إن الروابط بين مصر والسودان قوية ومتينة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، لذا لا نتوقع أن تتقطع أواصرها بأي سبب من الأسباب بل تقوى كلما مر عليها الزمان وتنداح العلاقات الطيبة لتشمل دول الخليج العربي وتضافر الجهود لتخليص ليبيا من الورطة التي دخلت فيها بإيقاف الامتثال بين أبناء الوطن الواحد وتكفي زيارة التني الرئيس الليبي للسودان بدعوة كريمة من أخيه المشير البشير رئيس جمهورية السودان التي أزالت كل الشكوك بدعم السودان للمعارضين الليبيين. وأكدت سعيه لإيقاف خراب ليبيا وحقن دماء أبنائها بالتفاوض والوصول لوفاق يرضي الطرفين.
إن البرق القبلي الذي لا يخيب هطول غيثه قد بدأ يشع نوره في السودان، وذلك بتوقع ولوج المستثمرين المصريين في السودان بثقلهم المادي وخبراتهم للضمانات المؤكدة التي أعلنها المشير البشير وأمن على تنفيذها د. مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار في لقائه مع المستثمرين المصريين إبان الزيارة في قصر الاتحادية، وهذه بشريات طيبة لكل الدول العربية بتأمين الغذاء لشعوبها من أرض السودان البكر والحبلى بالخبرات، ونتوقع أن يفيق السودان وينهض من كبوته وينطلق كالمارد في القارة السمراء محققاً القيادة والريادة والتميز وحينها ستكون يده العليا بالرغم من أنه لم يبسط يده مطلقاً لتكون السفلى رغم الضائقة المالية التي مرت به وتجاوزها بكل ثبات وحنكة بفضل الله أولاً وحكومته.
ثانياً لقد ظل يدعو إخوانه في الدول العربية وميسوري الحال فيها لاستثمار أموالهم في السودان ولهم نصيبهم وله نصيبه من العملية الاستثمارية بدلاً من إيداعها في بنوك الدول الأوروبية وأمريكا للاستفادة من ريعها أن زيارة المشير البشير رئيس الجمهورية إلى جمهورية مصر العربية قد عدلت الدرب للبلدين وفتحت دماء صافية ونقية في شرايينهما.
وعاش السودان ومصر في صفاء ووئام
عميد ركن (م) حسن أحمد حسن
صحيفة اليوم التالي