استقبل المسلمون عام هجري جديد (1436هـ) في شتى أرجاء البلاد بمظاهر وصور مختلفة من الاحتفالات على الأصعدة الرسمية والشعبية بدءاً من منح الإجازات وإقامة حلقات الذكر وسردقات الخطبة والمديح. منهم من تذكر هذا اليوم اليوم التالي وبعض الأشخاص احتفلوا مع أسرهم بحلول هذا العام بمتابعة فيلم الرسالة التي تحرص عليه بعض القنوات الفضائية والبعض الآخر مرت عليهم مرور الكرام عكس الاحتفال الذي يرافق حلول السنة الميلادية والتي يتم الاستعداد لها لأيام قبل حلولها فإن السنة الهجرية تمر دون أي احتفال ودون أن تحظى باهتمام وهنالك من لا يكون على علم حتى بدخول العام الهجري الجديد (الإنتباهة) أجرت استطلاعاً حول هذا الموضوع وخرجت بالإفادات الآتية..
ذكرى الهجرة
في بداية الجولة الاستطلاعية التقت (الإنتباهة) بأحد المواطنين الذي بدأ حديثه قائلاً هذه المناسبة الدينية العظيمة فرصة لتلاوة آيات من القرآن الكريم، وتلقين أبنائهم مفاهيم هذا اليوم وتاريخه ومكانته بالنسبة للمسلمين وكذا بقيمة السنة والتقويم الهجري اللذان يعتبران أساس تحديد جميع أيام المناسبات والشعائر الدينية من أعياد وحج وعمرة وغيرها، وهو ما أعرب عنه (كمال محمود) أحد المواطنين الذين التقيناهم خلال جولتنا الاستطلاعية، والذي أكد أهمية تواصل الاحتفال بهذه المناسبة وجعلها عادة سارية على مدى الأجيال المتعاقبة.
ويقول محدثنا الأستاذ بمرحلة الأساس (عبد الله حسن) إنه يغتنم الفرصة لجمع أبنائه وتذكيرهم بأهمية يوم رأس السنة الهجرية والذي يعتبر ذكرى لهجرة الرسول، عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة برفقة أصحابه، ويتفق عبد الحميد مع الرأي السابق كثيرًا أن الأول من محرم هو اليوم الأول في التقويم الهجري، وذكر ان الكثير من الجيل الجديد يجهلون أهمية هذا اليوم في السيرة النبوية وتاريخه، حيث يقوم بتلقين أحفاده الصغار وحتى الشباب عن صاحب فكرة هذا التقويم هو الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله، الذي جعل من هجرة الرسول، عليه الصلاة والسلام، من المدينة مرجعاً لأول يوم فيه، كما تقوم العديد من المساجد بإقامة حلقات دينية حول سيرة النبي وللذكر وللتعريف بهذه المناسبة الإسلامية وأبعادها الدينية الكثيرة.
مواهب إسماعيل (أستاذة روضة) أشارت إلى أهمية الحدث تكمن في تعريف الاطفال بكيفية هجرة الرسول (ص) وكيف ضحى وصبر من اجل نشر الدين الاسلامي وبتقديم الافلام لهم التي تحتوي على هجرة الرسول (ص) وقالت مرت مناسبة حلول السنة الهجرية مرور الكرام كما يقال خالية من البهرجة ماعدا تهاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الندوات التي اقامتها فئات من المجتمع المدني وبعض المؤسسات العلمية واضافت ان المناسبه القادمة راس السنة الميلادية فنحنا نستعد استعداداً نفسياً ومادياً.. ولماذا يتباهون في المناسبات التي تم تحريها وتمثل نوعاً من الاستلاب الديني والثقافي والحضاري وهي مناسبة لا تمدنا بصلة.
فرصة للقرب من الله
شيماء عوض الكريم ـ (خريجة) قالت: المجتمع الشرقي مهتم بتقليد المجتمع الغربي بصورة لافتة وخاصة في الاهتمام براس السنة الميلادية التي تقام بها في المحافل بصورة ملحوظة عكس ما نراه في راس السنة الهجرية التي كانت الرؤية غير واضحة المعالم ولاحد تذكر هذا اليوم إلا عن طريق الهلال او التاريخ واضافت ان الفرق بان واضحاً لان الوازع الديني صار قليلاً رغم عن اننا مسلمين ولكن مرت مرور الكرام وهذا عيب في حق كل مسلم ومن المفترض ان يتمسك المسلمون بتعاليم دينه حتى يستمر العالم نحو الافضل وتغير مفاهيمنا بصورة أجمل.
وتقول مستورة الزين ـ (ربة منزل) تأتي السنة الهجرية دون علم الناس لها أي يتفاجؤون بها عندما تعلن عنها وسائل الاعلام المختلفة على عكس السنة الميلادية التي يستعدوا لها من بداية شهر «12» ونرتب لها للرحل فيها دائماً واضافت ان السنة الهجرية دائماً ما تعاني السنة الهجرية من الاهمال رغم انها لا تحتاج الى تكاليف بقدر ما تحتاج الى جهد بدني بالذكر والتدبر والاستغفار ومحاسبة النفس خلال عام مضى نخفف فيه ذنوبنا وخطاينا وتحسرت على حال الشباب ووصفتها الكارثة الأكبر حتى ابناءنا والجيل القادم قد لايتعاملون معها باعتبار انها إجازة وليست مناسبة دينية.
عائشة الزاكي: صحيفة الانتباهة