القاهرة: حددت محكمة الجنايات بالقاهرة جلسة 30 يونيو القادم للنطق بالحكم فى القضية المعروفة إعلاميا بقضية “سفاح المعادى”، والمتهم فيها محمد مصطفى محمود السيد “21 عاما- حلاق” بالتعدى وهتك عرض الفتيات باستخدام آلات حادة.
استمعت المحكمة إلى مرافعة النيابة العامة فى القضية التى طالبت فيها بمعاقبة المتهم بأشد العقوبات المنصوص عليها بمواد الاتهام الواردة بأمر الإحالة، جزاء وعقابا لأفعاله الآثمة. وقالت النيابة فى مرافعتها إن المتهم عمد إلى خرق كافة القوانين والقيم والمبادئ السماوية والوضعية، عبر انتهاكه لأعراض النساء وسلبهن شرفهن وأعراضهن فى الطرقات، معتبرة أن الجرائم التى ارتكبها المتهم أشد ضررا وفتكا بالمجتمع من جرائم السرقة والقتل، كونها روعت وأفزعت المجتمع بأكمله.
وأضافت النيابة أن القبض على المتهم بدأ بضلالة وهى ممارسته للعادة السرية وإدمانه على مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة اللواط، فكان يجوب الشوارع والطرقات مطلقا سهامه الآثمة نحو الفتيات البريئات، وهداه شيطانه إلى قطع ما يستر عورات المجنى عليهن وتحسس أجسادهن ومواضع العفة لديهن باستخدام آلات حادة ليشبع رغباته الشاذة. بحسب صحيفة “اليوم السابع” .
وأكدت النيابة أنها تحققت واطمأن ضميرها بارتكاب المتهم لأفعاله الآثمة، من ارتكاب جناية هتك العرض للفتيات بالطريق العام، وتعديه بالضرب وحيازة السلاح الأبيض، مشيرة إلى أن الأدلة بحق المتهم جاءت متساندة ومتوافقة فى مجملها من شهادة الشهود والتقارير الفنية وتعرف المجنى عليهن على المتهم خلال العرض القانونى، فضلا عن اعترافات المتهم نفسه أمام النيابة والقاضى الجزئى إبان تجديد حبسه فى مرحلة استكمال التحقيقات معه.
وأضافت أن تقرير مصلحة الطب الشرعى أكد على عدم تعرض المتهم لثمة إكراه أو أدنى إيذاء بدنى أو نفسى كى يدلى باعترافاته، فضلا عن إثبات استعماله لواطا كما أكد تقرير الطبيب النفسى سلامة قواه العقلية ومسئولياته عن أفعاله وإدراكه لما يقوم به تمام الإدراك.
من جانبه التمس الدفاع عن المتهم براءته مشيرا إلى أن أوراق الدعوى تحفل بالتناقضات والتضارب وأن كافة الأدلة التى ساقتها النيابة العامة بحق المتهم هى أدلة ظنية محاطة بالشك والريبة. ودافع الدفاع عن المتهم ببطلان إجراءات القبض عليه واحتجازه دون أدنى مبرر قانونى، ودون وجه حق كما دفع ببطلان التحريات التى تضمنها محضر ضبط المتهم لعدم جديتها وقيامها على مجرد تصورات شخصية دون أن يكون لها أساس من الواقع ولتضاربها الشديد مع تحريات أجريت سابقا من رجال المباحث على حد تعبيره.
كما دافع دفاع المتهم ببطلان الإقرارات المنسوبة له بمحضر جمع الاستدلالات المحرر بمعرفة العقيد محمود خلاف مفتش مباحث قسم شبرا، مشيرا إلى أن تلك الإقرارات صدرت نتيجة إكراه مادى ومعنوى بحق المتهم، ودافع أيضا ببطلان اعترافاته بالنيابة العامة وذلك لبطلان استجوابه ولوقوع المتهم تحت وطأة الإكراه المعنوى.
ودافع أيضا ببطلان أقوال المجنى عليهن فى القضية خلال عملية العرض التى أجرتها النيابة للمتهم، وانتفاء جناية هتك العرض بحق المتهم، وذلك لانتفاء ركنيها المادى والمعنوى، وانتفاء جنحة حيازة السلاح الأبيض لعدم إدراج الأدوات الموصوفة بالتحقيق ضمن الجداول التى جرمت السلاح الأبيض على وجه التحديد.
وأشار دفاع المتهم إلى أن أقوال المبلغ عبد الله عبد العزيز عطية “مخرج تلفزيونى” ساكن العقار الذى كان أول من شاهد المتهم وأمسك به خلت من واقعة ضبطه وهو يمارس العادة السرية معتبرا أن تلك الواقعة وما ترتب عليها من اعترافات هى مجرد أقوال مصطنعة تم إجبار موكله على الإدلاء بها.
كان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قد سبق له وأن وافق على قرار المستشار محمد غراب المحامي العام الأول لنيابات جنوب القاهرة الكلية بإحالة المتهم محمد مصطفى إلى المحاكمة الجنائية لإتهامه بهتك عرض العديد من السيدات والأطفال بالقوة وإحداث اصابات عمدية بهن، وحيازة سلاح أبيض بدون ترخيص .
وكانت سلطات الأمن قد تمكنت من إلقاء القبض على المتهم في العاشر من فبراير 2009 أثناء دخوله بطريقة مريبة لمسكن بشبرا بالقاهرة ، حيث إعترف فور القبض عليه بأنه سفاح المعادي الذي أرتكب سلسلة من جرائم الاعتداء على النساء خلال الفترة من ديسمبر 2006 وحتى وقت قريب ، بضربهن على مؤخرتهن باستخدام باستخدام آلة حادة ، محدثاً بهن إصابات متعددة وأنه قام بهذه الاعتداءات في مناطق “المعادى – البساتين – الزيتون – شبرا – الأزبكية – روض الفرج – الساحل”.
واعترف المتهم في تحقيقات النيابة بارتكابه للوقائع المنسوبة إليه وذلك في وجود محاميه وفي غير وجوده أيضاً، وبأنه لم يتعرض لأي إكراه لكي يدلي باعترفاته تلك، موضحاً أنه كان قد اعتاد مشاهدة الأفلام الإباحية وأنه أدمن ممارسة العادة السرية والشذوذ الجنسي منذ صغره سلباً وإيجاباً.
وأوضح المتهم أنه نظراً لعدم تمكنه إقامة علاقة سوية مع الجنس الأخر ، شرع في هتك عرض الإناث بالطريق العام في مناطق مختلفة وذلك بإمساك وملامسة عوراتهن بعد قطع الجزء الساتر لها من الثياب باستخدام آله حادة “مشرط – موس” وهو ما كان يترتب عليه إصابة ضحاياه بجروح .كما اعترف المتهم تفصيلياً بعد مواجهته بعدد من ضحايا من النساء في العرض القانوني الذي أجرته النيابة بارتكابه لتلك الجرائم .
وكشف تقريراً الطب الشرعي والنفسي الخاصان بالمتهم أن عموم جسده لم يتبين بها وقوع أية إصابات به تشير إلى حدوث إعتداء بالضرب عليه ، بينما تبين تكرار إستعماله لواطاً ، وأنه لا يعاني من أي مرض نفسي وأنه مسئول كلياً وجزئياً عن الوقائع محل الاتهام المسندة إليه ، حيث تبين عدم صحة ما دفع به محاميه من أنه غير مسئول عن أفعاله وبأنه مريض نفسي.
كما تعرفت العديد من ضحاياه والشهود والشاهدات على جرائمه خلال عرض قانوني قامت به النيابة ، إلى جانب أن إعترافاته بجرائمه جاءت متسقة مع أقوال الشهود ومع التقارير الفنية وتقارير الطب الشرعي.
محيط