غياب نتنياهو في يوم مانديلا

[JUSTIFY]
غياب نتنياهو في يوم مانديلا

يوم أمس كان يوم مانديلا، حيث الجنازة غير المسبوقة في التاريخ التي حضرها مئتا رئيس دولة الا قليلا، وممثلو كل دول العالم، بينما غاب عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتياهو بحجة أن كلفة السفر إلى جنوب أفريقيا عالية جدا، وهو الذي يهرع إلى البيت الأبيض للحصول على المزيد من الدعم رغم أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما قالها قبل أسبوع فقط إن على إسرائيل أن تطمئن بأن الولايات المتحدة تصون أمنها مهما كانت الإدارة في البيت الأبيض ديمقراطية أو جمهورية، عموما تخلف نتنياهو عن حضور جنازة مانديلا ليس بسبب نقص المال، ولكن الرجل الذي يحبه كل العالم تكرهه إسرائيل، كيف لا وهو من ناضل ضد الاحتلال والتمييز العنصري، وإسرائيل هي آخر دولة احتلال وفصل عنصري على الأرض، يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس المحاصر اقتصاديا من إسرائيل، بينما يغيب نتنياهو بحجج واهية تفضح نوايا دولة الاحتلال التي لا ترغب في أن تصبح يوما ما تناصر الحق والحرية، فحتى الولايات المتحدة التي كانت مع التمييز العنصري في السابق تشارك بأربعة رؤساء الرئيس الحالي، الذي يشارك كأول رئيس أسود لأمريكا في جنازة أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، بجانب رؤساء الولايات المتحدة السابقين: جورج بوش الابن، وبيل كلينتون، وجيمي كارتر. وكشف السفير الإسرائيلي الأسبق في جنوب أفريقيا، ألون ليئيل، لموقع (يديعوت أحرونوت) الالكتروني أمس الثلاثاء أن قرار نتنياهو، بعدم المشاركة هو قرار صائب لأن نتنياهو هو شخص غير مرغوب فيه في جنوب أفريقيا .

أمس الثلاثاء كان يوم مانديلا حيث الجنازة غير العادية للرجل غير العادي، وتصادف أمس الثلاثاء مع هذه الجنازة التي شغلت العالم حدثان مرتبطان بهذا الرجل الاستثنائي، فأمس كان اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حيث أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالته بهذه المناسبة، برمز عظيم من رموز حقوق الإنسان، وهو نيلسون مانديلا، الذي أحزنت وفاته العالم، غير أن تمسّكه بالدفاع عن كرامة الإنسان والمساواة والعدالة والرأفة مدى حياته سيظلّ أبدا مصدر إلهام.

كما أن أمس شهد تسليم جائزة نوبل للسلام لعام 2013 لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وبصيانة حقوق الإنسان وحظر استخدام الأسلحة الكيميائية يكون العالم قد أحسن الاحتفاء بمانديلا الذي تتواصل الاحتفالات في بلاده بحياة الحافلة بالنضال والعبر، التي سوف تستهدي بها جنوب أفريقيا في مواصلة طريقها الصاعد نحو المصالحة والديمقراطية والرفاهية الاقتصادية، تلك المسيرة التي دشنها مانديلا أول رئيس أسود منتخب لجنوب أفريقيا، ولا تزال روحه الوثابة نحو الخير والحق تشحذ همم الأفارقة عموما نحو غد أفضل.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version