بعد عامين

[JUSTIFY]
بعد عامين

يصادف اليوم الثامن عشر من ديسمبر مرور عامين على انسحاب القوات الأميركية من العراق، ولكن هل انسحبت معها أعمال العنف، الإجابة السهلة والسريعة أن أعمال العنف لم تتوقف وأمس فقط سقطت العشرات بين قتيل وجريح في سلسلة هجمات دامية شملت تفجير سيارات مفخخة وعمليات انتحارية وقتلا بالأسلحة الرشاشة واقتحام مركز شرطة ومجلس بلدي واحتجاز رهائن، كل هذه الفوضى الأمنية حدثت بعد عامين على خروج قوات الاحتلال الأميركي التي قالت إنها سلمت المهام الأمنية قبل خروجها إلى الأجهزة الأمنية العراقية بعد تدريبها على هذه المهام، ولكن الذي حدث أن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي حولت تلك القوات النظامية التي دربها الأميركان لتولي المهام الأمنية بعد الانسحاب حولها إلى مليشيات تحت رايات طائفية وفي حرب بالوكالة لجهات إقليمية معروفة.
الوضع الأمني في العراق بات يشكل تهديدا مباشرة لوجود العراق كدولة في المستقبل لأن معدلات الموت اليومي في ارتفاع، وبحسب الاحصائيات، فقد حصدت أعمال العنف أرواح نحو 350 شخصا فقط خلال النصف الأول من شهر ديسبمر الجاري، في ظل عجز تام من قبل الحكومة العراقية لمواجهة هذه الموجات المتلاحقة من أعمال العنف التي يرى مراقبون أن حدتها سوف تتصاعد خلال الأشهر المقبلة حتي موعد الانتخابات في أبريل من العام 2014.
اللافت للانتباه في ظل احصاءات آلة الموت اليومي في العراق كشفت وزارة التخطيط العراقية، أمس أن نسبة سكان العراق في العام 2014 سيصل إلى 36 مليون نسمة، مشيرة إلى أن النمو السكاني السنوي للعراق يبلغ ما بين 850 إلى مليون نسمة، وهي المفارقة التي لا يملك الإنسان سوى أن يقول أمامها إن الله الذي يهب الحياة والموت معا وحده القادر على قراءة مستقبل العراق في استمرار وتيرة الموت والحياة بهذه الطريقة القدرية.
تجربة الانسحاب الأميركي من العراق التي لم توقف حمام الدم في هذا البلد مهداة إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي يخوض معركة شرسة مع الولايات المتحدة بشأن التوقيع على الاتفاق الأمني بيم البلدين، حيث قلل كرزاي أمس من شأن الحديث الأميركي عن الانسحاب العسكري الكامل من أفغانستان إذا لم يوقع على الاتفاقية الأمنية بين البلدين التي ستحدد أطر الوجود العسكري الأميركي هناك بعد انسحاب حلف شمال الأطلسي (الناتو) نهاية 2014 من البلاد، ووصف هذا الحديث بأنه (ممارسة لسياسة حافة الهاوية)، مؤكدا أنه لن يتراجع عن شروطه لتوقيع الاتفاقية. وقال كرزاي “لا أعتقد أن أميركا تفكر في الانسحاب الكامل، إنها سياسة حافة الهاوية التي يمارسونها معنا، وحتى إن فعلوا فليكن ما يكون”.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version