تعقيب حول وفاة الطفلة أمنية عبد الفتاح بمرض الملاريا

[JUSTIFY]في الأسبوع الماضي تناقلت وسائط الاعلام خبر وفاة الطفلة أمنية متأثرة بمرض الملاريا، علماً بأن المريضة من سكان منطقة أفطس العوامرة بولاية الجزيرة، وأحضرت إلى مستشفى إبراهيم مالك بالخرطوم بعد أن تم تحويلها من مستشفى «كاب الجداد».
الجدير بالذكر أن المريضة أصيبت بمرض الملاريا وأعطيت جرعة كينين بالقرية، وبعد ذلك تطورت حالتها وأخذت كل الجرعات والعلاجات اللازمة من دربات ونقل دم وغيرها من متطلبات مراحل العلاج، وأدخلت غرفة العناية المكثفة الى أن توفاها الله في وقت متأخر من ليلة الجمعة 24/ 10/ 2014م، وبعد هذا نود أن نوجه صوت شكر وتقدير لإدارة مستشفى ابراهيم مالك وكل تيم الأطباء العامل الذي تعامل مع الحالة بكل مسؤولية.
وقبل الوفاة في ظهيرة يوم الجمعة قرر تيم الأطباء نقل المريضة «أمنية» إلى غرفة عناية مكثفة لتلقي مزيد من العلاج والرعاية، وذلك حسب فهمهم لحالتها الراهنة والتشخيص النهائي بعلمهم، وأخذت منها عينة دم لفحصها بمعمل استاك القومي، وتم كل ذلك بحضور أسرتها وذويها الذين لم يفارقوها لحظة وكانوا معها وبجوارها، وكان يحدوهم الأمل بأن يمن الله بعاجل الشفاء على أمنية، وأن تعود لأسرتها ووطنها وأهلها وتواصل دراستها، إلا أن إرادة الله هي الغالبة، فتوفيت أمنية وفارقت الحياة، وبكيناها وكأننا لم نبك من قبل ولم نفقد عزيزاً، ونحن شعب مسلم ومؤمن بقضاء الله وقدره، ولا نقول إلا ما يرضي الله «إنا لله وإنا إليه راجعون».
وشاءت أقدار الله ومشيئته أن تموت الطفلة «أمنية» وترحل عن دنيانا إلى رحاب الله، ونسأل الله العلي القدير أن يكون موت «أمنية» حياة للسودان وأهله الكرام.
وبعد الوفاة كانت رحلة العودة للوطن الصغير منطقة أفطس العوامرة، حيث حملنا جثمانها الطاهر البريء وقُبرت بجوار أهلها وعشيرتها في موكب مهيب في الساعات الأولى من صباح السبت 25/ 10/2014م والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
فالشكر والتقدير للأخ تاج المنى عوض الكريم وابنه شوقي اللذين حملا جثمان الفقيدة بعربتهما، ونسأل الله أن يجزيهما خير الجزاء.
وفي صباح اليوم ذاته تلقينا التعازي من الأهل والأحباب، واطلعنا على خبر عبر الواتساب حيث يقول الخبر:
أكد مصدر طبي موثوق أن الطفلة «أمنية» توفيت بمرض «الإيبولا». ونحن أهل الطفلة لا نعلم عن المصدر الطبي الموثوق شيئاً، هل هو تيم الأطباء المشرفون على حالة الطفلة أم هو طبيب منفرد صرّح ونشر هذا الخبر علي صفحات الواتساب، حيث انتشر الخبر وعمّ القرى والحضر.
ماذا يريد هذا المصدر؟ هل تأكد أن الطفلة تحمل هذا المرض؟ وهل بالفعل حالات الوفاة التي سبقت موت الطفلة أمنية هي حالات مشابهة لها.
الجدير بالذكر أن ولاية الجزيرة منطقة خالية تماماً من أية أمراض مثل «الإيبولا» وغيره سوى وجود حميات الملاريا التي نسأل الله أن تنقشع سحابتها.
ورغم حزننا البالغ لفقدنا الجلل سررنا بالبيان الصادر عن وزارة الصحة بولاية الخرطوم عبر الناطق الرسمي د. المعز حسن بخيت الذي يؤكد أن الطفلة «أمنية» لم تكن مصابة بمرض «الإيبولا» وفقاً لنتيجة معمل إستاك القومي، وإنما الوفاة كان سببها الحمى الوخيمة، وتتعدد الأسباب والموت واحد. والله هو العليم الخبير الذي بيده مقاليد كل شيء. ونحن إذ ننشر هذا الرد ليس قصدنا أن نبرئ الطفلة من هذا المرض اللعين فقط، بل أردنا أن نجعلها رسالة لكل المواطنين بأخذ الحيطة والحذر من عدم انتشار كل الأمراض اللعينة التي تفتك بحياة البشرية وتجعلهم يعيشون في ذعر وخوف، وكذلك أردنا أن نرسل رسالة لكل شخص يحاول أن يبث الشائعات وسط المواطنين قبل أن يتأكد من الحقيقة، وعلى الدولة في أعلى مستوياتها أن تقوم بواجبها بتبصير وتوعية المواطنين في حالة ظهور حالات من هذا المرض اللعين في سوداننا الحبيب، وسد كل المنافذ، ووقانا الله شر كل الأمراض، وحفظ أهلنا إنه نعم المولى ونعم النصير.
حاولت أن أكتب هذا التعقيب حتى يتم تسليط الضوء على مرض «الإيبولا»، ويعلم المواطن مدى خطورته على حياته، وحتى يعلم الذين يستعجلون النتائج ويقومون بنشر الشائعات أن هذا يضر بالمسلمين.
فالشكر أجزله لكل وسائل الإعلام من صحف وتلفزيون ووسائط حديثة، والتحية والتقدير لكل من الأخ المهندس الفاضل محمد عبد الوهاب والأخ عادل محمد عثمان والأخ نافع عيسى يوسف، الذين تناولوا هذا الموضوع وتحدثوا وكتبوا ونقبوا معنا لمعرفة الحقيقة، ونشروا المعلومات الصحيحة عن مرض «الإيبولا» اللعين، موطنه وتاريخه وأسبابه وأعراضه.
أخيراً نوصل شكرنا لأهلنا بمنطقة أفطس والدخينات العوامرة لوقفتهم معنا، وكذلك نرسل تحياتنا لأهلنا في «كاب الجداد» والتيم العامل بالمستشفى. ونسأل الله العلي القدير ألا يريهم مكروهاً في عزيز لديهم، وأن يصبر أسرة الطفلة «أمنية» ووالديها، ويجعل البركة في ذريتهم.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
* وزارة التخطيط العمراني ــ الخرطوم
ع/ أسرة الطفلة «أمنية عبد الفتاح»

صحيفة الانتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version