# برغم التطور والوعي والثقافة والحقوق المكفولة لا تزال بعض النساء يكابدن ضنك الأنوثة على اعتبارها مذمة ومفسدة وعبء تنوء به إنسانيتهن، لاتزال حواء تعاني من العنف الخفي والمعلن في كثير من المجتمعات والأعراف والتقاليد!!
ولا يقتصر العنف ضد المرأة على الختان والزواج المبكر والضرب والإساءة فحسب، إن يمتد نحو الاستغلال ودفعها لتحمل أعباء لا تطيقها وترغمها أحياناً على الخروج عن حدود الأدب والأخلاق للإيفاء بها ثم تخرج عليها كل القبيلة لتهدر دمها!!
هذا ليس تبريراً للانحراف، ولا تحيزاً لجنس النساء الذي اعترف بفساد الكثير من التفاح فيه، ولكنه مفتاح لولوج منطقة مهمة وحساسة وإثارة جدل حميد إتاحة لنا مركز المرأة لحقوق الإنسان عبر لقائه التفاكري بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وتحت رعاية وزارة الرعاية والضمان الاجتماعى.
وهو اللقاء المثمر الذي أثار قضايا مهمة قد لا نصل فيها لحلول جذرية تماماً، ولكننا ندلو بدلونا في بركة غير ساكنة وتجد حظها دائماً من الحراك مثلما فعل المركز، وهو يطلق محور صورة المرأة في المجتمع وأثرها في قضاياها حاضراً ومستقبلاً كعنوان لجلسته تلك وبحضور نوعي مقدر من النساء والمعتمين.
# ولكم أن تعلموا المرأة لاتزال في بعض المجتمعات محرومة من حقها في التعليم وفي اختيار الزوج وفي التملك والمشاورة والميراث! وأن صور العنف والتردي في الواقع النسائي تتبدى في ارتفاع نسبة المصابات بالأيدز داخل الإطار الزوجي بعدوي من أزواجهن إلى 80% لا يصبح حينها أمر الخيانة التي تعرضن لها شغلهن الشاغل!! كما تدخل معاناة (ستات الشاي) الكادحات مع (الكشات) ضمن دائرة العنف إلى جانب الموظفات المستغلات جنسياً والنساء المتعرضات للاغتصاب والتحرش ومريضات الناسور وضحايا النزوح واللاهثات داخل محاكم الأحوال الشخصية من مطلقات وخلافة ولا يتوافق القانون مع متطلباتهن!
# لقد جاء حديث فضيلة الشيخ محمد هاشم الحكيم يومها شيقاً وطيباً ومفيداً بإجماع الحضور، وقدم النموذج الأمثل لما يجب أن يكون عليه رجل الدين المعاصر وتحدث عن المرأة وصورتها على مر العصور الإسلامية بالكثير من الاحترام والقداسة والحب، ورفع عنها ظلم الآخرين من كونها عورة وسقط متاع وناقصة عقل ودين، إذ فتح عيوننا على تفسير جديد للعبارة الأخيرة المتداولة أثلج صدورنا وأسعدنا ويستحق أن تفرد له المساحات والمنابر ليستعرض آراءه الدينية المتقدمة والمواكبة وأسماء الصحابيات ونساء الإسلام الجليلات اللائي تزهو بهن كل النساء على مر العصور وفي مختلف المجالات.
# وتطرق الملتقى لضرورة معرفة النساء لحقوقهن في المعاملات المدنية وكافة القوانين وضرورة محو الأمية التأصيلية من عموم المجتمع وإعادة النظر في صورة المرأة في الإعلان وقيام الإعلام بدور أكثر مسؤولية وحرية تجاه توعية ومساندة النساء.
غير أن المؤسف في الأمر أن أزمة النساء الحقيقية تنبع منهن! من البرمجة السلبية التي جعلت اللاوعي لديهن ممتلئا بالهزائم والموانع، من علاقتهن ببعضهن البعض التي تفتقر للتوحد والتعاون والمؤازرة وتتسم بالعداء والغيرة، من إحساسهن بالدونية ورغبتهن في الاستسلام للهوان!! وهذا ما لا يمكن لكل الملتقيات وورش العمل والندوات أن تجد لة حلاً ملائماً، فمالم نترفق كقوارير بأنفسنا فلن يترفق بنا أحد، وسنظل مشروخات من الداخل والخارج ومعرضان للانكسار في كل حين.
# تلويح:
عزيزاتي، انفضن غبار الدونية والاستسلام، فـ: (ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودين بأذهب من لب الرجل الحازم منكن)!
إندياح – صحيفة اليوم التالي