محاولة لاعادة الثقة.. السودانيون …. عمروا الأرض حيث ما قطنوا

[JUSTIFY]يقول الشاعر السوداني الراحل « محمد عثمان عبد الرحيم» : (أيها الناس نحن من نفر / عمروا الأرض حيثما قطنوا/ حكموا العدل في الورى زمناً/ ترى هل يعود ذا الزمن)!!

الانسان السوداني مميز اينما كان في اداءه واخلاصه وعاداته الاجتماعية والسودانيون ساهموا في بناء عدة دول خليجية وتبوأوا مناصب دستورية في بعض تلك الدول منحتهم جنسياتها، تلك الدول عملوا لها باخلاص فنالوا الاعجاب والتقدير، أحدى تلك الدول يهيم حاكمها بالزراعة وينظر إليها بكل فخر واعتزاز وبما ان دولته صحراوية فداعبه الامل في زراعة تلك الصحاري فجميع الخبراء والمهندسين الزراعيين وطرح امامهم مشروع زراعة الصحراء فتلفت كل منهم الى الاخر ولسان حالهم يقول كيف تطلب من الرمال التي تغوص رجلك فيها حتى الكعب ان تنبت لك زرعاً وخضرة فاوضحوا له صعوبة زراعتها.

ننال الثريا

ويقول الرسول عليه السلام (لو تعلقت همة احدكم بالثريا لنالها) صدق رسول الله. حتى قام احد المزارعين السودانيين وكان يعمل في محلية بحري وقال هنالك حالة واحدة يمكن بها زراعة تلك الصحاري وهي مطبقة الآن في جنوب افريقيا واسرائيل وهي الزراعة عن طريق الري بالتنقيط فامر الحاكم بالبدء في التنفيذ فوراً، وماهي الا شهوراً حتى اخضرت تلك الصحاري واخذت من كل لون بهيج يسر الناظرين وما قصة الراعي السوداني بالسعودية ببعيد وكذلك حملت لنا الاخبار قصة سائق الحافلة السوداني الذي عثر في داخل المركبة على مبلغ 130 الف دولار فسلمها لاتحاد اصحاب النقل بمكة وكانت تعود لحاج امريكي فاعطاه الحاج مبلغ 10% فرفض السائق اخذها.. ثم توالت عليه المكافأة على امانته.

افتكرت المتوفي السفير السوداني

تسعة سودانيين كنا نعمل في مؤسسة خليجية وفي شهر رمضان حيث يتم تأخير مواعيد العمل ساعة مع الصباح انتهز زميلنا وزوجته ساعة نوم الاطفال ويذهبون كل يوم لشراء اغراض معينة وتعود الام وتجد الطفلتين عمر الاولى 3 سنوات والثانية 5 سنوات ما زالتا في نوم عميق.

وذات مرة صحت البنت الكبرى قبل ميعاد وصول امها عندما لم تجدها ذهبت نحو البلكونة لترى ربما تكون الام قد وصلت فاذا بها تسقط من الطابق السابع على الارض فماتت في الحال.. وتجمع السودانيون نحو اكثر من مائة وخمسون شخصاً في المقابر لتشييع الجثمان وعند الانتهاء دخل احد المواطنين ومعه جثة بنته وعمرها نحو ثلاثون عاماً ومعه اربعة من العمال اللذين يشتغلون معه فقمنا بمساعدته في الدفن وترحمنا عليها مال المواطن نحوي وسألني من المتوفي؟ فقلت له طفلة عمرها 5 سنوات فوضع يده في رأسه وقال والله يا السوادنة امركم عجيب كل هذا الجمع من اجل طفلة؟ والله انا في بادئ الامر افتكرت المتوفي السفير السوداني.

اختلاف مقاسات اللساتك

وايضاً الشاب الاماراتي الذي كان متجهاً بسيارته من ابو ظبي الى السعودية براً ثم بنشر لستك سيارته ووجد الاسبير معطل ووقف مسافة طويلة يلوح للسيارات المارة دون ان يقف احد لمساعدته الى ان اتي سوداني ووقف معه واوضح له بانه على موعد مهم وان سيارته يابانية بينما الاماراتي سيارته امريكية (اختلاف مقاس اللساتك) فاعطاه عمته وقال له البسها في رأسك وسوف يأتي السودانيين لمساعدتك فاخذ يلوح بها وهو ممسكاً بالعمة في يده دون ان يقف احد ثم لبسها بصعوبة وماهي الا لحظات حتى وقف معه اثنين من السودانيين ثم آتي سوداني ثالث يستخدم سيارة امريكية فاعطاه اللستك الاسبير وقالوا له تقدم حتى وصلوا مكان بنشر وتم اصلاح سيارته وقال الشاب الاماراتي فانا الان احتفظ بالعمامة السودانية وكلما حانت لي مأمورية خارج ابو ظبي بالسيارة اصطحب معي العمامة السودانية. والعمامة عزيزة علينا تميزنا في مظهرنا الخارجي عن بقية الشعوب يسميها البعض بالفوضى المنظمة ويقول عنها البعض انها كالبصمة بحيث تختلف طريقة (لفها) من شخص إلى آخر.

غرم والده

ويقول الشاعر السوداني ( انا والهم دوام في نزال نحل جسمي وبقيت في هزال / فقد صبري ومنامي اتشال- لبس من ناري عمة وشال).

وفي داخل السودان… طالعتنا صحيفة الدار بخطاب ارسله الزعيم الازهري الى صديقه بشير النفيدي وهو رئيس الجمهورية يطلب منه سلفة مستردة ومفتش السكة حديد الاستاذ محجوب محمد احمد الماحي يفتش قطار ركاب قادماً من الشمالية الى الخرطوم واذا به يفاجئ بوجود والده راكباً في القطار من محطة كبوشية متجهاً للخرطوم فطلب من والده ابراز تذكرته فقال الوالد عندما وصلت المحطة كان القطر على وشك القيام لذا لم اتمكن من شراء التذكرة فقال له الاستاذ محجوب هذه قيمة التذكرة زائد قيمة الغرامة فارجو شرائها من المحطة القادمة ووجه بمحاسبة الكمساري لعدم مساءلة والده.

اقوى نساء العالم

وكما طالعتنا الصحف بتصريح من مسؤولة بريطانية تصف المرأة السودانية بانها من اقوى نساء العالم لما لها من صفات حميدة . فاذا كان هذا حالنا داخل وخارج السودان فلماذا نحن نسير الى الخلف بينما نشارك نحن في بناء الدول وتقدمها.. يتمتع الشعب السوداني با لكرم والامانة والكفاءة والاخلاص في العمل اذن لماذا التناحر والصراع من اجل الارض والسلطة؟؟. لماذا اقتصادنا، زراعتنا، تعليمنا، اقلامنا تسير الى الخلف منذ الاستقلال وحتى الآن؟؟.

اليوم التالي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version