مصطفى ضيق الله بحر: هل صارت العدل والمساوة حركة إرتزاق إقليمية ومليشيات بلا قضية
حركة العدل والمساوة هذة الحركة التى يعتقد الكثيرون من المهتمين بشؤون الحركات المسلحة فى السودان إنها خرجت من رحم الحركة الاسلامية بعد المفاصلة الشهيرة التى حدثت عام (1999) والتى عصفت بوحدة الاسلامين الى جناحين “المؤتمر الشعبى” بقيادة الشيخ حسن عبد الله الترابى والجناح الاّخر بقيادة الرئيس عمر البشير “المؤتمرالوطنى ” بينما كان هناك عدد كبير من القيادات الدارفورية بالحركة الاسلامية سلكوا طريقاً اّخر من بينهم الدكتور خليل ابراهيم الذى إتجة غرباً الى دارفور ومعة عدد كبير من القيادات الدارفورية الذين فضلوا الذهاب الى موطن الاجداد والاباء طلباً للدعم والسند والاحتماء بجبالها ووديانها وغاباتها التى خبروا تضاريسها وشعابها للاحتماء بها حتى تقوى حركتهم الوليدة التى تم تكوينها فى عام (2003) والتى سُميت” بالعدل والمساوة ” للمطالبة بحقوق الاقليم فى السلطة والثروة والتنمية وغيرها من المطالب التى دفعتهم الى حمل السلاح . وكان الكثير من المهتمين بشؤون الحركات المسلحة فى السودان يعتقدون أن حركة “العدل والمساوة” ماهى إلا جناحاً عسكرياً “للمؤتمر الشعبى ” بسبب العلاقة القوية لرئيس الحركة الراحل الدكتور “خليل ابراهيم ” بالشيخ حسن الترابى. ولكن كان لحركة العدل والمساوة راى اّخر واثبتوا للجميع أنهم ليس عصا للشيخ الترابى يُهش بها فى وجة النظام الحاكم كلما تعدى حدودة .بل إنهم حركة مستقلة لهم إطارهم الفكرى الذى ينادى بتحقيق قيم العدالة والمساوة بين أبناء السودان جميعاً بمختلف قبائلهم وأعراقهم وجوياتهم وثقافاتهم واديانهم على اساس المواطنة دون تميز. هكذا اكدوا للجميع أنهم ليس أبناء الترابى ولم يكونوا جناحاً عسكرياً “للمؤتمر الشعبى” إنما هم حركة مستقلة خرجت من رحم معاناة الانسان الدارفورى بصفة خاصة والسودان بصفة عامة . متوشحين بهموم وقضايا أهل الهامش الذين أسقطتهم النُخب السياسية التى تعاقبت على حكم السودان من زاكرة اولوياتهم وإهتماماتهم السياسية. بالتالى كانوا يعتقدون لابد من وجود حركة مسلحة قوية تُوصل صوت اهل الهامش عبر ازيز البنادق وجلجلة المدافع كما يُسمية الأمام الصادق المهدى (الاحتجاح المسلح) هكذا إنطلقت حركة العدل والمساوة والتى وجدت رواج وقبول كبير بين أبناء اقليم دارفور الذين إنخرطوا فى صفوفها تحقيقا للعدالة والمساوة التى ينشدونها منذ أزمان بعيدة . وقد لعبت شخصية الدكتور خليل ابراهيم دوراً كبيراً فى إقناع وإنضمام أبناء دارفور الى “حركة العدل والمساوة” بما يملكة من صدق وإخلاص وتفانى للقضية الدارفورية التى خرج من أجلها. هكذا صارت العدل والمساوة من أقوى الحركات المسلحة فى دارفور و كردفان . بنشاطهم العسكرى الشرس الذى قادوة فى عدد كبير من مناطق “دارفور وكردفان” مما جعل للحركة شهرة كبيرة سحبت البساط من تحت أقدام الحركات الاخرى الت تعج بهااقليم دارفور الملتهبة أصلاً . هكذا صارت حركة العدل والمساوةبين يوم وليلة قبلة لعدد كبير من الشباب الدارفورى الذين تدافعوا للانضمام الى صفوفها تحقيقاً لقيم العدالة والمساوة التى قد تبدل حالهم الى الافضل كما بشرهم بها الراحل دكتور خليل ابراهيم رئيس الحركة وقائدها الملهم . ولقد قادت الحركة معارك شرسة ضد القوات المسلحة وصارت مصدر إزعاج كبير للحكومة خاصة بعد هجومها الجرئ على العاصمة السودانية الخرطوم فى العملية التى أسمتها الحركة بعملية “الزراع الطويل” تلك العملية التى أدهشت الشعب السودانى أجمع وجعلت الكل يعمل الف حساب لحركة العدل والمساوة .مما أدي الى إرتفاع أسهم الحركة بين ثائر الحركات المسلحة السودانية وصارت المعارضة السودانية تعلق أمالاً عراض على الحركة لاسقاط النظام عبر العمل المسلح. ولكن تبخرت كل هذة الامال أدراج الرياح بعد أن دبت الخلافات والانشقاقات داخل الحركة مما ادى الى إضعافها كثيراً. بل صارت الحركة تغرد خارج سرب المبادئ والاهداف التى قامت من أجلها بطورطها فى حروب ونزاعات خارج حدود الوطن ليس لابناء دارفور فيها ناقة ولا جمل . هذا الامر يتضح بجلاء عندما شاركت الحركة فى الحرب التشادية ومساندتها للرئيس “أدريس دبى ” ضد المعارضية هناك . كما شاركت الحركة فى الحر ب الليبية الى جانب الرئيس الراحل “معمرالقزافى ” ضد الثوار . قبل أن تنسحب من ليبيا بعد سقوط نظام القزافى . من ثم أتجهت حركة العدل والمساوة صوب دولة “جنوب السودان ” الوليدة حديثاً وشاركت فى الحرب التى تدور رحاها هناك دعماً للرئيس سلفاكير ضد قوات نائبة المتمرد رياك مشار. وفى الايام القليلة الماضية تناقت وسائل الاعلام أخباراً مفاداها بأن هناك ترتيبات بين منسق العلاقات المصرية الليبية السابق “أحمد قزاف الدم” وقيادات من العدل والمساوة بوساطة مصرية من أجل المشاركة فى الحرب التى تجرى رحاها فى ليبيا دعماً للواء المتقاعد “حفتر” بل ذهبت بعض الدوائر الاستخباراتية أبعد من ذلك بتأكيدها خبر مشاركة قوات حركة العدل والمساوة بصورة فعلية فى الحرب الليبية بين قوات حفتر التى تدعمها مصر ضد الجماعات الاسلامية الليبية . هذة الاخبار التى أنتشرت فى السنين الاخيرة بخصوص التورط المستمر للحركة فى الحروب والنزاعات الخاصة بدول الجوار جلب الكثير من المتاعب للسودانين الذين يقيمون فى تلك الدول. مثلاً فى ليبيا قام الثوار بقتل اعداد كبيرة من السودانين الابرياء أنتقاماً من مساندة قوات العدل والمساوة لنظام الرئيس الراحل معمر القزافى. أيضاً قامت المعارضة التشادية بقتل عدد كبير من الابرياء السودانين فى تشاد أنتقاماً منهم لمشاركة “العدل والمساوة ” فى الحرب التشادية دفاعاً عن الرئيس “ادريس دبى ” الذى كاد أن يسقط لولا تدخل قوات العدل والمساوة والمساندة الفر نسية . وفى دولة “جنوب السودان ” الوليدة التى لا ذالت تعانى من أثار الحرب المشتعلة هناك .أرتكبت قوات المتمرد رياك مشار مجاز رهيبة ضد المواطنين السودانين الابرياء الذين يقيمون بدولة “جنوب السودان” عقاباً لهم بسبب تدخل حركة العدل والمساوة فى حرب دولتهم . هذا التدخل المستمر لحركة ” العدل والمساوة ” فى شؤون دول الجوار جعلت الكثير من شعوب تلك الدول تنظر الى الحركات المسلحة السودانية على أساس أنهم مجموعات عمالة وإرتزاق ليس لهم قضية همهم الاول والاّخر هو جمع الثروات نظير مشاركتهم فى الحروب . بالتالى تزعزعت ثقة الكثيرين من أبناء دارفور الذين قدموا الدعم والسند للحركة . ويعتقدون إنها حادت عن الطريق وتخلت عن مبادئها وصارت تقاتل خارج حدود الوطن من أجل المال والثروات دون الاهتمام بقضايا أهل الهامش الذين ضحوا بالغالى والنفيس دعماً للحركة . ولكن هنالك راى اّخر لقيادات العدل والمساوة بتأكيدهم المستمر على إنهم لا ذالوا ممسكين بتلابيب القضية الدارفورية وأن ما يقال عنهم سوى دعاية حكومية لزعزعة ثقة أهل دارفور فى حركة “العدل والمساوة” وإنهم ليس لهم علاقة بالحروب التى تدور فى دول الجوار .هكذا صارت علامات الاستفهام تلاحق الحركة فى الفترة الاخيرة خاصة بعد موت مؤسسها الدكتور خليل ابراهيم الذى كان يُحاط بهالة من الثقة والاحترام من سائر أبناء دارفور. على كل حال سيظل نشاط حركة العدل والمساوة مثار جدل كبير فى الفترة الاخيرة قد تُفقدها قواعدها أذا تم تاكيد صحة الاخبار المتداولة بمشاركة الحركة فى حُروب دول الجوار و التخلى عن هموم وقضايا أهل دارفور الذين ظلوا يقدمون لها الدعم والسند الغير محدود