الحبوب الزيتيـة.. الـعودة للريـادة

[JUSTIFY]أحد الاقتصاديين من ذوي الشأن الكبير في مجاله، قال لي في وقت سابق إن توصيات المؤتمرات التي تعقد في السودان في كل المجالات وخاصة الاقتصادية منها، إنفاذها كفيل بأن يجعل السودان في مقدمة دول العالم وليس إفريقيا فقط، تذكرت هذا الحديث ونائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن يوجه بصرامة شديدة بضرورة إنفاذ توصيات المؤتمر العالمي الثاني للحبوب الزيتية الذي انطلق أمس بفندق كورنثيا بالخرطوم، وقال حسبو لا بد أن تنفذ مخرجات المؤتمر إلى جانب عقد لقاءات نوعية لمصدري الماشية ثم الصمغ العربي حتى يتحسن الاقتصاد السوداني، ونبه حسبو إلى جزئية مهمة خلال كلمته في المؤتمر وهي أن الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة في السودان تصل إلى مائتي مليون فدان في الوقت الذي تزرع فيه ثلث هذه المساحة، مما يشير الى أن السودان وإن زاد الرقعة الزراعية فسيحقق مبادرة رئيس الجمهورية التى أطلقها في القمة العربية حول الأمن الغذائي العربي، وذهب وزير المالية بدر الدين محمود في ذات الاتجاه نحو الأمن الغذائي العربي، وقال إن الدول العربية تعاني كثيراً من عجز في الحبوب والسودان بإمكانه أن يسد فراغ هذا العجز من خلال استغلال مساحته الزراعية بالحبوب الزيتية.

وأضاف بدر الدين أن السودان يمتلك مقومات النجاح للزراعة والتصنيع، مؤكدا أن هذا العام سيكتفي السودان من تصنيع الزيوت وتصدير ما يتبقى منه للخارج، مشيرا إلى انطلاق البرنامج الخماسي الذي سيعمل على زيادة الصادر وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
وتحدث بدر الدين عن ضرورة زيادة الإنتاج خاصة في هذا الموسم الذي بدأت بشائره بالأمطار الكثيفة التى شهدتها ولايات السودان، موضحا أن هذا القطاع قابل للتطور وزيادة الإنتاج، وفي ذات الاتجاه تحدث نائب الرئيس عن زيادة الإنتاج والإنتاجية، مؤكدا حرصهم على دعم المنتج حتى لا يلحق به الضرر، مشيرا إلى أهمية هذا المؤتمر الذي يتم من خلاله تبادل وتمليك المعلومات بين السودان والدول المشاركة. فيما تطرق وزير التجارة عثمان عمر الشريف الى فقدان موقع السودان في هذا الجانب في السنوات الماضية، وقال إننا الآن بدأنا نعود للريادة من جديد في المجال الزراعي حتى نحقق مقولة سلة غذاء العالم، معدداً الظروف التى جعلت السودان يتراجع خارجياً في مقدمتها نقص المساحة المزروعة من الحبوب وغيرها من المحاصيل.

وقال إن الإصلاح التجاري جزء من الإصلاح الاقتصادي الذي نسعى من خلاله الى دعم الاقتصاد السوداني، وبالتالي تقليل مساحات الفقر. وأكد الشريف على ضرورة عودة السودان لموقعه الريادي في هذا الجانب معلناً تضامنه مع اتحاد الغرف التجارية للعمل على تطوير العمل لكل السلع بما فيها الثروة الحيوانية حتى يتعافي الاقتصاد السوداني، بيد أن نائب الرئيس أشار الى سعيهم الى الوصول للاكتفاء الذاتي، وقال إن هذا لا يتم إلا عبر زيادة المساحات المزروعة، مشيراً للعمل على تطوير زراعة البذور التى تلائم مع مناخ السودان، فيما أشار محافظ بنك السودان عبد الرحمن حسن عبد الرحمن الى بدء عودة صادر السودان في البورصات خاصة فيما يختص بالحبوب الزيتية، وقال ان هذا الارتفاع جاء بعد التخطيط السليم في السياسات الاقتصادية الموضوعة، مؤكداً حرصهم في البنك المركزي على توفير كل معينات الإنتاج واستغلال الفرص للعودة لقمة الأسواق العالمية، منبها المؤتمرين على ضرورة التركيز على تسويق المنتجات السودانية إن كان في الحبوب الزيتية أو غيرها من المنتجات الزراعية التى يعرف بها السودان، فيما أكد رئيس اتحاد الغرف التجارية المهندس يوسف أحمد يوسف مضاعفة الجهد من أجل إنجاح صادر السودان حتى يعود ريعه بالخير الوفير على الاقتصاد السوداني، مشيراً الى أن مهمتهم في الغرفة التجارية العمل على تسويق المنتجات السودانية، مطالباً بضرورة تشجيع المصدرين وتقديم الحوافز المعنوية والمادية لهم، فيما أشار رئيس غرفة المصدرين باتحاد الغرف التجارية وجدي ميرغني محجوب الى أن هدفهم من هذا المؤتمر هو تمكين السودان من العودة مجدداً لريادة الدول في الصادرات السودانية، وقال ان المؤتمر يأتي وهناك العديد من المستجدات في مسيرة الإصلاح الاقتصادي حيث تم إدخال التقانة الحديثة في الزراعة الى جانب تحسين البذور، وتوقع وجدي أن تنعكس زيادة الرقعة الزراعية هذا الموسم إيجاباً على صادر السودان، موضحاً أن التغيرات المناخية التى يشهدها العالم ستأتي بالخير الوفير على المنتج السوداني، وقال ان نجاح هذا الموسم يؤكد الاهتمام الكبير من الدولة بالقطاع الزراعي إلى جانب دخول شركات في زراعة الحبوب الزيتية أحدث تحولاً نوعياً مما يعمل على زيادة انتاج الحبوب، متوقعاً عودة زراعة الفول هذا الموسم بصورة كبيرة خاصة وأن الطلب زاد بنسبة كبيرة على الحبوب الزيتية عالمياً وصاحب هذه الزيادة تدني الإنتاج في الدول الكبرى المنتجة للحبوب مثل الصين والهند حيث تحولت الصين إلى مستورد للحبوب حيث تستورد سنوياً بين أربعمائة إلى ستمائة ألف طن من السمسم، فيما يبلغ الطلب العالمي لهذا المحصول ألفاً وثلاثمائة مليون طن، وأشار وجدي الى أن السودان بإمكانه أن يلعب دوراً هاماً وكبيراً في تأمين هذا المحصول للكثير من دول العالم، وأوضح وجدي ان الحبوب الزيتية في السودان يمكن ان تزرع في الكثير من الأراضي والولايات وبإمكانها الإسهام بصورة كبيرة في عودة السودان للريادة في الحبوب الزيتية.

صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version