خالد حسن كسلا : واشنطن تتراجع للخرطوم خطوة واحدة

[JUSTIFY]أن يوافق القائمون على أمر الحظر الاقتصادي على السودان في واشنطن على النظر في طلب السودان لاستيراد قطع غيار طائرات الخطوط الجوية السودانية «بعد مصيبة خط هيثرو»، فهذه خطوة أولى، وكأنها تعني إمكانية أن تأتي خطوة أخرى وثالثة لتتحصل البلاد على ما تريد من السوق الأمريكية. وأمريكا بلد المهاجرين.. بلد الانتماء إلى المصلحة.. بلد «اللا» انتماء إلى الأرض لأنها أرض الهنود الحمر، هي التي تملك السوق الذي توجد فيه احتياجات السودان. وهذا يعني أن واشنطن تسعى بكل ما تملك من قوة لهدم أية دولة يمكن أن تحدّث المؤشرات العلمية عنها بأنها دولة سوق عالمية موازية للسوق الأمريكية.

ومنتوجات السوق الأمريكية هذي التي يحتاج منها السودان للخطوط الجوية والسكة الحديد، هذه المنتوجات أغلبها يصنعها خبراء من الشرق الأقصى، والسؤال هنا لماذا لا يصنعونها في بلدانهم لتكون هذه السوق الأمريكي هناك؟! الاجابة هي لأن الفكرة الغربية واليهودية هي السيطرة على كل موارد المسلمين واستيرادها من خلال هدم الاستقرار في بلدانهم. ولا ننسى العبارة الأمريكية بعد الحرب القذرة على العراق، وهي حرب الوقاية الأمنية لإسرائيل طبعاً، وكانت العبارة تقول «النفط مقابل الغذاء».. ترى هل كان العراق يحتاج إلى غذاء يأتي ضمن هذه الصفقة الحقيرة؟! كل هذا الاعتداء حتى لا ينجب رحم تقدم العراق علماء ينتجون ما تعرضه واشنطن في سوقها العالمية، ويكون بعد ذلك لا قيمة لفرض الحظر الذي تضربه على اقتصاد بعض الدول. ولنقرأ مرة أخرى ما نسب إلى محافظ بنك السودان المركزي السيّد عبد الرحمن حسن عبد الرحمن. يقول الخبر إن من نتائج اجتماعات محافظ البنك الأخيرة مع مكتب الرقابة على الأصول الخارجية الأمريكية ـ وهي الإدارة المسؤولة عن تنفيذ العقوبات التي تفرضها أمريكا على بعض الدول التي تعتمد على احتياجاتها من السوق الأمريكية مباشرة ـ من نتائج اجتماعاته النظر في طلبات رفع الحظر عن نشاط البنوك المتخصصة التي تخدم أهدافها قطاعات كبيرة من المواطنين في كل السودان.

إذن جزء كبير من العملية الاقتصادية في السودان يقع تحت رحمة السوق الأمريكية. وهنا مباشرة نسأل: أين السوق الصينية؟!.. أين السوق اليابانية؟! أين؟!.. أين؟!!

لا يمكن أن ينظر ستة مليارات من سكان العالم إلى مجموعة عنصرية في أمريكا احتل أجدادها أرض الهنود الحمر وتتعاون مع مجموعات يهودية بعد أن ورثت بصورة دائمة من بريطانيا احتلال أرض فلسطين، لا يمكن أن ينظر سكان العالم وهم بهذا الرقم الضخم إلى سوق أمريكية واحدة تتحكم في رقاب اقتصاد الدول المستضعفة. والخوف الآن كل الخوف من أن يفكر اليهود في استخدام القوة الأمريكية الضاربة في هدم التقدم الصناعي الماليزي، حتى لا تجتهد كوالالمبور في إنتاج احتياجات الدول التي توجد فقط في السوق الأمريكية، وتتحكم واشنطن في بيعها فتبيع لمن تشاء.

وبالطبع فإن حماية التقدم في دول المسلمين لا بد أن يتأسس على الوحدة والصداقة على غرار دول الاتحاد الأوروبي. وهذا غير موجود، لأن واشنطن تخطط ومن وراءها مجموعة يهودية لكي لا يكون موجوداً. فهل الذكاء يملكه اليهود فقط وقليل منه يملكه الانجلوساكسون بروتستانت؟!. أين عقول الحكام المسلمين؟! يا أخي العقول وليس البطون. متى نتجاوز مشكلة الانشغال بالبطون والفروج فقط عن التفكير الخارق للمشكلات التي تتولد منها معاناة الشعوب؟!

إن أية مقاومة ضد «حكم» أو ربيع عربي أو عجمي تكون بذرته هي التفكير غير الذكي وغير السليم أو قل غياب التفكير الذكي للحكام.. صدام وبن علي ومبارك والقذافي وعلى عبد الله صالح وبشار الأسد.. كل هؤلاء ضحايا لغياب التفكير الذكي الذي يوقي الحكم من السقوط، ويجعل السوق الأمريكية بائرة كاسدة، ولا تصلح أن تستخدم سلاحاً اقتصادياً لمحاربة اقتصاد الدول المستضعفة ومنها السودان.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version