الأستاذة الفاضلة رشا التوم
تحية طيبة
ظللت أتابع باهتمام بالغ كل ما يخطه يراعك في عمودك المقروء (رؤى اقتصادية) في صحيفتكم واسعة الانتشار «الإنتباهة»…
سر الاهتمام والمتابعة على الدوام هو نهجكم في طرح قضايا جادة ومهمة تشد القارئ… وموضوع العمود عدد الأربعاء الموافق 12/11/2014م إلا خير دليل على ذلك … حيث تطرقت لموضوع (تسرب الطلاب من المدارس .. قنبلة موقؤتة؟) وكما تفضلتي فهي قضية تشغل بال الآباء والتربويين على حد سواء ولا ندري أين تقع المسؤولية على رب الأسرة أم على المدرسة أم الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم المنوط بها وضع اللوائح والتشريعات التي تحد من الظاهرة وتهيئة البيئة الصحية والجاذبة التي تحبب الطالب وتجعله يمكث الساعات الطوال وسط زملائه دون كلل أو التفكير في الهروب إلى مواقع أخرى يجد فيها مبتغاه؟ وبغض النظر عن من كان المسؤول تظل قضية التسرب أو الغياب بدون علم الأسرة إهدار لمورد اقتصادي كبير والدول المتقدمة اعتمدت وركزت على العملية التربوية والتدريب ووضعت له ميزانيات تفوق ميزانية الدفاع وذلك للاستفادة من طاقة البشر في التنمية وتقدم البلاد….
ولكن يظل هناك موضوع أهم وهو العنف الجسدي واللفظي بين الطلاب أنفسهم وبين الطلاب والمعلمين من جهة أخرى دعينا نتحدث عن هذه الظاهرة رغم الجهود الكبيرة المبذولة فان العنف في الأوساط التعليمية “ما زال يمثل أرقاً وهاجساً للدولة والمجتمع والخبراء التربويين على حد سواء وأسبابها يمكن حصرها في ظروف نفسية واجتماعية وانعدام الاستقرار الأسري الذي يؤثر في نفسية الطالب والمراهق ويجعل ردة فعله عنيفة تجاه زملائه ومدرسيه ومن جهة أخرى فإن تعامل الأباء بحذر وخوف مع الطالب وهي في الغالب طريقة يتعامل بها كثير من أولياء الأمور مع أبنائهم من التلاميذ مما قد يتسبب في ازدياد وانتشار تلك السلوكيات وتحفزهم على التمادي فيها…
وذكر الدكتور عماد الرقيق أحد اختصاصي علم النفس أن أولياء الأمور يشجعون أبناءهم على ممارسة العنف في بعض الأحيان، دون وعي بسبب غض الطرف أو التشجيع على الدفاع العنيف عن أنفسهم في اتجاه غيرهم من الاطفال او الطلاب المماثلين لهم في العمر او اشخاص اكبر منهم سناً إضافة إلى عدم توعية الأبناء بالسلوك الحضاري ومخاطر العنف بجميع أشكاله، مما يؤدي إلى تزايد هذه السلوكيات في الوسط المدرسي… ويذكر الدكتور في نفس الإطار أن عدم تصريف التلميذ لطاقاته يسبب ضغط الشحنات الداخلية غير المؤطرة والتي قد تظهر في أشكال من السلوكيات العنيفة، وقد يسبب تراكم الدروس وطول ساعات التدريس في خلق ضغوطات نفسية لدى التلميذ وينعكس ذلك على سلوكه.
وقد بين كثير من العلماء إن للعنف اللفظي والجسدي أنواع ومسميات كثيرة ويظل عنفاً غير مشروع ومستهجن مثال لذلك السب أو التهديد، أما العنف الجسدي ويتلخص في نقاط كثيرة أبرزها التدافع بين الطلاب في الدخول أو الخروج من المدرسة يمكننا أن نسميه عنف والضرب بين الطلاب أو المعلم والطلاب والسرقات. وفي تقديري من أهم الطرق لمعالجة العنف اللفظي تتمثل في زيادة وعي المعلم وتدريبه على أساليب ضبط السلوك المشين بين الطلاب وان تلعب الأسرة دوراً اكبر في الرقابة اللصيقة على الأبناء باعتبارهم اللبنة الأساسية لمستقبل البلاد الزاهر مستقبلا إن شاء الله وبما أن كثيراً من الدول حققت مبتغاها عبر التربية والعملية التعليمية والتدريب وتنمية الموارد البشرية لا بد من هذا المنطلق من إعادة النظر في تربية الأبناء والبنات على حد سواء لتحقيق الاهداف المنشودة.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
شاكر رابح
رشا التوم
صحيفة الإنتباهة
ت.أ