سيعود السيد “الصادق المهدي” للخرطوم قريباً، وحينها على البرلمان أن يكون عند كلمته، ويوفر بسلطاته للسيد “الصادق” وغيره من الساسة الحماية اللازمة والمناسبة ليقول كل صاحب رأي رأيه دون أن يسأله سائل، أو تترصده جهة.
2
غريب بل عجيب أن توصي لجنة برلمانية برفع الدعم نهائياً عن المحروقات!!
هل هؤلاء نواب عن الشعب أم عن الحكومة ؟!
ما زالت الآثار الكارثية لقرار رفع الدعم عن المحروقات العام الماضي، ظاهرة ببشاعة في تفاصيل حياة الشعب الفقير.
آلاف الأطباء والمهندسين والمهنيين من كل التخصصات وأساتذة الجامعات غادروا السودان خلال (هذا العام)، مهاجرين في بقاع الدنيا بحثاً عن حياة أفضل.
فقدنا أهم خبراتنا بمختلف المجالات، وحكومتنا سعيدة بأنها تعلم وتدرب الأطباء بالخارج وتصرف على تخصصاتهم ملايين الدولارات من حر مال الشعب السوداني، ثم تتبرع بهم للسعودية ودول الخليج، دون أن تفرض حتى سياسة
إلزامية مع الدولة المستفيدة بأن تكون تحويلاتهم حصرية على النظام المصرفي السوداني، لينتعش الاقتصاد كما هو الحال في دول تعتمد كلياً على تحويلات مهاجريها، وليكن ذلك مقابل خسارة قطاعنا الصحي حيث الغلبة في مستشفياتنا لأطباء الامتياز!!
بلادنا يا سادتي . . أصبحت طاردة حتى لإخواننا (الأحباش) الذين صار السودان مجرد (محطة) في مشوار هجرتهم لدول أخرى، بعد أن كان في السابق ملجأ ومقراً معقولاً لتوفير مدخرات محدودة تعين نساءهم على الزواج، ورجالهم على بناء بيت ريفي صغير في أطراف إثيوبيا.
قبل ثلاث سنوات، كانت (الشغالة) في أي بيت سوداني بالخرطوم تتقاضى راتباً شهرياً قدره (350) جنيهاً، وكان يعادل (100 دولار).. الآن تتعاطى (ضعف) ذاك المبلغ، ثم لا يعادل (80) دولاراً !!
كل المبررات التي يسوقها البعض من الساعين لتدمير ما تبقى من بنية المجتمع السوداني، مرفوضة.. مرفوضة . . ولن تجد أذناً تسمع لها غير أعضاء مجلس الوزراء وبعض النواب.
المجهر السياسي
خ.ي