توسعة المستوطنات تثير خلافا بين اسرائيل والولايات المتحدة

افرات (الضفة الغربية) (رويترز) – في حي يقع على سفح تل بمستوطنة افرات بالضفة الغربية يضع عمال الاساسات لتوسعة مبنى باتجاه ملعب قريب.

وتهدد أعمال البناء من هذا النوع التي تطلق عليها اسرائيل “نموا طبيعيا” لتلبية احتياجات أسر المستوطنين المتزايدة بتعكير صفو العلاقات مع الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية المقرر أن يوجه رئيسها باراك اوباما خطابا للعالم الاسلامي من مصر في الرابع من يونيو حزيران.

ويقول توم شميلتزر احد المستوطنين في افرات “أعتقد أن معظم الاسرائيليين يؤيدون أن يعيش الناس في هذه المناطق… تاريخيا هذه هي اسرائيل. انه عامل موحد وليس عاملا مثيرا للانقسام.”

غير أنه في واقع الامر يتأرجح الدعم في اسرائيل للمستوطنين بالضفة الغربية المحتلة التي يريدها الفلسطينيون لاقامة جزء من دولة تشمل ايضا قطاع غزة اعتمادا على المقصود بعبارة “هذه المناطق.”

ويعيش نحو نصف مليون يهودي في مستوطنات ومواقع أصغر تم بناؤها في الضفة الغربية وعلى أراضي القدس الشرقية العربية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967.

وتنادي خطة “خارطة الطريق” التي تم وضعها برعاية الولايات المتحدة عام 2003 وكان من المفترض أن تضع اسرائيل والفلسطينيين على مسار نحو السلام بوقف “الانشطة الاستيطانية” الاسرائيلية بما في ذلك النمو الطبيعي.

اوباما الذي ثار بينه وبين اسرائيل خلاف بشأن هذه القضية قال بعد اجراء محادثات في 18 مايو ايار مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انه “يجب وقف بناء المستوطنات حتى نمضى قدما” نحو السلام.

وكان نتنياهو قد قال ان النمو الطبيعي سيستمر واستبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يجتمع مع اوباما هذا الاسبوع استئناف محادثات السلام المتعثرة منذ فترة طويلة الى أن توقف اسرائيل جميع الانشطة الاستيطانية.

ويقول فلسطينيون ان المستوطنات التي اعتبرتها المحكمة الدولية غير قانونية يمكن أن تحرمهم من اقامة دولة قابلة للحياة ومتلاصقة على الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967.

ويعيش نصف مليون يهودي في اكثر من 100 مستوطنة بنتها اسرائيل منذ حرب عام 1967 واحتلال الضفة الغربية والقدس العربية الشرقية وهي أراض يعيش بها ما يقرب من ثلاثة ملايين فلسطيني.

وافرات جزء من جوش عتصيون التي هي واحدة من اكبر الكتل الاستيطانية اليهودية وتأمل اسرائيل الاحتفاظ بها في اي اتفاق للسلام مع الفلسطينيين.

ويقول خبراء ان نسبة الدعم للكتل الاستيطانية الكبرى التي يعيش بها معظم المستوطنين مرتفعة بين الاسرائيليين لكنها أقل كثيرا لعشرات المستوطنات والمواقع الاصغر حجما المتناثرة في الضفة الغربية.

هذه المواقع التي تكون عادة مجموعة من المنازل المتنقلة (كارافانات) أقيمت دون ترخيص من الحكومة ويعيش فيها عشرات الاشخاص ينظر اليهم كثير من الاسرائيليين على أنهم جزء من اقلية هامشية.

والتمييز في اسرائيل بين الكتل الاستيطانية والمواقع الاصغر قضية براجماتية سائدة مقابل ايديولوجية دينية وقومية تراهن على حق توراتي بالضفة الغربية.

وتقول حركة السلام الآن وهي جماعة اسرائيلية معارضة للمستوطنات على موقعها على الانترنت ان الكثير من المستوطنين في المستوطنات الكبرى جاءوا الى هناك بحثا عن نوعية حياة افضل ومنازل أرخص اكثر من كونهم جاءوا لاسباب ايديولوجية.

وتابعت الجماعة قائلة “وبالتالي فان معظم هؤلاء المستوطنين يأتون من التيار السائد الاسرائيلي ونتيجة لهذا يسهل على التيار السائد من الشعب الاسرائيلي والزعماء السياسيين فهمهم والتعاطف معهم اكثر من المستوطنين أصحاب الايديولوجية.”

ويقول افرايم يعار من جامعة تل ابيب الذي يجري دراسات مسحية شهرية عن المشاعر الاسرائيلية تجاه عملية السلام ان الدعم الشعبي لاخلاء المستوطنات “لحقت به أضرار بالغة” بعد أن سحبت اسرائيل قواتها وأجلت مستوطنيها من قطاع غزة عام 2005.

ومنذ ذلك الحين أطلق الفلسطينيون هناك الاف الصواريخ على اسرائيل التي ردت بفرض حصار وشن حملة عسكرية كبرى في الشتاء الماضي وقد حظيت الخطوتان بدعم كبير من الناخبين.

ويرى يعار أن هناك حاجة الى التفرقة بين نسبة 25 الى 30 في المئة من الاسرائيليين الذين يعارضون ايديولوجيا التنازل عن اي اراض بالضفة الغربية “والاغلبية التي تتبنى نهجا اكثر براجماتية.”

وقال يعار “نحو 60 في المئة من الاسرائيليين ان لم يكن اكثر سيرغبون في اطار اتفاق للسلام في اخلاء المستوطنات والمواقع المعزولة مع الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الاكبر.”

وفي خطوة من المرجح أن ترحب بها واشنطن تعهد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك باخلاء وتفكيك بعض المستوطنات الصغيرة التي تم بناؤها بدون تراخيص.

ولم يحدد جدولا زمنيا وقال انه سيتشاور اولا مع قيادات المستوطنين بشأن تجنب المواجهات العنيفة مما يبرز التحديات التي ستواجهها الحكومة الاسرائيلية في تنفيذ أي اخلاء للمستوطنات بموجب اتفاق مستقبلي للسلام.

وفي مقابلة أجريت هذا الاسبوع سلط باراك الضوء على فرق ربما لا يدركه معظم المجتمع الدولي.

وقال باراك “اذا سألت المواطنين (الاسرائيليين) من يؤيد وقف بناء المستوطنات حتى نمضي قدما في مفاوضات السلام والعلاقات مع الولايات المتحدة سيقول لك 85 في المئة بالطبع أوقفوا بناء المستوطنات.

“لكن حين تسأل من يعتقد أن أسرة اشترت منزلا في مستوطنة… توجد به حجرتان لطفلين والآن لديها ستة اطفال وتحتاج لبناء غرفة أخرى سيخبرك 95 في المئة أن ما من احد في العالم يعتقد حقا أن هذا سوف يؤدي الى نجاح او فشل اتفاق مع الفلسطينيين.”

Exit mobile version