>.. والدكتور الجاز.. وأسامة.. وعلي عثمان.. وكمال و.. «عنصر فكري داخل التنظيم كلهم يخرجون من السطة»
> توازنات ؟! لا..
> واشتباك بين كل واحد من هؤلاء وآخر.. والآخر «يفوز»!! صراع؟
> لا .. بل اختلاف حول إعادة ترتيب البيت من الداخل.. وواجهته من الخارج.. مع العالم
> تراجع عن الإسلامية؟؟ لا.
> بل انتخاب بكري الآن نائبًا للرئيس الآن شيء يعيد تفسير زيارة الرئيس للخليج.. وبصحبته بكري
> كان الرئيس يقدم الرجل للعالم
> وبكري يصعد «العتبة» الثانية
> وعلى عثمان يخرج ويجذب الآخرين معه في إعادة ترتيب قاسية للبيت الإسلامي
> ومثلها نافع
> والدكتور نافع يقود بكري إلى كرسي رئيس الجمهورية.. وخطوات نافع هناك تمر بمقعد نائب رئيس الجمهورية.
> وتيار نافع وأسلوبه.. الذي ينازع الآخرين.. وتيار أسامة وأسلوبه الذي ينازع الآخرين.. وتيار علي عثمان و… و…
> وانتخابات قادمة للرئيس.. ورئيس لا بد أن يدعمه الجيش..
> وأسلوب إصلاح يصنع الدكتور غازي من هناك ويصنع الغليان حول الحكومة الجديدة من هنا.
> ويصنع قبلها عشرين مذكرة.. وانقلاب و…
> هذا هو حديث طرقات الخرطوم
> وكلها أشياء من يتنبأ بها.. كان هو أبو القاسم حاج حمد الذي يتوفى قبل عشر سنوات.
>.. وأغرب كتاب.. وأغرب رجل هما أبو القاسم هذا.. وكتابه «العالمية الإسلامية الثانية».
> وأبو القاسم له عقل هو نوع من النار.. تصنع الحريق من هنا وتصنع الحياة من هناك.
> ويشرق شيء ضخم في نفسك وأنت تقرأ «فكراً جديداً» حول التفسير الجديد للقرآن.
> ثم شيء ينطفئ في نفسك.. وأبو القاسم ينكر بعضاً من الحدود
«2»
> و17 ديسمبر.. يوم أحرق بوعزيزه نفسه في تونس.. وثورة تنشب
>والثورة ما يطلقها.. في حقيقة الأمر.. ليس هو إحراق الفتى لنفسه
> وأول يناير بعد أسبوعين.. وأول يناير 1985 الشيوعيون يحرقون اليمن .. ويحرقون بعضهم بعضًا.
«وأحد الفصيلين الشيوعيين هناك وفي فجر يوم الانتخاب يطرق أبواب قادة الفصيل الآخر.. ثم يذبحهم ثم يفتح مراكز الانتخاب للناس» وعلي سالم البيض اليوم الذي يقود انفصال الجنوب هناك.. هو من يصنع هذا
> ونزاع الشيوعيين في اليمن ونزاع الإسلاميين في السودان وغليان الربيع العربي والغليان منذ أيام قاسم العراق هو شيء ما يقوده هو البحث عن إجابة للسؤال
: لماذا نحن.. من دون العالم.. متخلفون
> والمفكر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد يقول
: لا تخلف.. كل ما في الأمر هو أن الناس يجهلون الدائرة الكاملة التي يرسمها القرآن .. قدراً مقدوراً.
> ومن الدائرة هذه أن بني إسرائيل يجلسون على شواطئ الخرطوم وشواطئ المغرب العربي.. وشواطئ الفرات ودجلة
> ثم بعدها يجلس المسلمون على شواطئ العالم كله.
> وإن الإسلام منذ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وحتى سقوط القدس هو الرسالة الأولى.
> وأن رأس المثلث.. الانحطاط القاتل للمسلمين.. والارتفاع الكامل لإسرائيل يمتد الآن.
> وأبو القاسم يسمي العودة ـ عودة الإسلام ــ «العالمية الإسلامية الثانية» ـ و«العالمية الإسلامية الثانية».. وهي عنوان كتابه.
«3»
> وكأنه يقطع الطريق على اتهامك لعقله.. الأستاذ أبو القاسم يرسل في كتابه «ثمانمائة صفحة» سيلاً ضخمًا من التفسير الحديث
> التفسير الذي يبلغ درجة تجعل الاعتراض عليه شيئاً يجعل المعترضين «يتمتمون» في حيرة.
> ليس في حديثه عن التفسير فقط.. بل في حديثه عن أين وكيف تكسر الحركات الإسلامية الآن.. عنقها.
> والرجل يقول إن الله سبحانه يحفظ بني إسرائيل رغم كل ما كان يمكن أن يبيدهم.. ويحفظ المسلمين رغم كل ما كان يمكن أن يبيدهم لأن الله يقود المواجهة الأخيرة.
> وأبو القاسم يقول إن الحركات الإسلامية كانت المؤهلة للحفاظ على «بيضة» الإسلام.
> لكن الحركات هذه تسقط الآن بين «معركة ما تريده» وبين «كيف تفعل حتى تنجح».
«4»
> والمعرفة.. وعقل أبي القاسم وعقلك أشياء يحدثك عنها الكتاب الممتع.. ويحدثك عن «غفلتك»
> والآية «قال يا أيها الناس علمنا منطق الطير.. وأوتينا من كل شيء»
> تعقبها آية يقول فيها عصفور صغير لسليمان «أحطت بما لم تحط به علمًا»
> والثانية تعيد عيونك إلى كلمة «من» في الآية الأولى.
> وأبو القاسم الذي يفجر كل «شيء» يجعل ذاكرتك تستعيد كيف بدأ «البنا» دعوته بتفجير.
> حسن البنا أول دعوته يتجه بها هناك.. إلى مقهى في القاهرة القديمة.. والدخان والشيشة وقرقعة الدومينو ورائحة الشاي والراديو يضج بصوت إسمهان وغليان حديث الرواد.. و..
> البنا يمسك «بزهرية» هناك من الزجاج .. ويجلد بها البلاط لتنفجر مثل قنبلة.. وكل شيء يتوقف ويلتفت إليه.
>البنا يقول
: هذه زهرية تنفجر .. كيف لو كان هذا هو انفجار الساعة
> ويشرع في الحديث
> «لغة» الزمان كل زمان.. هي التي ينطلق منها أبو القاسم في تفسيره للقرآن.. ليحدث عما يجري الآن.
> وأبو القاسم يقول إن معاني المفردات «قال.. جلس.. كتاب .. نجم» هي مفردات تكتسب معانيها من حياتنا.. عالمها هو هذا.
> بينما المفردات هذه في القرآن تكتسب معانيها من عالمها العلوي.. وفي كتابه يعلن أنه يتفرغ لقاموس يحمل معاني المفردات في القرآن
> ولا نحسب أن الزمان أمهله.
«5»
> ليس الزمان وحده هو ما يجعل الحركة الإسلامية تتخبط الآن
> والعقل يستدعي مشهداً في قاعة الشهيد الزبير.
> وصباح انفصال الإسلاميين «وطني وشعبي» المرحوم يسن عمر الإمام جالس هناك يهدر وعلى يساره ود المكي ورأسه بين يديه.. وحمدي يبكي في خفوت.. وعن يمينه نحن
> ويسين يقول بعنف إنه سوف يقيم حركة إسلامية جديدة
> وأحدهم يهمس..
>: تنافسوها كما تنافسوها.. فتهلككم كما أهلكتهم.
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة