لم استغرب ولم اندهش لتصريحات الأستاذ كمال عمر السلبية للغاية في مواجهة تصريحات البروف إبراهيم غندور الإيجابية …. لأن كلاًّ ينفق مما عنده!
عزيزي وجاري العزيز كمال عمر …. عرفتك متواضعا بشوشا … ترتاد أماكن الناس العامة ولديك نزعة للحوار ولكنك للأسف أنت مدمن على ترديد كلمة “إسقاط النظام” اكثر من ترديد السلام والتحايا … إلى متى؟!
انا مدرك تماما أن للمؤتمر الشعبي عقدة كبيرة وهي أن المعارضة ترتهنه بالماضي الإنقاذي وهو ماض قريب ومؤثر جدا ولذلك لا بد للشعبيين التطرف والغلو في التصريحات المعارضة حتى يثبتوا لليسار السوداني أنهم ضد الحكومة وان الموضوع ليس “مسرحية إسلامية”!
ولكن “هذا التوجه فاشل” ولن يُرضي عنكم اليسار حتى ولو ذبحتم إخوانكم في قارعة الطريق … أنتم في النهاية “إسلاميون” ومؤمنون بالشريعة … لا يهمهم أن الترابي لديه رأي في حد الرجم لأنه يتفق مع البشير وعلي عثمان في حد السرقة … وأسوق هذا المثال للتأكيد أن تبعيض الشريعة وتجزئة الفقه وتقليل الجرعة الإسلامية لن يُدخل الإسلاميين في حظيرة الرضا العلماني أبد الآبدين ..!
المؤتمر الشعبي حزب إسلامي … لديه تاريخ إسلامي وأشواق إسلامية عارمة … لديه موقف قطعي ومبدئي ومصيري ضد التطبيع … ولن ينفعه الوقوف مع الجنائية والتعريض باسم البشير ومكانته … بل هذا مما يزيده حقارة ودناءة في نظر العلمانيين والمعسكر الدولي المؤيد لهم ..!
تذكرني هذه المقارنات بمقال كتبه علماني بريطاني ورد عليه الدكتور والشيخ محمد الحبر يوسف نور الدائم (هذا الشبل من ذاك الأسد)!
المقال البريطاني يقول إن ظاهرة الإسلاميين المعتدلين لا يمكن الإعتراف بها جزءا من التيار المدني الديموقراطي ما لم تقطع شوطا في أمرين:
1- الاعتراف بدولة إسرائيل والدعوة للتطبيع لها.
2- الاعتراف بحقوق الشواذ جنسيا.
ويقول الكاتب البريطاني إن الاعتدال الإسلامي بعد ذلك (ممكن)!
ومقال الشيخ محمد الحبر بعنوان “نهاية الاعتدال” … ينبغي أن تصل منه نسخة للدكتور الترابي والأستاذ كمال عمر!
عزيزي أستاذ كمال … لا مكان لكم في المعسكر العلماني ولو اسقطتم النظام الموجود … بل حتى أجر المناولة مرفوض … لا بد من إدانتكم وإلحاقكم بالتجربة وإلصاقها بكم … وستستخدم أي إفادات من طرفكم ضد التجربة الحالية لإدانتكم … والقوى الأخرى ستقوم بالواجب وزيادة و”التمويل جاهز” وعندما تطل المليارات البترودولارية لا تحدثني عن الوفاء والنضال والحميمية بينكم وبعض اليساريين … لا تحدثني عن “زمالة كفاح” و “رفقة سجون” … هذه مجرد أساطير في حضرة “الدعم السخي” … ألم يكن الإخوان في مصر في زنازين واحدة مع القوى التي سحلتهم وتحالفت مع المدفع والبندقية ضدهم في ميدان رابعة وغيره ..؟!
ألم ينافح البرادعي عن الإخوان لفترة … ثم تآمر ضدهم بعد ذلك … ولما أحس أن السلطة ليست في يده وأن الأمور تمضي لصالح رئاسة السيسي … غادر في أول طائرة ..!
عزيزي كمال عمر … أبقى على غندور عشرة ولا تحلم أو تتمنى أن تكون نجما عند اليساريين بهجومك على غندور ..!
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني