زاهر بخيت الفكي : هيا أركبوا..!!

[JUSTIFY]الرحلة طوييييييلة طوييييلة طويييلة مكتوبة علينا بنمشيها ..
مع احترامى وكامل تقديرى لك النور الجيلانى…..
رحلة طويييييييلة جداً إستمرت ربع قرنٍ من الزمان على متن بص ..
دخل فيه الناس من باب وخرجوا من آخر وهم ليسوا كما دخلوا..
حقاً إنها طويلة جاءها الناس بحثاً عن متعة ورفاهية وعدوهم بها منظموها
وقد أعدوا لها ما استطاعوا من وسائل الدعاية والإعلان الضخم مدعوم
بشعارات براقة خاطبوا بها أفئدة ومشاعر الجماهير المتعطشة للمتعة
والرفاهية وقد كان لهم ما أرادوه ، ركب الناس وبدأت الرحلة ونسمات
باردة تنبعث من أعلى البص وروائح منعشة وشاشات عرض تقدم للناس
عروضاً شيقة استمتع بها الناس إلى حين كما بصات الوالى فى بداياتها
قليلٌ من الوقت مضى وبدأت المعاناة تعطلت المكيفات حطموا الزجاج
توقفت الشاشات عن العرض وابتدأ الزحام وسيق الشباب قسراً من داخله
إلى معسكرات مقفولة ومفتوحة وغيرها من المسميات توقفت الامدادات
ولا يمكن الحصول على الخبز (الجاف) فى داخله إلا بشق الأنفس..
كانت شاقة حقاً والبص أصبح كثير الأعطال والتوقف تارة من الوقود
وأخرى من قطع الغيار إذ انعدمت قطع غياره ورفضت الشركات المُصنعة
بحجة المقاطعة والعقوبات من توفير قطع الغيار له واضطرت إدارته
من التوجه بكلياتها شرقاً إلى بلد (اليوان) واستوردوا منها كل (مُزيف)
لتسيير البص واكتمال الرحلة ، هرِم جميع من هم على ظهره وقد كانوا
شباباً قبل بداية الرحلة ، المرض ، الرهق ، الجوع ، الصراعات العنف فى
داخله قضت على كل (جميل) كان وكل اللحظات الحلوة المغتصبة ، أصاب
الناس الإعياء بما فيهم إدارته ومعاونوه ودبت الشيخوخة ولم يتنازلوا..
استمرت الرحلة أكثر من ربع قرن لم يستمتع فيها أحد سوى
منظموها…
عادت الشعارات باهتة لرحلة أخرى لا أحد يعلم أين هى وجهتها وكم من
الزمن تحتاج لله وحده من يعلم مداها ، يريدونها هذه المرة بمعية بصات
متهالكة يقودها (شيوخا) كبار فى السن أكل عليهم دهر السياسة كثيراً
وشرب ومنهم من بدأت ملامح الخرف (الحقيقى) لا (المبكر) عليه وقد
أتيحت لهم قيادة هذه البصات من قبل وهى جديدة وهم شباب أهملوها ولم
يستطيعوا أن يعبروا بها إلى بر الأمان هى الأن بصات قديمة تشبه بصات
الديوم الغربية زمااااان بكل تفاصيلها..أوتذكرونها.؟
نزل الناس بعد ربع قرنٍ من الزمان كما ركبوا بلا جديد..ومنظموا الرحلة
مازال بعضهم يأمل فى جذب مزيد من الرواد (للتمتع) معهم بالرحلة
(القرنية) الثانية بعد أن صبوا براميل من (الطلاء) على بصهم المتهالك
حتى يبدوا جديدا وجلبوا له قطع غيار من ذاك البلد البعيد بلد القطارات
والبصات التقليد وجميع أدواته المصنعة فيه…
هيا اركبوا…
حقاً إلى متى …

صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version