من أجل بناء الثقة

[ALIGN=CENTER]من أجل بناء الثقة [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]أذكر انه فى خواتيم مرحلة المفاصلة داخل المؤتمر الوطني واعلان قيام حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي دعانا الفريق اول مهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع الحالي، وكان وقتها وزيرا للداخلية لكي يقدم لقادة العمل الصحفي والاعلامي تنويرا بما تم ويطلب منهم عدم الخوض فى هذا الامر بما يؤجج الفتنة.
* أذكر ايضا ان الاخ حسين خوجلي تحدث حديثا طيبا عن الدكتور حسن الترابي فما كان من المهندس عبدالرحيم محمد حسين الا ان قال له: (يعني انت أعرف مننا به، انه شيخنا واستاذنا فلا تزايد عليه). تذكرت هذه الواقعة وانا اقرأ فى صدر صحف الأمس افادة السيد وزير الدفاع لعدد من الصحفيين والكتاب الاردنيين الذين يزورون السودان يقول فيها 🙁 الترابي محرك رئيسى للتمرد فى دارفور).
* نحن لانريد ان نقلب المواجع هنا، فهى لاتحتاج منا لذلك، ولكن للحقيقة والتاريخ ولاننا شهود على تطورات الأحداث فى دارفور نقول انه من الظلم اتهام الترابي والشعبي وحدهما بهذه التطورات المؤسفة التى مازالت قائمة فى دارفور حتى إبان مفاوضات الدوحة التى نرجو ان يتوصل فيها الطرفان الى اتفاق حسن نوايا يمهد للاتفاق الدارفوري الشامل الذى يحقق السلام فى هذه البقعة العزيزة من بقاع بلادنا.
* لانه بذات القدر يمكن اتهام المؤتمر الوطني – الحزب الغالب فى الحكومة – بانه وراء هذه التطورات المؤسفة بسياساته وبتصريحات بعض منسوبيه فى اجهزة اعلامه التى صورت الصراع على انه بين العرب والزرقة رغم علم الجميع بان اصل الصراع فى دارفور كان بين المزارعين والرعاة وانه كان محدودا قبل ان تتداخل العوامل الخارجية التى اججت النزاعات وعمقتها وغذتها بالسلاح والعتاد.
* لانريد العودة الى الوراء، خاصة ان هناك فرصة متاحة فى الدوحة الآن للاتفاق مع حركة العدل والمساواة، التى حملت السلاح ووصلت قواتها الى قلب الخرطوم، ويهمنا جدا ان تضع السلاح جانبا وان تدخل فى العملية السلمية لصالح اهلها ومواطنيها فى دارفور، وليس من اجل مغانم فى السلطة والثروة وبالتالي يكون اتفاقها خطوة نحو الاتفاق الدارفوري الذى ينجز السلام لأهلهم ومواطنيهم.
* ونرى ان اجراءات بناء الثقة يتطلب حكمة اكثر وسعة صدر اكبر تستوعب حتى الذين يختلفون معهما- الحزب الغالب وحركة العدل والمساواة- ومن باب أولي الاقرب لهما بعيدا عن الاحكام الظالمة التى تبقى الغبن فى النفوس.
* نقول هذا دون ان يعني ذلك اننا نبرئ الشعبي من مسئولية ما جرى فى البلاد وفى دارفور ولا ندافع هنا عن المسئول السياسي للشعبي كمال عمر المحامي ولكننا نحذر من الفجور فى الخصومة التى لاتشبه طيبة اهل السودان ولا سماحة الاسلام.[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1173- 2009-2-17

Exit mobile version