يعانى الصحافيون دائماً من الأدعياء خاصة في مجال الآداب والفنون , فثمة أدعياء في مجال الشعر أو النقد أو كتابة الخواطر والقصص , من ذلك أن سلط الله على الشاعرة الجهبوذة (فنطوطة) ولم أكن بصفتي رئيساً للتحرير مشرفاً على أى من صفحات الآداب والفنون ..
كما ان القصيدة الجيدة لا تحتاج الى اى واسطة, لكنها تلح على نشر قصائدها التي يبدو إنها لم تستطع تفويتها عبر المشرف على الصفحة الفنية فقررت أن تستهدفني شخصياً, وقد هداها تفكيرها الدؤوب الى محاصرتي بالمنزل وانتظاري ساعات طويلة حتى أشفقت عليها (الجماعة) «وهى ليست جماعة إنها زوجة واحدة فقط» وأخذت تطالبني بنشر قصيدة البنت (الفنطوطة) فقلت لها لكنى لم أقرأ اشعارها وعموماً فلتترك قصائدها معك وسننشرها إن شاء الله ان كانت صالحة للنشر.. لكنها أصرت و الحت وكابرت فى ان شعرها لا يصل إلا إذا قرأته على شخصياً, وتذرعت هل القارئ سيستمع اليها أم يقرأها فقالت إنها تريد ان تصلني أولاً عموماً اضطرت الجماعة الى أن تطلب منها الحضور صباحاً قبل خروجي للعمل وكان وعد من لا يملك لمن لا يستحق وصحوت ذات صباح وفى انتظاري شاعرة .. وانتظرتني فى صبر تحسد عليه حتى قمت بأعمال روتينية مضجرة.. فأعجبت بصبرها, وجئت لأستمع الى أشعارها.. التى تضمنت مقترحات طويلة فى إنها تتحدى المألوف وتفتح باب الجرأة والتجديد على مصراعيه ولم تنس أن «ترشوني» بأننى من قادة التجديد فى الشعر الغنائي وقد أطربني مديحها فالنفس الامارة تطرب للمديح .. القت على مسامعي قصيدتها العامية الجريئة (وهي حقاً كذلك), اسم القصيدة (صباع الروج) وأخذت تقرأ فى صوت مسرحى مؤثر:
صباع الروج ياصباع الروج
ماكان بتستعملك ليلى
ولا كان بتستعملك تاجوج
صباع الروج رميتك بعيد
لأني جميلة بدون تزويق
جميلة وكلى تجديد
واستمرت فى هراء عجيب هنا نظرت الى (الجماعة) فى خجل لا يخلو من شماتة.. ونظرت اليها نظرة تعنى:أصبرى لى انتى.. وفكرت فى ابغض الحلال .. فقلت للشاعرة فى نفاق سخيف : جميل كدى أقرى لينا غيرها, فأنطلقت مع تقديم بأن هذه قصيدة اجرأ من تلك:
لو بى ايدى اجى بيتكم مرتين
وأطلب ايدك مرتين
ليه الشاب هو البخطب محبوبتو
أنا دايرة اغير أس الكون
واطلب ايدك لو حتى يقولوا على جنيت
مش قيس جننتو ليلى
ليه قيس ما بجنن ليلى ؟
قلت لها اشعارك حقاً سبقت عصرها, ولكننا صحيفة تقليدية
, ثم ان هناك مجلس صحافة (رجعى) إذا نشرت هذه الأشعار سيوقف الصحيفة.. واعتذرت لها عن النشر رغم خطورة قصائدها هنا تدخلت الجماعة قائلة: انت ما ممكن تصلحا ليها !!
فأنتفضت الشاعرة فى اصرار: لا يمكن ان اسمح لأى شخص ان يعدل اشعارى
عموماً كانت تجربة خطيرة جد واجتزتها.. ومذ ذلك اليوم (الجماعة) لا تستقبل اى شاعرة او شاعر حتى لو كانوا شعراء جد.. !!
ملحوظة:هذا لوجه المرح ولكننا نستقبل كل موهبة بمحبة شديدة.
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]