طلب الوالي من معاونيه إبقاء أسرته حيث تقيم لأنها في ذات الدرجة من الأهمية التي يكنها لأي أسرة في كسلا ثم تحرك في الساعة الرابعة صباحاً نحو كسلا ضارباً عرض الحائط بكل النصائح التي قدمها له مستشاروه في كسلا الذين تفاجئوا بوجوده في الصفوف الأولى من القوات التي حررت كسلا من دنس الغزاة وهو الموقف الذي خلده الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول (السابق) لرئيس الجمهورية والذي زار كسلا بغرض الاطمئنان إلى الترتيبات التي اتخذتها حكومة كسلا لمحو آثار العدوان وفي لقاءٍ حاشد بجماهير الولاية قال الأستاذ علي عثمان محمد طه وهو يخاطب الوالي:
وقفت وما في الموت شك لواقف
كأنك في جوف الردى وهو نائم
تمر بك الفرسان كلمى حزينة
ووجهك وضاح وثغرك باسم
وكلنا يعلم أن الأستاذ علي عثمان محمد طه ليس من الذين يطلقون القول على عواهنه وإنما يزن كلماته بمقدار من الحكمة والذهب وهو محق فيما ذهب إليه فقد خرج (إبراهيم) من (غبار) تلك الغزوة يصعد من تكليف لآخر وفي كل واحدة من هذه التكاليف والأعباء يثبت من خلال الأداء تميزه وقدرته الفذة على تجاوز الصعاب التي تحيط بالمهمة فقد ذهب والياً على ولاية نهر النيل ورأينا كيف أن أهل دار جعل لا زالوا يذكرون عهده بالخير ثم ذهب وزيراً للشؤون الإنسانية ولا زال منسوبو تلك الوزارة يشيرون إلى اللبنات التي وضعها لتأسيس موجهات وإستراتيجيات تنهض بالسياسات ذات الصلة بالعون الإنساني بما يحفظ لوطننا قراره السياسي وبما يحقق التعاطي مع المنظمات الأممية في إطار التعاون المنشود مع الأمم المتحدة ومع دول محيطنا الإقليمي.
ومن الشؤون الإنسانية التي أسس المبادئ الأولى لسياساتها بصفته أول وزير للشؤون الإنسانية عادة مرة أخرى والياً على ولاية كسلا ثم تم تعيينه وزيراً لوزارة الداخلية وإنجازاته فيها لا يتسع الحيز المخصص لصفحة (برلمان الشرق) من إبرازها كاملة ولكن لا بأس من الإشارة إلى (السجل المدني) أو دعونا نختزل الأمر كله في الإشارة إلى أن رئاسة الجمهورية منحته نجمة الإنجاز عن فترته بوزارة الداخلية والآن يتهيأ (إبراهيم محمود) بذات العزم على وضع السودان في موقعه الطبيعي (سلة غذاء العالم) أو سلة غذاء العالم العربي على أقل تقدير.
صحيفة الانتباهة