أقصر موسم رياضي يلملم أطرافه: سلبيات بالجملة.. مشاكل في النقل التلفزيوني وإحجام جماهيري

[JUSTIFY]سدل الستار أمس على أقصر موسم رياضي في تأريخ الكرة السودانية بانتهاء مباراة القمة أمس، وعلى الرغم من الإيجابيات التي خرجت بها المسابقة لم تخل بطبيعة الحال النسخة التاسعة عشرة من الكثير من السلبيات، ومثلت مشكلة النقل التلفزيوني هاجسا كبيرا للاتحاد الرياضي السوداني، الأندية والقناة التي نالت حقوق النقل الحصري للمسابقة، بينما كان إحجام الجماهير أو التراجع في عدد الحضور الجماهيري والمدرجات الخالية في الكثير من المباريات مقلقاً لكون المسابقة في سنواتها الماضية شهدت حضورا جماهيرا لافتا بل صنف الدوري السوداني من الدوريات القوية على مستوى الوطن العربي بفضل الحضور الجماهيري الكبير الذي تشهده المباريات، وثمة معضلة صادفت آخر الموسم تمثلت في شكوى أندية الذيلية من عدم عدالة المسابقة والأحاديث التي راجت هنا، وهناك عن وجود تلاعب في بعض نتائج المباريات ما ألقى بظلاله على بعض الأندية، وبعيدا عن صحة الحديث من عدمه يبقى الخلل قائما، إذ عادة ما تكون هناك حلول تكبح جماح هكذا ممارسات أو تقلل منها مثل إقامة المباريات في توقيت واحد درءاً لأي شبهات ومنعا للقيل والقال .

حصرية البث وحقوقه

بعد أن نال التلفزيون القومي وقناة النيلين الرياضية حقوق البث الحصري لمباريات الدوري بات الممتاز سودانيا خالصا لكون الراعي الرسمي هو الشركة السودانية للهاتف السيار، وواجهت الأندية والاتحاد الرياضي السوداني مشاكل لا حصر لها بعدم سداد الناقل الحصري لمستحقات البث لتبدأ الخلافات. وتتواصل بعد ذلك إلى أن وصلت مرحلة عدم نقل الجولات الأخيرة أو حتى تسجيلها لتكون بمثابة تأريخ مندثر. والغريب أن مشكلة النقل تواصلت بشكل خصم الكثير من المسابقة في المواسم الأخيرة إذ ظلت قائمة طوال السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة، وبعد انتهاء الموسم الحالي بكل مافيه من مشاكل ومعاناة، يبقى الحل بيد اتحاد الكرة بتقييم الموقف جيدا وتسويق المسابقة مبكرا تفاديا لأي مشاكل قد تعيد الأمور إلى مربعها الأول، وستكون فترة الشهرين كافية للإتحاد ليسوق المسابقة الأولى في البلاد بشكل جيد يضمن له حقوقه وحقوق الأندية المنتمية له. يبقى أيضا من الأمور المهمة التي ينبغي أخذها في الاعتبار تهيئة وإصلاح الملاعب التي مثلت واحدة من أضلاع مثلث مشكلة النقل، إذ أنها كانت واحدة من تراجع الكثير من القنوات الخارجية في الدخول في مفاوضات مع الاتحاد لامتلاك حقوق البث .

مدرجات خالية وتراجع كبير في مباريات العملاقين

حتى وقت قريب كان الدوري السوداني واحدا من أكثر الدوريات في الوطن العربي الذي تشهد فيه المباريات حضورا جماهيريا يفوق أو يصل لأكثر من خمسين ألف متفرج سيما التي طرفها عملاقا القمة المريخ والهلال، وبعد أن بدأت الأندية ذات الشعبية والجماهيرية في الظهور مثل الأهلي شندي، الأمل عطبرة وغيرها من أندية الولايات التي تملك جماهيرا حريصة على التواجد في المدرجات لمؤازرة ممثل مدينتها تراجع عدد الحصور الجماهيري بشكل مقلق وساهم النقل التلفزيوني في تقليل الحضور الجماهيري بجانب تراجع مستوى الأندية أيضا دون إغفال الظروف الاقتصادية الضاغطة التي ساهمت أيضا في خلو المدرجات في الكثير من المباريات لدرجة لم تعد فيه المدرجات ممتلئة كما السابق حتى في مباريات القمة، وهو أمر يبدو مقلقا للغاية وعواقبه قد تكون وخيمة ما لم يتم بحث المشكلة وإيجاد حلول لها قبل أن يأتي يوم وتكون مدرجات الملاعب خالية تماما .

شكاوى أندية الذيلية

ظهرت في السطح خلال الجولات الأخيرة من الدوري الممتاز بوارد أزمة لم تجد حظها من التداول بشكل كبير غير أن الأحاديث توزعت هنا وهناك بحدوث تواطؤ في بعض مباريات الدوري في الجولات الأخيرة ولصعوبة إثبات الحديث اقتصر الحديث في التلميح فقط، وهو خلل ما كان له أن يحدث أن وضع الاتحاد الرياضي ولجنة البرمجة إجراء مسبق بإقامة المباريات في الجولات الأخيرة في توقيت واحد تفاديا لأي شبهات، وهو أمر متعارف عليه حتى في مباريات كأس العالم، إذ تقام مباريات الجولة الأخيرة جميعها في توقيت واحد بين منتخبات المجموعة الواحدة، وهو أمر ينبغي التحوط له مبكرا قبل أن يتشوه المسابقة حتى وإن كانت أحاديث التواطؤ غير صحيحة .

المريخ يرتب لتسجيلاته في هدوء

بعيدا عن ما يحدث في كل موسم سيدخل المريخ تسجيلات الشتاء بهدوء كامل بعد أن أعتمد مجلس الإدارة واللجنة الفنية تسجيلات منتصف الموسم كتسجيلات رئيسة على أن تكون التسجيلات التي ستنطلق في الساعات القادمة تكميلية فقط، ولا يحتاج الأحمر للكثير من اللاعبين، وسيكون الإحلال والإبدال في أضيق نطاق ممكن، وينتظر أن يرفع محسن وبرهان تقريرا وافيا لمجلس الإدارة بشأن التسجيلات، وأكمل المريخ مبكرا مفاوضاته مع بعض اللاعبين المحليين، بينما سيتم الاستعانة بعدد محدود من الأجانب في أعقاب الظهور الجيد لأيمن سعيد، تراوري، وجمال سالم، وإشراقات وانغا وربما أعار المريخ وانغا لأحد الأندية على أن يستعين بمهاجم من الطراز الرفيع .

[/JUSTIFY]

اليوم التالي

Exit mobile version