> والألم يجعلنا أمس الأول نشتم ونفحش.
> ثم نأسف.
> وأمس حسين خوجلي ينقلون قوله أن الصحفي المهذب فاشل.
> ونحدث عن أن الحكم الإقليمي مؤامرة.. يفعلها علي الحاج.
> وأحداث الأسابيع الماضية تقول هذا.. ومحمد لطيف أمس يسرد.. وغيره.. يسرد.
> وعن حرب المخابرات نقول ونقول.
> وأحداث وأحاديث الأسابيع الماضية تعود لما قلناه.
> وكُتَّاب يسردون.. ويسردون.. لكن الكتابات هذه نقرأها.. لنلتوي في ألم.. فالكتابات هذه كلها.. كلها تقول كل شيء عما يقوله العدو لهدم السودان.
> لكنها لا تقول حرفاً واحداً عما نفعله نحن أو ما يجب أن نفعل لحماية السودان.
> وما يهدم عقول الكتاب هؤلاء هو القارئ.. أنت!!.
(2)
ولعلك تقرأ باستمتاع حديثنا عن السيدة (….) الأريترية التي تدير عصابات شرق السودان.
> وحديث عن السجين (سجين تجارة السلاح) الذي حين يرسلونه للمستشفى يرسلون معه.. عسكري واحد.. واحد!.
> ولا داعي لبقية القصة!!.
> ولعلك تقرأ غداً عن سجين آخر (في شرق السودان) سوف يجري تهريبه الأيام القادمة بالأسلوب ذاته.
> ولعلك تقرأ باستمتاع عما ظل يجري في شرق السودان إلى درجة تجعل الخرطوم تبعث بفريق خاص هو من كان يهدم شبكات كاملة هناك.
> ولعلك تقرأ باستمتاع حكايات وحكايات عن الأظافر في الخرطوم التي تفعل وتفعل.
> وما يجعلنا لا نحكي الحكايات هو
: أن إدمان الحكايات عند القارئ يصبح هو وحده الذي يجعل الكتاب يغرقون في
: ماذا صنع العدو.. ماذا صنع العدو.. لهدم البلاد.
> ويغفلون تماماً عن
: ما الذي يجب أن نفعله نحن لحماية البلاد.
(3)
> وصورة.
> والصورة هي.. شيخ في زقاق يقف بالعراقي وسيقان نحيلة تطل من تحت القميص.. وقدمان حافيتان على التراب.. والشيخ ينظر إلى حمارة ود المكي في الزقاق.. ودجاجات أم الناس.. والشفع.
> صورة الشيخ.. الصورة هذه التي تجدها اليوم وأمس والقرن الماضي هي ذاتها صورة (السودان) اليوم والقرن الماضي والقرن الأسبق.
> السودان مزروع في زقاق العالم.
(4)
> والمخطط المخابراتي.. لإبقاء السودان في زقاقه المترب بعيداً عن العالم.. يذهب بإخلاص ليدير الرؤوس بأسئلة ينقصها دائماً (حرف) واحد.
> والنميري في اليوم التالي مباشرة لانقلابه حين يرشح ويختار نفسه رئيساً للدولة لم يكن ينظر من النافذة إلى العالم.
> العالم كان يومئذ يتبدل ما بين السوفيت وهم يدخلون أفغانستان وحتى (القاتل الاقتصادي) الأمريكي وهو يطلق أعظم مخطط لتدمير العالم.
> وأمريكا كانت تطلق رجالها لاقناع الدول الفقيرة بقبول الديون الأمريكية.. ولا أحد يرفض المال اللذيذ.
> بعدها أمريكا تطلق أعظم حملة لتدمير كل شيء يمكن الدول هذه من تسديد الديون هذه.
> أسلوب تشبهه أساليب كثيرة.. كلها تقوم على شيء صغير تعرفه المخابرات وهو
: أن شعوب العالم الثالث لا تعلم ما يجري في العالم حولها.
> وتبحث عن الخلاص.
> وأن الاخلاص لا يكفي للخلاص.
> وحكومات أزهري وعبد الله خليل وعبود والمحجوب والصادق والنميري وسوار الذهب والبشير وكل رجال الرئيس ما يميزها هو أنها كلها تعجز إما عن معرفة (ثقل) العالم الخارجي في المعادلة الداخلية.. أو في جهل الجمهور.. بالثقل هذا.
> الجهل الذي يجعل جمهور عام 4102 يطلب من الدولة التصرف بانطلاقة عام 0791.
(5)
> الاخلاص لا يكفي.
> وأحمد خير والأزهري وزروق وبحيري وحسن بشير والمحجوب والخليفة ومحمد صالح عمر وأحمد سليمان و…
> كلهم كان مخلصاً.. يحاول إنقاذ السودان.
> والمرضي وأبو حسبو ونصر الدين والمفتي والفضلي والهندي ونميري وسنادة وشبلي ومنصور خالد وفاطمة والباقر.. كلهم ـ كان ـ مخلصاً.. يحاول إنقاذ السودان.
> وأحمد عبد الحليم وبهاء الدين والرشيد الطاهر ومعاوية و….
> كلهم كان ـ مخلصاً ـ يحاول إنقاذ السودان.
> والفحل وأبو ساق وأحمد عبد الرحمن ويس والترابي وسوار وأبو صالح والفاضل وأبو حريرة وياجي.. كلهم كان يحاول ـ مخلصاً ـ إنقاذ السودان.
> والإنقاذ يوجز بعض أمرها مانشيت إحدى الصحف أمس – وهو يقول (0631) دستورياً بالولايات فقط.
> وهؤلاء ومن سبقهم ومن يعقبهم كلهم يحاول إنقاذ السودان.
> وكلهم ـ مخلص.. مخلص.
> لكن لا خلاص.
> لماذا؟؟.
> يوم نجمع كل عوامل المعادلة.. ننجح.
> لكن ما يبقى حتى الآن هو أن هؤلاء ـ والصحافة معهم ـ كلهم يعرف كل شيء عما يفعله العدو.
> ويجهل كل شيء عما يجب علينا نحن أن نفعل.. حتى نمنع انهيار السودان.
> يوم ننجح في صناعة السؤال الصحيح.. ننجح في صناعة الإجابة.
***
بريد
> أواب عبد الوهاب (4) سنوات جهاز ضربات القلب عنده يسقط إلى داخل الحوض.
> الآن افرازاته تصبح دماً.
> والقلب مهدد.
> والطبيب.. يتملص.
> ثمانية آلاف هي المطلوب لحياة الطفل.
> هاتف 1270138190 ينتظركم.
إسحق أحمد فضل الله
صحيفة الإنتباهة
ت.أ