حيث ساقت الاقدار احد ابناء قبيلة الجعليين من ولاية نهر النيل بصحبة والده المريض الذي يحتاج الي عملية جراحية لدي اطباء المخ والاعصاب والتي قدرت تكاليفها بمبلغ 45 مليون جنيه لكنه لا يملك منها الا ستر الله وحده.. ولم يكن امامه سوي مراجعة ادارة العلاج الاتحادي بديوان الزكاة الذي تديره الاستاذة الانسانة عفاف زين العابدين ولدي مقابلته الموظف المختص بالتصديق لمرضي الداخل اوصي له بمبلغ بعيد عن الربط المقدر لتكاليف العملية فاسقط في يده وتبعثرت حساباته ولكنه استدرك ليسأل الموظف ان كان بمقدور احد مساعدته لزيادة المبلغ فتم توجيهه الي مكتب المدير..
هكذا قال له الموظف وعندما دلف الي المكتب وجد امرأة تتربع علي طاولة المدير فسألها عن المدير فاكدت له بانها المديرة وهي جاهزة تماما لمساعدته لكنه تجاهل حديثها وسألها ان كان بامكانه مقابلة المدير لكن كلماتها القوية ايقظته من الواقع الذي كان يفرضه حينما طرح عليها مشكلته والمبلغ الضئيل الذي صدق عليه الموظف فاستغلت المديرة سلطاتها بزيادة المبلغ وطلبت منه صرفه الا انه فاجأها بما لم يكن في الحسبان حيث حلف بالطلاق بان لا يستلم منها المبلغ مؤكدا ان تقاليده وعاداته التي تربي عليها تمنعه من تلقي اي مساعدة او اي اموال من يد امرأة حينها لم تجد المديرة حرجا في ان تستحلفه بالله من اجل استلام المبلغ عطفا علي ان مال الزكاة هو حق معلوم لدافعي الزكاة وللمرضي والمحتاجين وان هذا هو حق الدولة عليه وليس هدية منها او منه لتتصدق به عليه وانه ليس بوسعه الاعتراض علي علاج والده المريض الذي يحتاج الي عملية انقاذ سريعة ويبدو ان هذا الحديث قد ترك اثره الايجابي فاطرق برهة واستغفر الله عدة مرات قبل ان يعلن استجابته نسبة للواقع الجديد الذي لم يكن يتصور ان يواجهه ويفسد كل النظريات التي كان يؤمن بها وتشكل كل قناعاته .. طالع نص الحوار بصفحة حكاوي غدا .
صحيفة الدار
ت.إ
[/JUSTIFY]