استبشر الشعب السوداني بتغيير الوزراء وزاد استبشاره باقتراب تغيير الولاة وستكتمل فرحته إذا غيروا له النواب فمنذ أن نالوا الثقة والبقي بقي ما جاءوا ليقولوا شكرا ولا ليوفروا سكرا والدرب بس مرات بجيب نايبنا وهو ما قاصد يجينا وهو ما مجبور علينا.. لم تخرج من ذلك المجلس الكائن على النيل لمحة أو ومضة أو التفاتة.. اختار نوابه القشور من القضايا وحكّوها لامن جابت الدم، فمنهم من تحدث عن حجاب وزيرة وقد عمي عن سقوط النصف التحتاني من ثياب معظم الشعب.. وأجازوا بالأغلبية قرضا ربويا فلكأنه برلمان أوروبا.. والحكمة لو سمعت للصفقة تحت القبة إذا لقلت إن تحتها فكي حتى أجازت الحكومة من دونهم رفع الدعم فما قالوا لها تلت التلاتة كم.
………………………………………….
يا الله والي
لي صديق يظن أنه أفضل من يشغل منصبا في هذه البلاد لذلك رأيته متوترا قبل التعديل الوزاري السابق ظانا في نفسه أن اسمه سيكون من ضمن المعلنين كوزراء.. فلما رأيت إحباطه بعد أن جاء نابه على شونة قلت له إن هناك تغييرا في الولاة قادم فعسى أن تكون من ضمنهم فأخذ يستعرض معي الولايات.. يبعد هذه ويقرب تلك وتحوطا للمفاجآت قلت له إنك وإن خرجت من الولاة فإن الولاة يعنون معتمدين والمعتمدين يعينون مديرين والمديرون يعينون مساعدين فلم أزل به حتى انفرجت أساريره ولما قلت له لكن أول الشروط وأهمها أن تكون مؤتمر وطني فقال لي وفي صوته تهدج: ها زول كيف ما أكون مؤتمر وطني وأنا ساكن الشجرة ذاتها؟
……………………………….
بتاع ميتة
ويقولون لمن لا يكد أو يجتهد في أمر إنه بتاع ميتة… فكيف إن أخبرتكم أن بتاع الميتة الذي نحن بصدده الآن جزار؟.. أي والله، تم القبض على جزار في سوق أبو زيد في الخرطوم هذه ببيع لحوم لبهائم نافقة.. وأنا أقول في بالي شنو ميتة الحيل اللامة فينا دي؟
………………………….
السلطة راقدة
والشتاء دوما شهور خير ووفرة فلا تجدن سودانيين هذه الأيام إلا والسلطة تشاركهم ويشاركونها في جلسات الاستمتاع.. الطماطم بالصفيحة والعجور بالشوال والبصل بالربطة… ناس فرحانة لتوفر السلطة وناس فرحانة لتوفر السلطة وإن أردت التشكيل أعطوك جزرا وبنجرا وفجلا.. وخس..
وبس!
هتش – صحيفة اليوم التالي