* في أخبار الأمس (الترابي يتوسط بين سلفاكير ومجموعته)، وهنالك عدة أمثال سودانية تصلح لمعالجة مفارقة هذا المشهد: (الغلبتو حزمتو يكسرها يزيدها) أو (باب النجار مخلع).. ألا يدرك شيخ حسن أن بعض الرحمة التي هبت رياحها على العلاقات بين الدولتين السودانيتين هي من بركات خلافات الإخوة الجنوبيين (لا ترحموا ولا تتركوا رحمة ربنا تنزل).
* 160 ألف طن سكر في طريقها إلى ميناء بورتسودان، ونحن الذين نمتلك أعظم مصانع السكر في العالم (سبع صنائع والحظ ضائع).. يفترض أننا نمتلك رؤية تؤسس إلى التوسع في صناعة السكر مع التقليل في استخدامه واستنزافه.
* لإخوتنا المصريين دعوة لتخفيض (قطعة خبز) في كل وجبة، فالشعب المصري الذي يذهب تعداده إلى تسعين مليون نسمة إذا ما التزم بهذه الدعوة فربما ينجح في توفير أكثر من خمسين مليون قطعة خبز في الوجبة الواحدة. والشيء بالشيء يذكر، لماذا ـ والحال هذه ـ لا تنهض دعوة في (بلاد النيل والصحراء والسكر) ترسخ لتخفيض معلقة سكر واحدة عند كل استنزاف كوب شاي وفنجان قهوة؟، وستكون النتيجة مذهلة إذا التزمنا بهذا الأمر.
* هناك دعوة لتعزيز الأمن على الحدود بين إقليم دارفور المضطرب والجارة أفريقيا الوسطى التي تعيش حالات اضطراب مزعجة هذه الأيام، وهي حكاية مأساوية تصلح لها تراجيديا (عايرة وادوها سوط) هنالك مؤامرة كبرى لتفجير الأوضاع في هذا الإقليم الأفريقي الأسمر.. وباريس عاصمة العطور هذه المرة هي السبب.. أين احمد مطر ليجدد ذلك الحزن الدفين في قصيدته (الحسن أسفر بالحجاب)
واها.. أرائحة الزهور تغير عاصمة العطور
أيضيق دوح بالطيور؟
*ما كفاها أحمد كوكب الحلفاية
جات كايسه الجيلي عرقانه ورجوله حفاية
فبعد رحيل د. نافع عن مطبخ قرارات المؤتمر الوطني أتوقع رحيل العديد من القيادات التي كانت تستمد حضورها من بقاء رجل (تميد النافعاب)، فعلى الأقل أستطيع أن أكتب عن (بداية نهاية عهد الفريق الهادي عبد الله بدامر المجذوب).. وربما نحتفل قريباً في عاصمة الولاية بتكريم سعادة الوالي ابن الموسياب.. فنحن الآن كما لو أننا تحت رحمة (رياح الخماسين) التي يتساقط أمامها (الشجر الكبار) غير اأني أرجو عند اختيار البديل أن نستلهم أدب النجار ..(قيل إن النجار يقيس سبع مرات قبل أن يقطع)!.. فلقد تضررنا كثيراً من (القطع الجائر) دعوا الأشجار والولاية تنمو!
* رحلت أخيراً ابنة عمتنا (فاطمة أبوزيد الخبير) بعد رحلة علاج طويلة بين رويال كير وابن سينا وشرق النيل، وعند كل عملية تزهق فيها الملايين من الجنيهات يخرج علينا الطبيب بأن (العملية ناجحة) ولكن المريضة فارقت الحياة، والحال هذه، ألا تحتاج هذه المهنة إلى إعادة تنشيط (الشرف الأخلاقي) على ألا نزهق ملايين المرضى الفقراء اذا كانت حالة المريض قد تأخرت.. فلقد كثرت الشكية هذه الأيام من ثقافة (نجحت العملية.. والمريض مات).. لا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم أنزلها وموتى المسلمين منازل الصالحين والأخيار الأنقياء يا رب العالمين.
* أبرز التغييرات التي حدثت في حكومة ولاية الخرطوم هي التخلص من الكادرين التاريخيين المعتصم عبد الرحيم والمهندس السعيد عثمان محجوب، فلقد ظل الرجلان الكادران يتقلبان في المنابر منذ بداية عهد الإسلاميين وأبليا بلاءا حسناً وآن لهما أن يترجلا في هذه المحطة الفارقة في زمرة الوزراء الاتحاديين وغير ذلك في حكومة الولاية، لا جديد سوى عودة المهندس أبوعبيدة دج لوزارة الشئون الهندسية، فلقد شغل وظيفة (معالجة السكن العشوائي) قبل أن يذهب في رحلة توظيفية مرهقة في الشرق السوداني الكبير.
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي