هذا المقال يخص فقط من هم في سن العاشرة وما دونها.. يعني بالعربي الفصيح حلّ عن هذا العمود لأنه لا يخصك أنت.. نعم أنت بالذات.. ولكن لا مانع من أن تقص هذا المقال وتحتفظ به مع وصيتك أو ترِكتك لعيال العائلة المعنيين به، أي الذين مازالوا في العاشرة وما دونها.
عندي عروس أو بالأحرى عرائس وعرسان بالكوم لمن يفترض أنهم سيتزوجون بعد نحو 40 سنة، ورغم توافر أزواج من الجنسين في العرض الذي سأطرحه اليوم فإنني أعتقد أن الأمر يخص الرجال أكثر: يقول العالم والمخترع البريطاني ديفيد ليفي، الذي سبق له نيل العديد من الجوائز في مجال ما يسمى الإنسان الآلي (الروبوت) وتقنيات محاكاة الذكاء البشري إنه سيكون في مقدور الإنسان الزواج بروبوت، ومثل ذلك الروبوت – على ذمة الخواجة ليفي – سيكون قادرا على التفاعل والتواصل والونسة والمداعبة بل والعلاقات العاطفية الحميمة.. ويضيف أن أنثى الروبوت «ستكون جذابة جنسيا».. يعني تدخل دكانا يبيع مثل تلك الروبوتات وتجد أنثى روبوت (يستحسن ان تزور الدكان في وقت يكون فيه عدد الزبائن قليلا) وتغمز لها بعينك، فيشع فمها الفولاذي بابتسامة وهاجة فتقترب منها وتهمس: يا سلام على وصلات الألمنيوم على رقبتك.. الله على سيقانك الستينلس ستيل.. فتخفض الآنسة روبوتة رأسها تدللا فتقترب أكثر وتضع يدك على كتفها وفجأة تجد نفسك قد سقطت على بعد ثلاثة أمتار منها.. ويأتيك أحد العاملين في المتجر ويصيح فيك: أهبل أنت أم انتحاري؟ دي عينة مش للبيع.. وشغالة بوصلة كهرباء.. وأي محاولة هبش أو خمش أو كمش ستنال صعقة كهربائية ويمكن تروح فيها.. ولكن ولا يهمك، فالروبوتوتة الحتوتة تتميز عن بنات حواء بأنها لا تغار.. يعني «تأكل» الصدمة الكهربائية وتغازل روبوتة أخرى وضميرك مستريح، ستقول بعض النساء الحاقدات ان الروبوت باهظ السعر، وهذا صحيح، فالسعر سيكون في حدود 100 ألف دولار لـ«الحبة» الواحدة، ولكن لا تنسوا انك تصرف على العروس الروبوت مرة واحدة و….. بس، يعني بعد أن تشتريها، لا توجد نفقات أخرى، فلا هي بحاجة الى أساور ذهبية أو زيارة طبيب.. وأهم شيء أنها لن تذهب الى السوق أبداً، لا لشراء ملابس أو بطيخ، ولن تقول في الساعة 11 ليلا: نفسي في شاورما!! ولن تكون عندك حماة وأنساب وأصهار يصهرون جلدك ولحمك بتعليقاتهم السخيفة عن كيف أن بنتهم بنت عز ومش وش بهدلة.
وأستدرك وأقول إن الدفعات الأولى من الروبوتات العرائس ستكون غالبا زوجات «جديدات» عند طرحهن في الأسواق عام 2050 يعني لو القارئ في العشرين حاليا فقد تكون الروبوتة في غالب الأحوال زوجته الثانية أو الثالثة، ولكن «المفضلة»، لأنها الوحيدة التي لن تنقنق.. بس سؤال يا خواجة ليفي: افترض أن شخصا ما تزوج روبوتة وتعرضت لعطل ما فهل ستفككون زوجته في الورشة أمام أعين الكل أم ستفعلون ذلك في الستر على يد أخصائي؟ ثم هب أن زوجة آدمية اكتشفت زوجها الآدمي متزوج عرفيا بروبوتة هل يحق لها طلب الطلاق او الخلع؟ (من مزايا الروبوتة أنك لو طلقتها فلست مطالبا بمؤجل صداق او نفقة).. ولأمثال ليفي هذا قال الشاعر شوقي: وأفٍ على العلم الذي تدعونه / إذا كان في علم النفوس رداها.. وهل هناك ردى او «تردي» أكثر من تسخير العلم لإحداث معاشرة بين البشر والآلات الصماء؟
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]