* كان خطاب سوزان رايس الذي القته في احتفالية اعلان دولة الجنوب في جوبا قد باركت فيه قيام الدولة الجديدة .. بل زادت عليه بعبارة ( نهنئكم بتحقيق الاستقلال ) وذلك لتاكيد المقولة المزورة بان الشمال كان يستعمر جنوب السودان برغم ان التاريخ يقول بان السودان كله من نمولي الي وادي حلفا قد نال استقلاله من الاستعمار البريطاني في يناير 1956م .
* وكما يعلم الكل ان اقصي اهداف قيادات الجنوب في ذلك الزمان في حروبهم الاهلية الممتدة منذ العام 1955م كان هو الحكم الفيدرالي الذاتي وليس الانفصال مطلقا.
* والان وبعد ان شاهدت الادارة الامريكية ومراكز صنع القرار فيها .. ومعها حكومات معظم دول الاتحاد الاوربي هذا الانهيار الكامل لدولة الجنوب بسبب صراع قبيلتي الدينكا والنوير الدامي فان الدهشة والاحباط قد اصابت متخذي القرار بالدول الكبري في مقتل وقد تملكتهم الحسرة .. ويتساءلون عن ماذا سيفعلون .
* ومن هذه التجربة الدامية والمريرة التي احدثت تعطيلا تاما في مواصلة ضخ النفط في حقول بانتيو وماسببه من شلل تام في الاقتصاد بدولة جنوب السودان وقد اثر عدم الضخ ايضا علي اقتصاد جمهورية السودان .. اي الشمال. فان تبني الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي لتنفيذ خيار الخطط القديمة لتقسيم السودان الشمالي الي دويلات علي غرار الجنوب قد تضاءلت فرص تنفيذه لانه ربما يحدث نفس الصراع الدامي القبلي في اطراف السودان الملتهبة حاليا .. حيث تتمدد كل يوم حروبات القبائل كما نري في كردفان ودارفور بسبب صراعات المراعي للماشية .
* وما يرشح اﻻن وما يعتبر مفاجاة المفاجات ومن العيار الثقيل ان الادارة الامريكية باتت تطرح فكرة توحيد دولتي الشمال والجنوب تارة اخري بعد فشل التجربة السابقة.
* ولكن يقال ان هناك اشتراطات ستطرح لانجاح مستقبل هذه الوحدة .. وهي ان يتم تحديد فترة انتقال بعد وحدة البلدين ويتم فيها تشكيل حكومة انتقالية برئاسة دورية بين البلدين وحكومة محاصصة علي غرار اتفاقية نايفاشا تارة اخري.
* ولكن يبقي السؤال . فان كانت هذه الافكار قابلة للتتفيذ سواء بضغوط دولية علي الدولتين ام بالتراضي والقناعات .. هل سيتم تنفيذ استفتاء للشعب السوداني في الشمال .. حيث ان الامر ان تم طرحه علي حكومة الخرطوم عليها ان تطلب فيه استفتاء اهل السودان هذه المرة واهل جنوب السودان ايضا .
وغدا امر .. حيث تتضح الرؤية اكثر بعد ان دخلت واشنطن في مستقبل علاقاتها الثنائية مع الخرطوم .. وبهدوء تام ولكنه مفاجئ ،
بقلم صلاح الباشا