لو ما عرّستها ما (عافية منك)… الزيجات (الإجبارية).. وللأهل (بصمة)!

[JUSTIFY]عسيرةٌ هي البدايات، مؤلمةٌ هي النهايات، أليس للأحلام تربة خصبة؟.. ألا تنتهي إلا ونحن ممزقون فلا يطيب لنا المقام ولا الحياة، ألا تكتمل السعادة يوماً كما البدر كل شهر. لو كنا نعلمُ أنه لا فضاء ولا متسع ولا أمل لما حلمنا وتمنينا وأحببنا، ولكأن طيفها قد تمثَّل فيك اليوم، وأنت تجلسين جوار النافذة ترتشفين كوبك، تشبهينها كثيرًا، تتصفحين وجوه المارة ككتابٍ بين يديك، تبحثين في دواخلهم عن إنسانيتهم وأرواحهم، تنقبين عن آلامهم، ترسلين قبسًا من روحك يُدفئ أرواحهم. آهٍ يا أحلامنا، وآهٍ على قلوبنا، ما زلتُ أجد مذاق كوب الشاي الذي قدمتهُ لي أول مرة بدارهم، أتساءل إن كانت تذكُرني كما أذكرها؟.. مال قلبي لها مذ كنتُ فتى يافعًا في مدرستي الابتدائية، وظل يكبرُ كل يوم بحجم تلك المسافات التي قطعناها معا ذهابًا وإيابًا، كبرنا وليتنا لم نكبر، وعدتها أن نكون معًا، لكن أحكام القبيلة والعائلة حالت دون الوفاء، فسُلبت مني وسُلبتُ منها ومضيتُ إلى غير رجعة، وارتحلتُ بعيداً.
عادة مستمرة:
رغم تغير الزمن والتطور الذي نلمسه في المجتمع وتغير القليل من الثقافات، إلا أن هناك أحداثًا وقصصاً تجعلك تعرف بأن هناك تغييراً يطرأ على ثقافة المجتمع عندما تجد أن هناك آباءً ما زالوا يختارون ويفرضون على أبنائهم شريك الحياة، ويخيرونهم ما بينهم وبينه، وما بين عفوهم ورضاهم، أحداُث اكتوَت قلوب الأبناء بها بصمت نازف دون تطرف لآبائهم عين رحمةٍ أو شفقة.
عصف الأشواق:
(م) و(ع) قصة حب امتدّت بينهما منذ الصغر. (ع) فُرض عليها الزواج من شخص لا تريده وحرمت من الدراسة، شعر (م) بالألم، ولكن (ع) لم يدم زواجها طويلًا وتم الطلاق بعد عام ليعود الأمل إلى (م) ولكنه فوجئ برفض أسرته القاطع للزواج منها بحجة أنها صارت مطلقة الآن، ولم تفلح محاولاته لعدول أسرته عن رأيها ليهاجر بعدها خارج الوطن لا يربطه بأسرته سوى دراهم معدودة يرسلها كل شهر ولسان حاله يقول لأبيه: (هلا رحمت متيماً عصـفت به الأشـــواق وهْناً).
سؤال مشروع:
وكأنها تحمل قلبها في يديها، نظراتها غائرة وكأنها تبحث عن كلمات تعبر بها عن حالها لتجيبنا عن سؤالنا إن كان أحدٌ من أسرتها تدخل ذات مرة في اختيار شريك حياتها، أطرقت برأسها إلى الأرض ثم قالت: (سؤال واحد يجول بخاطري: ما الذي يفكر فيه الآباء وهم يتدخلون في اختيار شريك حياة أبنائهم أو بناتهم، أن تعيش حياتك مع إنسان لا تحبه ولا تطيقه تحت سقف واحد ولا تجيد حتى التعامل معه، ألا ينظر أحدهم إلى ما في قلوب أبنائهم؟).
لا ولدي ولا بعرفك:
وآخر؛ أحب فتاة وأخبر والده برغبته في الزواج منها، لكن والده رفض وخيّره بين عفوه ورضاه وبينها، وقال له: (لو تزوجتها أنت لا ابني ولا بعرفك)، توسل إلى والده وقال له إنه لا يستطيع العيش من دونها، لكن والده رفض وخيّره بين الزواج من إحدى قريباته، أو أنه سيعتبره ليس ابنه، فلم يرضخ الابن لتهديدات والده وتقدم للفتاة ووافقت أسرتها وتزوج منها وهاجر إلى أمريكا، وعاد بعد زمن مع أسرته وأبنائه، وحن قلب والده له ورضي عنه، وعاد بعدها ابنه للخارج.
تعقيدات كبيرة:
الموظفة آلاء محمد أبدت دهشتها من أنه ما زال هناك من يفرض على أبنائه قرار الزواج، فيما ذهبت المهندسة سارة إبراهيم إلى أن تدخل الأسرة في زواج أبنائها فرضية موجودة وبكثرة مضيفة: (لي صديقة ترفض والدتها كل عريس يتقدم إليها بحجة أنه لا يعجبها حتى بلغت من العمر أربعين عامًا، وأرى إذا كان التدخل بدون مسوغات واضحة فلا ينبغي لهم ذلك لأن الأمر يتسبب في تعقيدات كبيرة وغير متوقعة بعد ذلك، والآن توجد قصص عن فتيات حرمهن آباؤهن من الزواج بمن يرغبن فيهم وزوجهن رغمًا عنهن لآخرين، وهن الآن مطلقات والعكس يحدث أيضًا، أو شباب يهاجرون ويعزفون عن الزواج بسبب تدخل أهليهم في اختياراتهم).

صحيفة السوداني
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version