قال : بعد لحظات شعرت بالأسف والندم ، وأحسست بأنني قزما في حضرة ذلك الرجل ، فقررت أن ألحق به واعتذر له ويا ليتني لم أفعل ، بحثت عنه وسط الزحام وأخيرا وجدته وأمسكت بيده وقلت له : والله أنا آسف لقد تلفظت عليك وسبيتك أعذرني .. فقابلني بإبتسامة وقال لي : يا أخي العفو تعتذر لي علي إيش نحن اخوان ، إنما المؤمنون إخوة ، إذا انت اكبر مني انا اخوك الصغير واذ انت أصغر مني انا اخوك الكبير ، فأفحمني مرة أخري ، وشعرت بالخجل والحياء وضآلة قامتي وترقرقت عيوني بالدموع وعرفت لماذا السوداني محبوب ومفضل عندنا علي كل الجنسيات الأخري ، ومن ذلك اليوم أصبحت في حياتي نقطة تحول ، عمالتي وعلاقاتي وصداقاتي كلها أصبحت من ومع السودانيين ، ولم يغادرني حتي كال الدعوات والمديح لكل الشعب السوداني ثم انصرف .
تركني ومضي وأنا أنقر في سني واطقطق في أصابعي وأقول كم من مثل هذا السوداني سفيرا غير مفوض بل ومن غير سفارة يعكس أخلاقنا وأدبنا وتقاليدنا وعاداتنا السمحة دون أن ترصده عدسات المصورين ولايكات المعجبين .
تحية الصباح والصحة والعافية لكل سوداني وسودانية في أي بقعة كان من بقاع الأرض يحمل قيم وأخلاق وحب هذا الوطن ، ودمتم بخير .
أحمد بطران