د. ناهد قرناص: بعد سماعي لرقم (العداد) لماذا اتجه أغلب الشباب الى امتهان الغناء وحق علينا مقولة (بلد المليون فنان)

يمر هاتفي هذه الايام بحالة اشتباك مع رقم هاتف شخصية فنية معروفة ومشهورة في عالم غناء البنات ..لا يسألني احد كيف تم ذلك الامر من الاشتباك فليس عندي تفسير غير انني احيانا اتعرض لحالة من سوء الحظ و(الكج) كالأيام التي فقدت فيها بطاقة الصراف عندما ابتلعها الجهاز الميمون . الايام الثلاثة الفائتة عشت اوقاتا من الضغط النفسي و(الخلعة ) أذ ان اغلب التلفونات الخاصة بهذه الشخصية المشهورة تأتيني بالليل وبعد ان اخلد الى النوم فتجعلني اضرب اخماسا في أسداس واتردد كثيرا في فتح الهاتف ..فهواتف الليل او الصباح الباكر لا تعني الا خبر الموت. بدأت القصة قبل ثلاثة ايام عندما رن جرس هاتفي طويلا عند الثانية عشر والنصف ليلا ..بعد طول تردد اجبت لرقم لا أعرفه ..فأتاني صوت نسائي بالجهة الاخرى ( يعني ما بالغتي يا ستو ..وين انتي ؟ العروس دي ما جاهزة من قبيل منتظراك للجرتق)…حاولت بقدر الامكان استيعاب الأمر فلم أستطع ..قلت لها (معليش انت عايزة منو؟)..فقالت دا ما تلفون (…..) ..وذكرت أسم فنانة مشهورة في عالم الغناء النسوي …فأجبت قائلة (يا ريت والله ..لكن البتتكلم معاك دي ما هي )..اعتذرت وانسحبت وتركتني أفكر في ما هو الرابط العجيب الذي يجمعني مع هذه الفنانة المشهورة ؟؟..عندما صحوت في اليوم التالي كنت قد نسيت الموضوع وأخذتني دوامة العمل واذا بهاتفي يرن في منتصف النهار ..أرد فياتيني صوت أنثوي يقول ( نزلت ليك في حسابك (….) مليون ..زي ما اتفقنا دا النص ..والنص التاني بعد رقيص العروس )..في هذه المرة كان ذهني حاضرا وتذكرت هاتف منتصف الليل فورا …ولكن سعدية النكدية وجدت فرصة ..فقد هالني نصف المبلغ الذي يساوي مرتب ثلاثة أشهر مجتمعة بالنسبة لي …تحسرت على نفسي قائلة انا من ضيع في الأوهام عمره ..قلت للمراة (النمرة غلط يا اخت انا ما فلانة الفلانية)..اعتذرت هي الأخرى وهذه المرة دعتني الى حضور زفاف ابنتها ورقيص العروس . صحي قالوا الدنيا يا كفر يا وتر …مما يعني انني والكثيرون مثلي خارج التغطية تماما. الشئ المهم انني عرفت وبعد سماعي لرقم (العداد) لماذا اتجه أغلب الشباب الى امتهان الغناء وحق علينا مقولة (بلد المليون فنان). أغلب البرامج التنافسية في اعلامنا هي برامج غنائية ..يأتون بشباب في مقتبل العمر ..يظهر احدهم او احداهن في التلفزيون لمرة او اثنين ..ثم في ذلك البرنامج الرمضاني ..وهايل هايل ..ووووهوبا يصبح فنان الجماهير ولا عزاء لي أو لغيري ممن لا يمتلكون موهبة الصوت الجميل ولكن لمبة عبقرينو حق لها ان تتساءل (لماذا لا يوجد برامج تنافسية في بقية الاشياء …كالعلوم والابتكارات ..كالرياضيات والهندسة )…سؤال برئ والله واما الكفر فما شاء الله عليه ..عينا بااااردة ..فالعداد بالمليارات ( اللهم لا حسد ) وكذلك تتوقف الحياة وتنتهي كل الهموم وتحبس أنفاس الجميع في انتظار توقيع (فلان ) للنادي العلاني ومن ثم تضج الصحف وتتصدر الاخبار صورة اللاعب الاسطورة فلان يوقع للنادي الفلتكاني ..ويظهر احد أصحاب العمم الكبيرة مزهوا بهذا الانجاز الكبير ويمتلئ الاسفير بسعادة البعض و(مغسة) الاخرين ..ومن ثم تنتهي الضجة ولا نسمع باسم هذا اللاعب او غيره الا عند تلك اللقاءات الخجولة التي تتم بعد كل هزيمة ثلاثية نتلقاها ليبرر بقوله (ان المباراة كانت للاحتكاك واكتساب الخبرة ) وعلى ما نذكر من دروس الفيزياء قديما ان الاحتكاك المستمر يولد الحرارة وربما يشعل النار ..لكن يبدو ان احتكاك عالم الكرة غير .فهو لايزيدهم الا برودا في برود وتقبلا للهزائم بصدر رحب يحسدون عليه. صباح اليوم رن الهاتف (اسمعي انت حتتحركي متين للصبحية؟ الساعة عشرة مثلا؟ عشان البنات الشيالات ديل يكونوا جاهزين )..هنا كان الكيل قد طفح ..يعني يا (ستو ) انت القروش تنزل في حسابك وانا علي تلقي المكالمات؟؟؟ .قلت للمتحدثة ( انا ما ستو ياخ ..اريت التمساح كان كتلني كسر رقبتي )… خرجت وكل عفاريت الدنيا (تتنطط في وشي ) ..ولكن مسجل ادم اعاد لي الابتسامة بتواطئه مع الموقف ككل ..فقد كان يغني وكأنه يغني لستو تلك (القسم المنام لي عيونك ..ليه ما خلى لي نصيب ) …وووصباحكم خير

د. ناهد قرناص

Exit mobile version