضامن أكاديميون ومحامون وناشطون.
في سياق متصل هاجم الشيخ مظهر شاهين أبو النجا، متهماً اياه بـ»الخيانة»، ووجه نقداً لاذعاً عبر تغريدة على موقعه قال خلالها «خلي بالك من البنطلون» وتحمل في مضمونها تهديدا خطيراً.

وفيما يكشف عن تزايد اتساع لرقعة المعارضة للرئيس السيسي، قال المخرج خالد يوسف، إن شعبية السيسي في انحسار، مشيراً إلى أن الشعب المصري في حالة مزاج حاد خلال الوقت الحالي.
وتمثل تصريحات خالد يوسف تحولاً كبيراً في موقفه الداعم للسيسي، والذي دفع به للتضحية برفيق دربه المرشح الرئاسي حمدين صباحي، حيث لم يدعمه في الانتخابات الرئاسية ووقف في صف معسكر الرئيس ذي الخلفية العسكرية. واتهم يوسف خلال مؤتمر «مستقبل مصر»، الذي نظمه «منتدى البحوث الاقتصادية امس الاول الإعلام بأنه بات مغيباً «ليس واجهة للواقع»، محذراً الجماهير من الاعتماد على التليفزيون في معرفة اتجاه الرأي العام.
وانتقد الاعلاميين لأنهم يستقون معلوماتهم من التقارير الأمنية، التي فشلت في توقع ما حدث من قبل، كما انتقد الاجهزة التي تسعى لتوجيه الرأي العام وفق آلية لا تهتم بالحقيقة بقدر اهتمامها بضبط ايقاع الشارع.
[/JUSTIFY]

[FONT=Tahoma] القدس العربي
م.ت
[/FONT]
Exit mobile version