بالأمس، كان لقاء السيد الفريق الركن بكري حسن صالح برؤساء تحرير الصحف وقادة العمل الإعلامي في السودان، وهو اللقاء الأول معهم بصفته الجديدة، وإن كانت هناك صلات وعلاقات قائمة مع كثيرين منهم توطدت وتوثقت عراها طوال السنوات الماضية، وقد ظل السيد الفريق بكري على تواصل مع أهل الصحافة والإعلام، يزورهم ويزورونه، لكن دون الحديث في تفصيلات ترتبط بالمناصب الحساسة التي تقلدها، والتي تمنع عنه التصريحات.
العنوان أعلاه – اللقاء الأول – خادع وقد يقود الذين عاصروا عهد الغناء الذهبي، إلى رائعة الفنان الراحل الأستاذ عثمان حسين، التي حملت ذات الاسم، والتي كتبها الشاعر الصوفي المرهف الراحل الأستاذ قرشي محمد حسن. وقد يقود ذات العنوان الخادع من هم في سني الصبا والشباب إلى ما يفيد بتهيئة النفس للقاء المحبوب الأول، والذي قد يربك المحب، فيجزع مع فرحته بذلك اللقاء، ويقول مثلما قال شاعرنا الكبير الراحل الأستاذ الهادي آدم، في أغنيته التي أصبحت سفيرة للشعر السوداني في فضاءات العالم العربي الغنائية عندما شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم:
أغداً ألقاك.. يا خوف فؤادي من غد
وغيرت السيدة أم كلمة (خوف) إلى (لهف) فؤادي للغد.
ما علينا.. نعود للقاء السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية بقيادات العمل الصحفي والإعلامي في السودان، وقد كان اللقاء – بحق – جيداً، أداره بحنكة ومقدرة وإمكانيات عالية، الوزير الشاب الأستاذ ياسر يوسف، وزير الدولة بوزارة الإعلام، وحمل اللقاء الأول ثلاث رسائل مهمة، أولها إن شأن الدولة الآن في يد السيّد رئيس الجمهورية، والذين من حوله هم من المعاونين الخلصاء الذين يعملون معه على تحقيق الأهداف الكلية المحدّدة من قبل الحزب والدولة. إذ أن السيد النائب الأول قال بوضوح إن كل الأمور في يد السيد الرئيس.
الرسالة الثانية التي حملها اللقاء، هي سعي الدولة بكل مؤسساتها نحو السلام وإيقاف آلة الحرب المدمرة، سواء في دارفور أو جنوب كردفان و النيل الأزرق، عن طريق الحوار، وليس سواه.
أما الرسالة الثالثة التي لا تقل أهمية عن سابقتيها فهي التركيز على شأن (معايش الناس) وتوفير ضرورياتهم من مأكل ومشرب وخدمات، ثم اتكاءة عند مُنْعطفين مهمين، هما فتح أبواب الحوار مع الآخر، وجعل أمر زيادة هامش الحريات وفك الحظر عن الصحف التي أوقفت، ليصبح ذلك الأمر قيد البحث والدراسة مع وعد قاطع من السيد النائب الأول الفريق الركن بكري حسن صالح بمساندة كل ما يرى أن فيه خيراً بالمهنة والعاملين فيها.. ووعد آخر بأن تتواصل اللقاءات المنتظمة بصورة (تراتيبية) تبدأ بالسيد رئيس الجمهورية، ثم الذين يلونه في المسؤوليات حتى يتملك أهل الصحافة والإعلام المعلومات كاملة، وبالتالي يتملكها الناس، لأن غياب المعلومات عن المواطن يربكه ويهز ثقته في كل شيء.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]