اسعدتني جداً الدعوة التي أطلقها البروفيسور إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية لكل القوى والأحزاب السياسية للحوار «في الهواء الطلق وليس الغرف المغلقة» مشدداً أن الحوار هو الطريق الأسلم لحل مشاكل الوطني.. ولفتت نظري أيضاً إشادته بالسيد الصادق المهدي في تصريحاته للإذاعة السودانية أول أمس حيث وصفه بأنه رجل يتسم بالعقلانية ووطنيته لا تحتاج إلى تقييم من أحد، وذكاؤه وقدرته غير مشكوك فيها، كما وصف مساعد رئيس الجمهورية الدكتور حسن الترابي بأنه رجل له اسهاماته الفكرية ومكانته السياسية!! وفي ذات الصباح الذي اطلعت فيه على هذه التصريحات قرأت تصريحاً للسيد علي السيد القيادي المعروف بالحزب الاتحادي الديمقراطي، بأنه لا مانع لديه من «الاستوزار» حال أوكل إليه حزبه مقعداً وزارياً، لكن الأهم في ما قاله إنه تربطه علاقة جيدة بالدكتور نافع علي نافع.. ومثل هذه التصريحات التي توضح مقدار العلاقات الطيبة التي تربط ما بين الرموز السياسية بشكل شخصي، نجد لها ما هو سابق ومؤكد سيكون لها ما هو لاحق في خصوصية سودانية متفردة، تجعل خيار ممارسة سياسية سودانية بتجربة خاصة جداً هي الخيار الأوحد للطريقة التي يمكن أن نحكم بها بلادنا!! وبالتالي يقع على السادة السياسيين الاكارم الذين يلتقون في الأفراح أو الأكراه يتبادلون المجاملات والابتسامات يقع عليهم عبء أن ينزلوا ما هو شخصي بينهم، ليكون أرضية مشتركة يحلون من خلالها قضايا الوطن والمواطن، لذلك وفي ظل هذا الواقع الاجتماعي السوداني مائة بالمائة اتوقع أن تجد دعوة بروفيسور غندور للحوار في الهواء الطلق مكانها من القبول والوجود، لأنه لا يمنع أن تنزل هذه القيادات جسور التواصل إلى قواعدها، فتردم الهوة التي خلقت بسبب الخطب الحماسية والتسخين الذي تشهده اجتماعات الغرفة المغلقة لزوم «الشو» الحزبي، والمواقف التي يضعها البعض كرصيد في حال احتاج له ليثبت أنه كان معارضاً شرساً ورافضاً للنظام الحاكم!! اعتقد أن الدرس الوحيد الذي يجب أن يخرج به الساسة والمفكرون من تجارب الربيع العربي السابقة، أننا نحتاج بالفعل لربيع سوداني بمواصفات تشبه تفاصيل مكنونات الشخصية السودانية بإرثها ومخزونها الثقافي، وحتى مقدرتها في تحمل الأزمات الاقتصادية والسياسية!! فهل سيتحول هذا الرضاء والوفاق الشخصي إلى رضاء وقبول سياسي عام يروق مزاج القواعد المتعكر!!
٭ كلمة عزيزةالصدفة وحدها أوجدتني في مكتب أحد الأطباء الكبار والرجل مدير لمستشفى كبير، ولحظتها دخل عليه حوالي خمسة عشر طالباً وطالبة في نهائي كلية الطب يتبعون لاحدى الكليات الطبية الخاصة… وما عارفه لسوء حظهم أم أنه لحسن حظي أن سأل الجراح الكبير أحد الطلاب سؤالاً طبياً أول ما لفت نظري- قبل أن يجيب عليه الطالب- أن لغته الانجليزية لاحقة امات طه وهو يحاول أن يبرر للجراح لماذا هو غير مرتدي «اللاب كوت» الذي وبعد أن ارتداه لم يقدر أن يفسر لماذا هو متسخ ولا يليق بطبيب المستقبل القادم، ولأن الطالب لم يجاوب على السؤال الطبي المطروح، وجهه «المستر» لبقية الطلاب فنزل على رؤوسهم الطير إلا واحدة فقط أجابت بطريقة لا تخلو من التردد وعدم التأكد، وعندها لم يجد الطبيب إلا أن يرفع يديه ويقول ليهم الله يرحم الطب، والغريبة إن الطالب صاحب اللاب كوت المكرفس رفع يده مشاركة الفاتحة وعندها قلت في سري كان ده حال الطب مستقبلاً اخير تخلو لينا الأعشاب الكان مرضتنا ما بتكتلنا!!
٭ كلمة أعزبصراحة كدا أجد نفسي محتارة في دعوة يطلقها حزب البعث بلسان الأستاذ محمد ضياء الدين الناطق الرسمي للحزب بالاصطفاف مع المعارضة لإسقاط النظام، فعن أي معارضة يتحدث؟ وما هو حجم وجودها في الشارع السوداني، بل السؤال الأهم كم هي عضوية حزب البعث التي يمكن أن تشكل أية ورقة ضغط أو تأثير لإسقاط النظام؟!!
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]