في أعقاب التسوية المقترحة التي توصلت إليها العام الماضي عملاقة محركات البحث الأميركية “غوغل” مع المؤلفين والناشرين الذي قاموا بمقاضاتها نتيجة قيامها بنشر مؤلفاتهم على الإنترنت دون الحصول على موافقة مسبقة منهم، أصبحت جامعة ميتشيغن الأميركية صاحبة أول مكتبة تقوم بتعديل صفقة مسح الكتب الخاصة بها على الإنترنت مع الشركة الأميركية العملاقة. وقالت تقارير صحافية أنه وكجزء من تلك الصفقة المُعدلة، يمكن لباقي المؤسسات أن تقوم بدفع اشتراكات كي تتمكن من تصفح الكتب الرقمية الخاصة بجامعة ميتشيغن. ومن منطلق أن غوغل هي من ستقوم بتحديد تلك الرسوم، سيكون بمقدور جامعة ميتشيغن أن تعترض بدورها على قيم تلك الرسوم والقيام بتحديدها، كما ستقوم الأطراف المعنية بتسوية أي خلافات في الحكم.
وأشارت التقارير في الوقت ذاته إلى أن هذا الاتفاق جاء في أعقاب اتفاق التسوية المقترح الذي تم التوصل إليه في شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي بين غوغل وجمعية المؤلفين “أوثورز جيلد” واتحاد الناشرين الأمريكيين، الذين قاموا بمقاضاة غوغل لانتهاكها حقوق التأليف والنشر، على خلفية قيامها بنشر مؤلفات وكتب خاصة بهم على الإنترنت دون الحصول دائماً على تصريح من مالكي حقوق النشر لتلك الكتب. وقالت جيني جونسون، الناطقة باسم غوغل، أنه سيتم تحديد الرسوم الخاصة بالدخول إلى الكتب الرقمية على أساس مستويات، لذا، فقد تقوم مؤسسة مثل هارفارد بدفع مبلغ أكبر من المبلغ الذي قد تدفعه إحدى المكتبات العامة الصغيرة.
وستتمكن أيضا ً أي مكتبة عامة أو أي من المكتبات الخاصة بالكليات من السماح للرعاة بمشاهدة الكتالوج الكامل للكتب الرقمية الخاصة بالجامعة بصورة مجانية من خلال إحدى الحواسيب. وإذا رغبوا في أن يُسمح لهم بالدخول للتصفح والاضطلاع بشكل أكبر، سَيُلزم عليهم أن يدفعوا الاشتراكات أولاً. وسوف تتبرع غوغل أيضا ً بـ 5 ملايين دولار على الأقل لجامعة ميتشيغن وغيرها من المؤسسات التي تقوم بالتوقيع على اتفاقات جديدة لمسح الكتب ونشرها على الإنترنت، لتدعيم نوعية البحث التي يتيحها مثل هذا الكتالوج الضخم للكتب الرقمية. وأضافت جونسون بقولها :” يُقدِم هذا الكتالوج فرص بحث هائلة للأكاديميين وعلماء الحواسيب واللغويين “.
وإذا صادقت المحكمة الجزئية الأميركية لمنطقة نيويورك الجنوبية على التسوية التي توصلت إليها غوغل مع مجموعات المؤلفين، فإنها ستقدم لجامعة ميتشيغن اشتراك مجاني للدخول إلى الكتب التي قامت غوغل بتحويلها إلى رقمية من 29 مكتبة حول العالم. ويشتمل الاتفاق أيضا ً على المزيد من الدعم للسماح للأشخاص الذين قد تعيقهم بعض الأمور بإمكانية الاضطلاع على الكتب، وسيمكن من تحسين النسخ الرقمية. كما ينص هذا الاتفاق أيضا ً على ضمانات، لذا حتى إذا اضطرت غوغل لترك هذا المجال، فإن النسخ الرقمية للكتب سوف تظل متاحة وباقية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه سيترك الباب مفتوحاً أمام غوغل لعرض مواد إعلانية جنبا ً إلى جنب مع الكتب، وهي نفس الطريقة التي اتبعتها مع الكتب التي قدمها الناشرون في بحث الكتب.
لكن تلك التسوية لاقت قدرا ً من الانتقادات اللاذعة من جانب البعض، فقالت باميلا صامويلسون، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركيلي، أنه يُمثل وسيلة في واقع الأمر لنقد ما تُسمى بالأعمال اليتيمة، كما أنها مليئة بالشكوك حول إذا ما كانت تلك الصفقة تمثل المصالح الفضلى لمؤلفي مثل هذه الأعمال أم لا. كما قالت جماعة المراقبة الاستهلاكية غير الربحية أن هذا الاقتراح يعطي غوغل حمايات خاصة ضد الدعاوى التي قد تُرفع ضدها بشأن الأعمال اليتيمة. وأشارت إلى أنه سيحبط باقي منافسي غوغل ولن يمكنهم من خوض تجربة العمل في تجارة الكتب الرقمية إلى أن يتمكنوا من التفاوض على طريقة حماية مشابهة.
المصدر :ايلاف