أحلام اليقظة..الهروب من الواقع بأحلام وردية

[JUSTIFY]يعانى معظم الأشخاص من آفة أحلام اليقظة التي تلاحقهم في حياتهم يتخذونها وسيلة للهروب من الواقع الصعب الذي يعيشونه، فمنهم من يحلم بأن يكون نجماً من الطراز الرفيع والشهرة، وآخر يحلم بمنصب هام يجعله يحتل مكاناً رفيعاً في المجتمع ويتطلعون بتلك الأفكار إلى تحقيق أهدافهم وأمنياتهم، ولكن النتائج قد تكون عكسية تماما الأمر الذي يؤدي بهم إلى إعاقة مواجهة مشاكلهم في الواقع، كما أنه يعرقل ممارسة مسؤولياتهم ويصبح مضيعة للوقت والجهد، ويؤدي للتأثير على علاقاتهم الاجتماعية..«الإنتباهة» أجرت استطلاعاً حول هذا الموضوع ختمتها برأي علم النفس..

تؤثر على الواقع
يقول الطالب الجامعي««مرتضى أحمد»عانيت من أحلام اليقظة منذ في مرحلة الثانوية فكنت دائم السرحان بأنني أمتلك قوى سحرية كما في برامج الأطفال، وأحصل على بطولات وهمية تميزني عن أقراني في المدرسة والشارع حتى عن إخواني في البيت، وكنت أحلم بأنني ذو شخصية قوية في التكلم بطلاقة واللياقة البدنية الأمر الذي أثر علي سلباً لدرجة أصبحت هذه الأحلام لا تفارقني ليلاً ونهارا، أتعايش معها وأصدقها وأحاول أطبق ذلك في كل تصرف، ويوضح مرتضى أن هذه الأفكار والتخيلات أثرت على تركيزه في كل شيء وحتى على دراسته.
وتقول مزاهر عبد الله والدة الطالبة «ريان» في حديثها لـ«الإنتباهة» إن أحلام اليقظة أثرت على ابنتها بشكل سلبي، في كافة جوانب حياتها. وتقول مزاهر إن ابنتها كثيرة التحدث مع نفسها تتخيل نفسها بأنها فائقة الجمال وذات مال ومنصب ومرتبة اجتماعية رفيعة وإنها الأفضل من بين سائر الفتيات، فهي تعانى من صعوبة في التركيز أثناء الدراسة منذ فترة طويلة ودائمة السرحان والتخيل والتحدث مع نفسها وعدم مقدرتها على السيطرة على تصرفاتها العفوية التي تصدر منها.
وتوضح أنها حاولت التغلب على هذه المشكلة وجربت طرقاً عدة للتخلص من واقعها الذي تعيشه ولكن دون جدوى.
وتقول نهال بدر الدين«موظفة» انه أحياناً تتملكنا أحلام في اوقات معينة في حياتنا ونبرهن لأنفسنا انها سوف تصبح واقعاً في يوم ما ونبني حياتنا على الحقيقة وبذلك تتناقض فكرة ان يصبح الحلم واقعاً في مخيلتنا ولكن حسب الطموح والإرادة وتحقيق الهدف المرجو ألا تصبح أحلاماً وردية.

رأي علم النفس
ويؤكد الأستاذ بعلم النفس «عبد الرحمن محمد»أن أحلام اليقظة عند الشباب عبارة عن حالة لا شعورية يلجأون إليها فيتخيلون أسباب ودوافع رغباتهم التي عجزوا عن تحقيقها في الواقع مما يجعلهم يغوصون في عالم آخر من الخيال يجعلهم يتناسون قسوة الحياة والمعاناة التي يعيشونها، موضحاً أنهم يدخلون في عالم افتراضي من خلال شرود الذهن والتخيل الوهمي، تزول فيه كافة الحواجز والعقبات التي تواجههم.
إن أسباب أحلام اليقظة عند الشباب متعددة ومنها الفشل في تحقيق الرغبات والأمنيات في الواقع، والهروب من الأزمات والصعاب التي يواجهونها إضافة إلى أنهم يعتبرونها جانباً من التخيل يعمل على إزالة التوتر العصبي والنفسي.
وأوضح الأستاذ عبد الرحمن بأن أحلام اليقظة قد تتحول إلى مرض نفسي في حال زادت عن الحد المسموح به، لأنه من الطبيعي أن يكون التخيل جزءاً منا للتركيبة العقلية عند الإنسان، ولكن في حدود معينة وتشغل الأشخاص عن الواقع والسير في الطريق الصحيح وضياع الكثير من الوقت في عالم الخيال، مبيناً أن لها بعض الإيجابيات إذا كانت في الحدود المسموح بها حيث تخفف من حدة التوتر والضغط العصبي والنفسي عند الأشخاص من خلال تخيلهم بأنهم حققوا ولو شيئاً بسيطاً من دوافعهم ورغباتهم.
ونصح الشباب باستغلال الوقت والتفكير في الواقع والمنطق والقناعة والرضا بما هو موجود ومضاعفة الجهد للوصول إلى الهدف المطلوب ومواجهة أية مشاكل وحلها بطريقة عقلانية واقعية، بعيداً عن الحلول الخيالية لأن الخيال يحقق الراحة والتوازن.

كتبت: عائشة الزاكي
صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version