توقيت الاعتداء
ثمة أمر أثار الجدل عن توقيت الاعتداء والإعلان عنه، حيث ذكر السفير “تشارلز تويننغ” بأن محاولة الاغتيال الفاشلة كانت في الشهر الماضي لترسم الكثير من علامات الاستفهام عن مدى جدوى إعلان محاولة اغتياله بعد كل هذه الفترة، ولماذا لم يُعلن عنها سابقاً في وقته ليبرز سؤال أن عملية الإعلان عن الواقعة في هذه المرحلة كانت مقصودة ولم تحدث مصادفة. فالعلاقات ما بين جوبا والجنوب شهدت توتراً وفتوراً واضحاً بدأت منذ عام إبان اتهام رئيس دولة الجنوب “سلفا كير” لواشنطن عن دعمها لعدو اليوم اللدود ورفيق الأمس في الأدغال “رياك مشار”، وهو ما نفته الولايات المتحدة الأمريكية جملة وتفصيلاً من خلال دبلوماسيين أمريكيين.
ملابسات الاعتداء
وبالعودة لتفاصيل الخبر كشف سفير الولايات المتحدة لدى جنوب السودان “تشارلز تويننغ” أن الجندي التابع لطاقم التأمين الرئاسي في جوبا أطلق أعيرة نارية كثيفة على السيارة التي تقله. وأوضح أن الحادث وقع في السابعة والنصف من مساء يوم 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي, وأحدث ثقبين في العربة الدبلوماسية.
بينما كان النفي حاضراً من جانب المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان “فيليب أغوير” الذي نفى بشكل قاطع أن يكون الجندي أطلق النار على إحدى السيارات التي كانت ضمن موكب السفير الأميركي. وقال إن العسكري أصاب السيارة بعقب بندقيته ولم تكن موجهة إليه بشكل كامل.
تناقض دبلوماسي
سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم “ميان دوت” بدت عليه علامات التوتر حين طرحنا عليه الأسئلة بخصوص الاعتداء على السفير الأمريكي مما جعله يرد بتصريح مقتضب على سؤال (المجهر) عن حيثيات الهجوم وهل كان مدبراً أم عابراً، وقال: (ليس هنالك أي إطلاق نار تم، كل ما في الأمر أن إحدى السيارات التابعة للوفد أرادت أن تدخل الشارع ولكن عربة الحماية ضربته من الخلف.
تصريح السفير “ميان دوت” بدا على نقيض التصريحات التي أدلى بها السفير الأمريكي الذي أقر بوجود إطلاق نار مما جعلت الحقيقة في حالة ضياع بعد ظهور أكثر من رأي وتصريح من جهتين مختلفتين بخصوص الواقعة التي لا شك ستلقي بظلال من الشكوك المتبادلة بين الدولة على الأقل في المستقبل القريب.
العلاقة ليست على ما يرام
أستاذ العلاقات الدولية د.”آدم محمد أحمد” استبعد لــ(المجهر) تدبير الأمر من قبل أي جهة خاصة وأنها تمت بعشوائية وبلا تنظيم، مشيراً إلى أن الحادثة خصت جندياً واحداً فقط مما يرجح كافة الاحتمالات حتى لو وصلت لاتهامه بحالة السكر.
وعن فتور العلاقات ما بين جوبا وواشنطن، قال د.”آدم” إن علاقات الطرفين لم تعد كما كانت في السابق قبيل الانفصال نسبة لأن جوبا خرجت من المشروع المتوقع للولايات المتحدة بأن تصبح دولة ذات سيادة وأمان وتنمية، الأمر الذي انتهى بصراعات بين أجنحة الحركة الشعبية وقتل المدنيين مما جعل العلاقات تصاب بنوع من الفتور خاصة في ظل طلب واشنطن أكثر من مرة للطرفين بضبط النفس دون الانصياع لطلبات أمريكا المتكررة عن الأمر.
وعن الاتهامات التي أطلقتها جوبا للولايات المتحدة بدعمها أطراف التمرد يرى د.”آدم” أن المنطق أن تقف واشنطن مع الحكومة الحالية، ولكنه يستبعد أن تتورط أمريكا في دعم أحد أطراف الحرب تماماً.
تقرير : محمد جمال قندول
المجهر السياسي
خ.ي