التعاون العسكري السـوداني القطـري.. تحالف استراتيجي

[JUSTIFY]استقبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وزير الدفاع الوطني الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين، والوفد المرافق، أمس الاحد، خلال زيارته الى الدوحة التى أسفرت عنها توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري بين البلدين، وبحسب وكالة الأنباء القطرية إنه تم خلال المقابلة التي جرت في مكتب أمير قطر بالديوان الأميري، استعراض العلاقات القائمة بين البلدين، وسبل تنميتها وتطويرها، إضافة الى استعراض تطورات الأوضاع بالمنطقة، كما اجتمع وزير الدفاع القطري اللواء الركن حمد بن علي العطية، مع الوزير عبدالرحيم حيث بحثا أوجه التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها، خاصة في المجالات العسكرية.

وعقب المحادثات، وقع وزيرا الدفاع بالبلدين مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون العسكري بينهما في شتى المجالات، حيث حضر الاجتماع ومراسم التوقيع على مذكرة التفاهم، رئيس أركان القوات المسلحة القطرية اللواء الركن طيار غانم بن شاهين الغانم، وسفير السودان لدى دولة قطر ياسر خضر خلف الله، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة، وأعضاء وفد السودان، من جانبه أشاد الفريق اول ركن عبدالرحيم محمد حسين بالعلاقات القائمة بين السودان ودولة قطر، مؤكداً أنها تشهد مزيداً من التطور بفضل توجيهات قيادة البلدين، والرغبة المشتركة للارتقاء بها نحو آفاق أرحب بما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، كما أكد وزير الدفاع أن التوقيع على مذكرة التفاهم بين السودان وقطر يمثل خطوة كبيرة على طريق تعزيز العلاقات القائمة بين الخرطوم والدوحة، وبالأخص بين القوات المسلحة في البلدين، وقال إن التوقيع يأتي في سياق العلاقات الأخوية الممتدة بين البلدين، منوهاً في نفس الوقت بموقف دولة قطر الداعم لقضايا السودان، وأضاف أن الكل يعلم دور قطر ومبادراتها الإيجابية والناجحة بالنسبة للسلام في دارفور، وإسهاماتها المقدرة والفاعلة في السودان وتنميته، كما شدد الوزير على أن الشعب السوداني يكن لدولة قطر قيادة وحكومة وشعباً، تقديراً كبيراً واحتراماً لمواقفها الداعمة والمؤيدة دائماً للسودان ولشعبه.

بهذا يمثل الاتفاق العسكري بين السودان و قطر تطوراً نوعياً في مجال العلاقات المشتركة بين البلدين، كما ان واقع الحال والظروف التى تواجهها الدولتان تحتم هذا التحالف الاستراتيجي الجديد، لكن رغم ان مذكرة التعاون لم تكشف تفاصيلها لكنها بالتأكيد ستنطلق بعلاقات البلدين الى رحاب واسعة، كما انها ستجد ردود افعال واسعة على النطاق الاقليمي والعربي ما يحتم تفعيلها على وجه السرعة، لأنها تمثل تجمع دولتين عربيتين تسعيان للحافظ على وحدة الأمة العربية والاسلامية في مواجهة التحديات التي تتمثل في تقسيم الدول العربية إلى دويلات، هذا بجانب ان التحالف السوداني القطري يعني قوة ستتولى مواجهة التهديدات فى كلا الدولتين، خاصة أن اتفاقية الدفاع العربي المشترك باتت غير مفعلة على الإطلاق، التى كان مفادها أن أي اعتداء على أي دولة عربية يعد اعتداءً على كل الدول الأخرى.

كما ان المحور السوداني القطري الجديد يمكن أن يضم دولاً جديدة ستعيد التوازن الإستراتيجي في الشرق الأوسط في ظل المحاصرة التي يحاول أن يفرضها الغرب لتدمير القوة الشاملة لدول المنطقة، والرضوخ لمخطط تفتيت الدول الذى يمثل هدف مشروع الشرق الأوسط الكبير، كما ان ذات التحالف يعني ايضاً ان السودان يهمه أمن دول مجلس التعاون الخليجي كما انه سيكون قوة رادعة لكثير من القوى المضادة التي تستهدف دول الخليج، ومساندة ضد كل التهديدات، خاصة ان دول الخليج تعتمد على القوة العربية أكثر من الغرب.

تقرير:المثنى عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version