بورة الطبيبات.. عندما تصبح المهنة عارضا

[JUSTIFY]عد نهاية إمتحانات الشهادة الثانوية وظهور النتيجة , تتنازع بنات بلادي العديد من الرغبات ويذهبن في ذلك مذاهب شتى , فمنهن من تختار او يختاروا لها طريق الزواج سواء كان لعريس (لقطة) أو لود العم أو الخال عملا بمقولة (غطي قدحك) والتي يكون الكاسب الأكبر فيها هو (أبو القدح) !.

ومجموعة أخرى تلج لكليات نظرية أو عملية ذات مدى زمني أقل من الست سنوات الطويلة وبعدها يتخرجن ليواصلن مسيرة الحياة والتي غالبا ما تكون ذات نهايات سعيدة .

أما من يمنين النفس لدخول كليات الطب للتخرج طبيبات كما هي أمنيات معظم الحبوبات والأمهات برؤية الطبيبة , فهؤلاء ينطبق عليهن قول نزار :

جلست والخوف بعينيها

تتأمل فنجاني المقلوب

قالت يا (بتي) لا تحزن فـ (الطب)

عليك هو المكتوب !

وبعدها تبدأ المساسقة بين المعامل والمشارح والمستشفيات وغرف العمليات, وما أن يتم التخرج حتى تبدأ المدافرة في الإمتياز والخدمة الوطنية وامتحانات التسجيل الدائم ومن ثم إمتحانات الجزء الأول من التخصص وما يليه من أربع سنوات أخرى للحصول على التخصص, هذا بخلاف العطل والجمع والحاجات (التانية)!

هذا يعني تقريبا وبعملية حسابية بسيطة ما مجموعه ثلاث عشرة سنة من عمر الزهور , وبعدها يبدأ التلفت ذات اليمين وذات الشمال عن سمار الليالي وخاطبي الأمس الذي ولى , والذين تم صدهم سابقا بالمقولة الخالدة (انا دايره اقرى 1) والآن بعد أن قرت لم تجد من (يقري) لها إلا قليلا مما تركنه في سنبله !

وغالبا ما يكون تقدم السن النسبي وطبيعة المهنة سببا في عزوف الكثيرين من الخاطبين والخاطبات من الإرتباط الطبي من باب (أبعد من الشر وغنيلوا) , وفي أحيان كثيرة يكون الإرتباط من الزملاء الأطباء على اعتبار (جنا تعرفوا) !

وتخشى الطبيبات كثيرا في مواسم الأعياد والمعايدات وزيارات الأهل والأقارب والأصدقاء من التعرض للتساؤلات من على شاكلة :

(اها لسه) و( إنتي لسه ما فتي لي بيتك) و(انتي حسه تعبانة فوق كم) وغيرها من المنغصات والتي تجعل طعم الخبيز مثل تلك (السوائل) التي تنسكب من مواسيرنا من حين إلى آخر والتي نثق في وجود ذرات الهايدروجين بها ولكن نشك في وجود الأكسجين, كما شكنا في أن طبيبتنا قد وجدت التقدير والتعظيم المناسب لها سواء من السلطة أو المجتمع،ومن أكثر الأشياء إيلاما ما تتعرض له بعض الطبيبات من مواقف محرجة بسبب تقادم السنين :

مرت سنة وعدت سنة

وأنا يا زمن زي ما أنا

وكمثال لذلك ما قصته على إحدى الزميلات من اللاتي لم يوفقن في إيجاد شريك للحياة , من أن أحد الأشخاص من معتادي الإجرام والإحتيال ومنحرفي السلوك العاطلين قد طلب يدها معللا ذلك بقوله:

( أنا العرس ما شديد عليهو بس قلت آخد فيك الأجر, وتجيبي ليك ولد ينفعك ) !

والأغرب من ذلك أنها أوعزت لي أنها وافقت وتكفلت بالمصاريف وقد أنجبت منه فعلا وهي الآن مهتمة في تربية ولديها وابنتها , أما هو (بسلامتو) فكالعادة يوم في (الشمالي) وآخر في (الأوسط) , شهر في (الهدى) وعام في كوبر , ورغم كل ذلك يبدو عليها السعادة وهي ترتشف شاي الصباح مع ابنائها قبل أن يذهبوا للروضة والمدرسة , وكان لسان حالها يقول :

ما في حاجة ساي
جاي وجاي وجاي
كلو عندو طب
وكلو عندو راي
كلوا طلقة بينا
تبقى بينا وفرة
سكرا وشاي !

صحيفة الصيحة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version