ساندرا طه

احذر كيد النواعم .. يا مليح القسمات

احذر كيد النواعم .. يا مليح القسمات
منذ أن راودت امرأة العزيز فتاها الذي قد آتاه المولى من عنده شطر الحسن وكادت للنسوة اللاتي اكبرنه فقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشر!.. وحتى جائت انفلونزا الإعجاب التي تلت ظهور الفتى الفتان (مهند) من أرض العثمانيين ذلك الوسيم الأشقر ذو الحضور الطاغي الذي أسر قلوب العذراى والأيامى على حدٍ سواء من بنات الترك و العرب!، ومنذ قبل وبعد هؤلاء ظلت النساء هن النساء وبقي كيدهن عظيماً ولازالت قصصٌ وحكايا للرجال مع كيد النساء!.

فمهما تكن معاييرهن في الحب ولكن العين تعشق قبل العقل أحياناً, فهل ياترى يرى الرجل وسامته نعمته أم نقمته؟, على أية حال فإن وسامة الرجل دائماً ما تأتي وبالاً على كل من حوله من نساء، من اللاتي يصيبهن أما بلعنة الحب أو بلعنة الغيرة.. سواءٌ أكانت هي الغيرى أو من يغرن منها كتائب اللاتي شغفهن حبّاً, وبينما يعلو من حوله غبار المعركة وكلما يحمى وطيسها يسترخي هو فخوراً جذلاً.. فكل الرجال من النوع الذي يدري، ويعي جيداً قدره في ميزان الوضائة والحسنْ، أما الذي لا يدري سنجده حيث نجد الديناصورات والسبب جداً بسيط (صويحبات يوسف!) أو صويحبات (علا عبد الصبور) لافرق.

أحست ذات يوم صديقتي (البرلومة) بنظرات نارية تتجه صوبها من مجموعة فتيات داخل استراحة الجامعة ولم تلبث بعدها قليلاً الا وبدأت تتعرض لمضايقات من بعض البنات في الجامعة على طريقة الغمز واللمز, بينما لم تكن بالضرورة تعرف ماهو السبب في عداوتهن لها خاصة أنها تعودت أن تكون محبوبة, واستمرت حيرتها إلى اليوم الذي أسدى إليها فيه زميل لها تلك النصيحة التي لا تقدر! .. بأن تبتعد تماماً عن (فلان)، ذلك (السنير الوجيه) الذي أعجب بها كثيراً وصار صديقاً مقرباً لها هذا طبعاً لو كانت ترغب في التخرج بسلام وبلا أية خسائر!، ولأنها لم تأخذ تلك النصيحة على محمل الجد تطور بعدها الوضع إلى رسائل مضايقة هاتفية إلى اليوم الذي قررت فيه غريمتها الكشف عن نفسها بعد أن أعيتها حيلة فأتصلت بها هاتفياً لتقدم لها الإنذار الأخير على حد تعبيرها بالإبتعاد عن السيد (فلان) أو تحمّل العواقب!.

تحكي عروس جديدة تزوجت من رجل وسيم كان مرمى لسهام قريباته وأمهاتهن اللآتي كانت لهن أساليب ذكية للتودد إليه ومحاولات عديدة لتوريطه في إحدى بناتهن عن طريق الحيلة والتي كان يفلح في كل مرة وبطريقة ما في تخليص نفسه منها, وبعد زواجه من العروس (الغريبة) والدخيلة على تلك العائلة وعند حضورها إحدى مناسباتها وجدت نفسها مستهدفة على نطاق واسع من مجموعة بنات كللهن على شاكلة ريا وسكينة، فواحدة تشدها من شعرها بقوة ثم تسألها بخبث ناعم (شعرك وللا باروكة؟) والأخرى تكلمها عن ما يحب ويكره (سي السيد) موضوع النزاع وكأنها هي الزوجة وليست العروس!، وهكذا بين من تغمز ومن تلمز خرجت العروس من ذلك البيت وهي تبكي في حالة هستيرية!.

تحكي أسطورة سودانية أنه وفي آخر الزمان يندر الرجال إلى أن تطارد كل خمسين من النسوة رجلاً إلى أن يعتلي شجرة فتتناول كل واحدة غصناً لتشتم منه العبير.. عبير الرجل طبعاً لا عبير الشجرة! فيما يعرف بظاهرة شم العود!, فهل يا ترى تتحقق نبؤة تلك الحبوبة ذات الخيال الواسع التي ارتجلتها, وهل بدأ بالفعل السادة الرجال بالتحول إلى عملة عزيزة من حيث الكم لا الكيف تحتاج لكسبها إلى دعوات (أبو الشرا) وإن كان (بالضرا) وحجابات محبة وأعمال من (فكي) يطلب ثروة من المال ومعها ديك (إنتاية) ليتم المراد؟, فحبيبات (الفيسبوك) يشعلنها حروب كتابية مدمرة للسمعة وبنات المدرسة يشتبكن بالأيدي أما البنات من فئة خريجات وطالبات (ناضجين) فهن الأكثر فتكاً.. وياساتر استر!.

(أرشيف الكاتبة)
ساندرا طه – صحيفة حكايات