سكان مدينة ود نوباوي غالبيتهم من دنقلا عدا بعض المواطنين الذين جاءوا من بعد ذلك، والآن رحلت أسر عديدة بعد أن توسعت وضاقت المساكن بأهلها، فتوسعوا أولاً بمدينة المهدية بالحارات من الأولى وحتى الحارة السادسة، ومن ثم إلى الثورات.. والآن ربما غادروا الحارات القديمة إلى أماكن أبعد إما بسبب التوسع أكثر أو بسبب الظروف الاقتصادية التي أجبرت البعض على بيع منزله بثمن أعلى مع الاستفادة من باقي البيع وتوظيفه في عمل آخر.
من الشخصيات التي ما زال يرجع لها سكان ود نوباوي وأصبح الأب الروحي لسكان المدينة عمنا “الفاضل أزرق”.. أنصاري لم يتزحزح عنها قيد أنملة رغم تغير الناس وتبدلهم.. أصبح الآن المرجع الوحيد في تاريخ المدينة والأنصار، ظل متابعاً جيداً رغم ظروفه الصحية.. وقد حباه المولى عزّ وجلّ بذرية صالحة.. مولانا “أحمد الفاضل” القاضي السابق والمحامي الحالي، “الصادق”، “مهدي” و”خيرات” وأحفاده يطيعونه طاعة عمياء ليس خوفاً، وإنما احترام وتقديس لمكانته الاجتماعية وسط الأنصار وحزب الأمة.. يتابع أدق التفاصيل السياسية والاجتماعية، يأتيه بها أولاده وأحفاده.. ظل يشارك كل الأسر الأمدرمانية أفراحها وأتراحها.. لم توقفه ظروفه الصحية عن مواصلة الجميع.. وهذه هبة من المولى عزّ وجلّ لا يأتيها إلا لمن حفظ دينه وعرضه.. فماله يقدمه للجميع دون منّ أو أذى، لا يستأذن أحداً أن يقدم له كشف حساب عن حالته فهو سباق لعمل الخير.
إن مدينة ود نوباوي زاخرة بأمثال عمنا “الفاضل أزرق”.. نسأل الله أن يحفظه ويديم عليه نعمة الصحة والعافية.
وإذا تحدثنا عن المدينة فلن نستطيع أن نوفيها حقها، ففيها العلماء والأدباء والشعراء والفنانون ولاعبو كرة القدم.. وفيها الصالحون والعابدون والزاهدون.. فيها عمنا “موسى ود نفاش” الذي فاقت سمعته الآفاق داخل وخارج السودان- رحمة الله عليه.. فيها التجار والمعلمون والأطباء والمهندسون ورجال الشرطة والقوات المسلحة، منهم اللواء “الهادي بشرى” وشقيقه اللواء “صبري” واللواء “أبو قرون عبد الله أبو قرون” واللواء “الصادق الفاضل”.. فيها شخصيات يندر أن تجدها في أية منطقة من المناطق.. لقد انقطعنا عن التوثيق لهذه المدينة، وسنحاول بقدر الإمكان أن نجد فرصة لكتابة تاريخها بصورة تحفظ للجميع حقوقهم، وبالتساوي، رجالاً ونساء.
المجهر االسياسي
خ.ي