الهواتف الذكيــة .. خطر يتربص بالفتيات

[JUSTIFY]بات التعامل مع الأجهزة والهواتف الذكية أمراً اعتيادياً وضمن البرنامج الحياتي اليومي، وأضحى الكثيرون يلهثون وراء امتلاك أحدث التطبيقات التكنولوجية ومواكبة التقنيات المستحدثة دون أدنى تفكير في العواقب التي قد تنتج جراء التعامل غير الرشيد مع الأجهزة الذكية بسبب عدم الإلمام الشامل بكيفية حفظ الملفات واسترجاعها وما ينتج عن سوء استخدام تطبيقات التصوير والتسجيل الصوتي. لكن أخطر المهددات تتمثل في تعمد البعض استغلال الأمر في أفعال إجرامية.
وأشارت تقارير سابقة صادرة عن جهات مختصة الى أن الفتيات هن أكثر ضحايا التقنيات المبتكرة، وجرت أحداث وقضايا كثيرة من الفتيات اللائي غفلن عن أجهزتهن بتركها بطرف فنيي الصيانة ومحال الحواسيب، فتسربت صورهن الى العامة ما أدخل بعضهن في حالات حرج بالغ فيما سقط بعضهن ضحايا للابتزاز.
صور متسربة
وروت الطالبة الجامعية (هـ،أ) حادثة تسرب صور خاصة لها تم التقاطها خلال جلسة جمعتها مع عدد من صديقاتها داخل إحدى محال الكوافير أثناء استعدادهن للمشاركة في مناسبة زفاف، وأردفت: ( لم أكن أتوقع أن تجرني الصور الى متاهات قبل أن يفاجئني أحدهم بأن لدي صور بطرفه وصلته عبر أحد معارفه، لكنه أبدى تفهماً لملابسات التقاطها وسلمني إياها بكل أدب ولم ينسَ أن يسدي لي نصحاً بالتزام الحذر) وتابعت: (من يومها وأنا أحرص على عدم التقاط صور لي في أية مناسبات).
قصص وحكايات كثيفة تعج بذاكرة الكثيرين عن مشاكل ناجمة بفعل سرقات الهواتف النقالة وما يعرض محتوياتها للإنتشار على المواقع، لأن من يرتكب جريمة السرقة لن يتورع من تشويه سمعة الآخرين والإتجار بها وإلحاق الضرر بهم.
تشويه متعمد
وذكر علي عيسى فني برمجيات أن غالب المشاكل تتصل بالصور ومقاطع الفيديو، لافتاً أن البعض يعتقد أنه ألغى بعض المواد بالمسح أو سحب الذاكرة من هاتفه بيد أنه يتفاجأ بالحصول عليها من تطبيقات الهاتف عبر (Software) لاسترجاع الملفات مبيناً أن الهواتف الذكية تحمل ذاكرة تحتفظ بالبيانات وقابلية استعادتها.
بدورها قالت الباحثة د. نجلاء محمد أن التقنية سلاح ذو حدين، وأشارت الى إدمان البعض التعامل مع الهواتف الى حد الهوس، وأضافت: (المشكلة ليست في التقنية ولكن في كيفية استخدامها) ونبهت الى خطورة تعامل القاصرين والأطفال مع وسائل التكنوجيا، ووصفت تسرب الصور بالعمل غير الأخلاقي، وحذرت من مخاطر التقاط الصور والاحتفاظ بها في الهواتف التي يتم تناقلها بين الأيادي المختلفة. وذكرت بأن بعض الحوادث ترتبط بالثقة المتبادلة في بادئ الأمر لكن بعد حدوث خلافات يلجأ البعض الى تعمد تشويه صورة الآخر عبر بث أسراره على الملأ.
من جهتها حذرت الباحثة الاجتماعية سلافة بسطاوي مما أسمته بالتعامل العفوي وغير المدروس مع التقنية الحديثة مؤكدة تسببه في خلق إشكالات اجتماعية. داعية للابتعاد عن كل ما من شأنه خلق مشكلات تستهدف أعراض البعض، وقالت: (للأسف الغالبية تتجه للإثارة والكلام حول الناس وخصوصياتهم دون التفات لحجم الضرر الذي يطال سمعة البعض.
إستشارارت قانونية
ولعل قضية الفتاة التي حاولت الإنتحار في الأيام الأولى لاكتشافها أن صورها الخاصة تم توزيعها حسبما نقلت وسائل إعلام عربية تقف شاهداً على خطورة القضية.
في السياق أوصى خبير قانوني ضحايا النشر الإليكتروني بأهمية الإستشارات القانونية لمعرفة الطرق المثلى التي يتوجب إتباعها لمواجهة كافة أشكال الابتزاز والتهديد، مشدداً على مقابلة الحوادث بقدر من الشجاعة حتى لا تقود الأخطاء الى الوقوع في مشاكل أكبر بفعل التأثيرات والمخاوف الاجتماعية.

صحيفة حكايات
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version