عبدالباقي الظافر: الهلال في خطر

في أحد اجتماعات مجلس تسيير نادي الهلال، دخل القطب الكبير أشرف الكاردينال.. تم الترحيب بالكاردينال باعتباره وجها هلاليا معروفا.. تحدث الزائر بحماس واعدأ بدعم الهلال بنجم إثيوبي.. في اليوم التالي عدل في مقترحه رابطا بين النجم الإثيوبي وتسجيل لاعب المريخ المخضرم فيصل العجب.. لم يجد المجلس الذي كان يترأسه الحاج عطا المنان غير أن يستجيب لابتزاز الرجل الثري.. في الموعد المحدد لم يظهر الكاردينال.. لاحقا بات هاتفه لا يرد لا في أديس أبابا ولا الخرطوم.. لم يجد الشيخ العجب غير مريخ الفاشر لينهي تاريخه الرياضي الطويل في الملاعب الخضراء.
عندما تم انتخاب السيد أشرف الكاردينال رئيساً لنادي الهلال توقعته أن يكون أسوأ رئيس نادي يمر على تاريخ الهلال الطويل.. لم اكن أتوقع أن تكون مؤشرات سوء الإدارة تظهر منذ الأيام الأولى.. الحكم على فشل الكاردينال مبني على سلوكه العام في دنيا التجارة.. كان الرجل يميل دائماً للفهلوة للوصول للهدف.. في بداية مشواره التجاري قدم مستندات مصرفية مزوَّرة لتخليص بضائع ضخمة.. ذات مرة داهمه شرطي في يده أمر بلاغ في مبلغ زهيد مقارنة بثروة الرجل.. بدلا من الثبات قام الكاردينال بالاتصال بصديقه عبد الباسط سبدرات الذي كان يشغل منصب النائب العام.. من تلك الحادثة بدأ سبدرات في خسارة كثير من البريق السياسي ثم انتهى إلى مجرد محامي شاطر في شارع (١٩ ) بالعمارات.
قبل أن يكمل الكاردينال مائة يوم على قمة أكبر نادٍ في السودان، لم نحصد معه غير الفشل.. فرط الكاردينال في مهاجم الهلال بكري المدينة.. إذا انتقل بكري المدينة للأهلي المصري أو النصر السعودي لوجدنا للرجل العذر.. المدينة انتقل لنادي منافس إمكاناته المادية ربما تقل كثيرا عن نادي الهلال. قبل أن نفيق من الصدمة استغنى الكاردينال عن خدمات رباعي الهلال عمر بخيت وحارس المرمى معز بخيت وسيف مساوي ومهند الطاهر.. لا أتحدث عن منطق رياضي ولكن كيف لرجل كان يريد ضم فيصل العجب أن يشطب الحارس معز محجوب.. المعروف أن حراس المرمى يقضون عمرا أطول في الملاعب.
الهلال في معركة التسجيلات الكبرى اتخذ الكاردينال قرار السفر إلى لندن.. ليس هذا سوى هروب من رجل لم يتعود الإنفاق على غير ذاته.. هل سمع أحدكم بأن الكاردينال بنى مصنعا ضخما ليعين أبناء السودان في إيجاد فرص العمل.. كلنا كنا نسمع عن الأيادي البيضاء للسيد صلاح إدريس كلما احتاج مبدع من بلادي ليد العون.. هل يمكن أن ننسى الراحل عبدالله الطيب الذي أوقف حياته من اجل الهلال.. مات رئيس الهلال عبد المجيد منصور فقيرا لأنه كان ينفق على الهلال.. هؤلاء هم رؤساء نادي الهلال فأين الكاردينال منهم.
بصراحة.. يحتاج عشاق الفريق الأزرق إلى انتفاضة من اجل تحرير الهلال.. أي يوم يمر والكاردينال رئيساً يعني خسارة ضخمة سيحتاج الهلال لسنوات طويلة لتعويضها.. من حسن حظنا جميعا أن في الرياضة ديمقراطية وتداول سلمي للسلطة.. ادفعوا للكاردينال (خلو رجل) حتى يغادر.. رئاسة الهلال أكبر بكثير من أشرف الكاردينال.

عبدالباقي الظافر- التيار

Exit mobile version