الآن الرياضة أصبحت احترافاً وأكل عيش، فكل من دخل مجال كرة القدم انقطع تماماً لها، لذلك لا بد أن ينال نصيبه المادي منها ومن حقه أن يلعب لمن يدفع أكثر، وأصبح الولاء ليس للشعار ولا للنادي وإنما لمن يدفع أكثر.. وليس عيباً أن ينتقل لاعب الهلال “بكري المدينة” من الهلال إلى المريخ مقابل مبلغ مادي يؤمن له العيش الكريم، لأن كرة القدم ليست مضمونة، فإذا أصيب أو انكسرت رجله أو أي جزء من جسمه لن يستطيع ممارسة كرة القدم بالمستوى المطلوب، والفرص لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر وما على الإنسان إلا أن يغتنمها.. ولا أدري لم هذه الضجة بسبب انتقال اللاعب “بكري المدينة” إلى المريخ وقد سبقه من قبل “هيثم مصطفى” ومن قبله “الدحيش” وغيرهم من اللاعبين، فولاء اللاعب لناديه يأتي من احترام النادي للاعبيه، فكل لاعب انتقل من نادٍ إلى النادي الآخر تكون هناك أسباب موضوعية لهذا الانتقال، وإذا بحثنا في ملف اللاعب “بكري المدينة” نجد أن المال ليس كل شيء، وربما إدارة النادي هي السبب الأساسي في مغادرة اللاعب ناديه، كما حدث مع لاعب الهلال الأسطورة “الدحيش”، فقد وجد هذا اللاعب وكان في قمة عطائه عدم احترام من رئيس النادي، بل كان هناك ترصد متعمد لشطبه، فما كان منه إلا أن انتقل إلى الفريق الخصم، بمعنى أن الغبن هو الذي يدفع اللاعب لاتخاذ مثل تلك القرارات، وأذكر أيضاً أن لاعب الهلال السابق “رشيد المهدية” وجد نفس الذي وجده “الدحيش” من رئيس النادي السابق، وعندما علم أن مؤامرة تحاك في الظلام لشطبه تقدم بطلب لرئيس النادي للاعتزال.. وكم من لاعب لاقى نفس المصير بسبب قرارات وتسلط رؤساء الأندية على اللاعبين.
كرة القدم في السودان تخضع الآن لمن يملك المال، وكل من ملك مالاً أصبح هو رئيس نادٍ حتى ولو لم (يشوت) الكرة في حياته.
الوفاء في الأندية الرياضية قليل، واللاعب الذي تطرب له الجماهير عشرات السنين ويظل يقدم أفضل ما عنده تجده بجرة قلم وبين ليلة وضحاها خارج كشوفات النادي.
الآن نسمع عن شطب ثلاثة من لاعبي الهلال “عمر بخيت” صمام أمان دفاع الهلال و”معتز الطاهر” الغزال الأسمر و”المعز محجوب” حارس العرين لعشرات السنين، وبجرة قلم وجدوا أنفسهم خارج كشوفات النادي وتسلموا خطابات شكر على ما قدموه خلال الفترة الماضية.. هل هذا جزاء أولئك اللاعبين؟ صحيح سنّة الحياة التبديل، لكن بكل احترام دون جرح للمشاعر.. هذه الخطابات يمكن أن تدفع بهم ليلعبوا في إسرائيل، فهذا جرح لكرامتهم.. فاحترموا المشاعر قبل أن تنالوا غضبة الجماهير وتقذفكم بالحجارة لقراراتكم الطائشة والمتعجلة.
المجهر السياسي
خ.ي